محليات

الحوار الوطني.. تعزيز المواطنة والتلاحم والاعتدال

الرياض – البلاد

ترجمة لنهج المملكة القويم في تأصيل قيم الحوار والاعتدال ، يواصل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، عبر أنشطته وبرامجه المتنوعة إلى تعزيز التلاحم الوطني والتعايش المجتمعي، من خلال ترسيخ قيم التنوع والتعايش، فيما يقوم في الوقت نفسه بتأصيل الثقافة الحوارية لنشرها بين مختلف أطياف المجتمع، والتأكيد على أهمية وحدة الوطن واللحمة الوطنية التي أرسى قواعدها قبل ” 88 ” عاماً الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل ــ رحمه الله ــ والتي لاتزال صاعدة في مسار حدود السماء .

وبالعودة إلى ما قبل توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز؛ يدرك حجم الفارق الحضاري للتحول الذي نعيشه في يوم الوطن، ورسوخ هذا القيم والمبادئ ، وهذه هي الاستراتيجية المتجددة التي يقوم عليها عمل المركز في هذه المرحلة المهمة التي تعبر بها المملكة إلى برنامج التحول الوطني 2020 م، ورؤية المملكة 2030 م، وذلك بعد أن قدم ما يمكن وسمه بـ” الثراء الحواري المعرفي” طوال السنوات التي بدأت منذ تأسيسه في العام 1424هـ حتى اللحظة، وشهد فيها المركز عبر محطات متنوعة من اللقاءات الفكرية.

وتسنى للمركز عبر منظومة برامجه الحوارية تحقيق عدة منجزات أسهمت في الوصول إلى قدر من التفاعل الإيجابي بين مختلف أطياف المجتمع من المشاركين، في اللقاءات والحوارات من جهة، فيما تعزز التواصل الفعال بين المتحاورين من جهة وصناع القرار من جهة أخرى .

وتنسجم تطلعات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في هذه المرحلة مع قيم برنامج التحول الوطني 2020 م، التي تأتي امتدادًا لرؤية المملكة 2030م التي تشهد تحولاً متطوراً على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والعلمية والتعليمية والثقافية، من التأكيد على التعايش والتلاحم والتنمية لبناء مجتمع النهضة والمعرفة الذي يدعو إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع – حفظهما الله – فالرؤية الحوارية في مركز الحوار الوطني، سواء من خلال اللقاءات الوطنية، واستطلاعات المركز الوطني الاستطلاعات الرأي العام ” رأي ” التابع للمركز أو الدراسات والبحوث أو برامج أكاديمية الحوار أو أنشطة مشرفي ومشرفات المناطق في جميع مناطق المملكة، وبرامج المرأة، والإعلام الجديد كانت ولاتزال تؤكد على التعدد والتنوع بما يثري الحوار ويؤصل قيمه، ويعكس مستويات الوعي والإدراك للوصول إلى مشتركات تعزز اللحمة الوطنية والعيش المشترك .

ويولي المركز أهمية خاصة للبرامج التي تُعنى بشريحة الشباب، وذلك من أجل مواجهة التحديات التي تواجه شباب اليوم، ومن أبرزها قضايا التطرف والتعصب. عبر عمل دؤوب على نشر قيم الوسطية والاعتدال خاصة بين أوساط الشباب الذين يشكلون اليوم أكثر من 60 بالمائة من سكان المملكة، حيث يعمل على تعزيز اللحمة الوطنية والتعايش الاجتماعي.

وتندرج ورش العمل والتدريب التي يقيمها المركز ضمن برامجه المنهجية التي وضعها خلال تجربته الحوارية التي تمتد إلى ما يقرب 14 عاما، وهي برامج وضعها متخصصون وخبراء في المعرفة وعلم الاجتماع وخبراء في منهجية القدرات والتطوير، وشارك في وضع أسسها المنهجية ومبادئها معنيون بقضايا الحوار وبرامج الاتصال، وقد عقد المركز عدد من ورش العمل في مجالات مختلفة .

وتشكّل الشراكات ومذكرات التفاهم والتعاون جانبا مهما من جوانب العمل الحواري لدى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وفي ظل هذا الوعي عمل على العناية بالتعاون مع الوزارات ومؤسسات المجتمع والهيئات والجهات الحكومية والأهلية من أجل تعزيز الظاهرة الحوارية وتنشيط الفعل الحواري بين مختلف أطياف المجتمع وشرائحه .

وبلغت الشراكات نحو ” 24 ” شراكة مع وزارات وهيئات منها..وزارة التعليم، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ومجلس الشورى، والرئاسة العامة لشؤون الحرمين، وغيرها من الجهات الأخرى .

ومن الجامعات التي وقع معها المركز مذكرات تفاهم وتعاون: جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، جامعة الملك سعود، جامعة الإمام، جامعة الملك عبدالعزيز والعديد من الجامعات، ومن الهيئات والمؤسسات: رابطة دوري المحترفين السعودي، المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وتطوير، ومدينة المعرفة الاقتصادية، وجمعية الكشافة العربية السعودية، وحقق المركز من خلال الجهات التي يتعاون معها نوعا من التمثيل المتوازن لمختلف الشرائح الاجتماعية التي تنتسب للوزارات والهيئات ومنهم علماء وأكاديميون ومفكرون وإعلاميون ورياضيون فضلا عن فئات الشباب والطلاب والدارسين، وقد أقيمت عدة ملتقيات مشتركة مع كل هذه الجهات طوال السنوات الماضية .

ولم يقتصر الأمر على توقيع مذكرات تعاون مع الجهات المحلية، ولكن المركز استطاع أن يفعل تعاونه مع مؤسسات دولية لها تاريخها، ولها تجاربها في العمل المؤسسي الثقافي والفكري والحواري وتمثل ذلك في توقيعه اتفاقيات شراكة وتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” اليونسكو ” والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ” إيسيسكو ” والاتحاد العالمي للكشاف المسلم.

وشكلت الزيارات التي قام بها السفراء الأجانب من الدول الأوروبية والآسيوية والعربية الصديقة والشقيقة، صورة أكثر سطوعا في مسيرة المركز ورؤية الآخرين له الذين أشادوا ببرامجه المتعددة وأنشطته الحوارية.

فيما أشادت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم ” اليونسكو ” بتجربة المركز الحوارية الفعالة، كما أشادت بالبرامج الحوارية المتنوعة التي يقدمها المركز التي تتفاعل مع المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته، وتقدم الحوار في صيغة شعبية تصل إلى مختلف الأجيال ومختلف الأطياف، وذلك بعد زيارة للمركز قام بها مجموعة من خبراء اليونسكو جرت خلال العام 1438هـ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *