الأرشيف البيئة

التصحر غول يلتهم الرقعة الخضراء

يتسبب التصحر في العديد من الخسائر الاقتصادية تتمثل في انخفاض إنتاجية الأراضي الصالحة للزراعة إلى مستوى ضئيل. وتظهر آثار التصحر في معظم أرجاء المملكة ويمكن رصدها من خلال تحول العديد من المناطق الزراعية والأودية الغنية بالمياه إلى أراضي قاحلة بسبب قلة الأمطار والاستنزاف الجائر لمصادر المياه وهجرة الكثير ممن يشتغلون بالزراعة لأعمالهم ومناطقهم السكنية باتجاه المدن مما أدى إلى تدهور الأراضي المنتجة وتضاعف آثار التصحر في هذه المناطق، حيث تعد أودية منطقة مكة المكرمة مثل: أودية فاطمة ونعمان وأودية المنطقة الجنوبية مثل: بيشة وتثليث من أهم الأمثلة على آثار التصحر بالرغم من تعرضها لكميات أمطار غزيرة نوعا ما.
ونظراً لما تزخر به أراضي المملكة من الموارد الطبيعية الغنية والمتنوعة التي تشكل القاعدة الأساسية لاقتصادها ومعيشة سكانها، إلا أن تلك الموارد بدأت تتصف بالهشاشة نتيجة لظروف بيئية قاسية من المناخ الجاف وشبه الجاف والتربة غير الخصبة في معظم الحالات. هذه الموارد أصبحت تعاني من تدهور كبير الأمر الذي أدى إلى انتشار ظاهرة التصحر.
مكافحة التصحر
أقامت المملكة مركزا متخصصا لدراسة الصحراء ودراسة مكافحة التصحر وهو مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، والذي من أهم أهدافه القيام بالأبحاث والدراسات التي تؤدي إلى مكافحة ظاهرة التصحر في المملكة وتشجيع الأبحاث الخاصة بإيجاد أفضل السبل للمحافظة على المياه العذبة من خلال التقنيات الحديثة وخاصة تقنية الاستشعار عن بُعد.
كما شاركت مشاركة فاعلة في العديد من المؤتمرات السابقة التي نظمتها الأمم المتحدة من أجل مواجهة تهديدات التصحر، وهو ما يعكس مدى القلق الذي تشعر به من زحف التصحر وما ينتج عنه من آثار بيئية واقتصادية واجتماعية وحضارية.
كما اتبعت المملكة عدة وسائل لمقاومة التصحر منها استعمال التشجير لوقف زحف الرمال وإنشاء مشروع تثبيت الكثبان الرملية بواحة الأحساء، واهتمت بإقامة المعارض والمنتديات الخاصة بكل ما يتعلق بالعمل البيئي منها إقامة المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثالث تحت شعار \"الاقتصاد الأخضر والمسئولية الاجتماعية\" في مارس الماضي الذي أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بحضور أكثر من 1000 باحث في مجالات البيئة من مختلف أنحاء العالم و50 متحدثاً عالمياً.
وفي السياق ذاته أكد الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية، البدء الفعلي في مشروع جديد لمعالجة التصحر الذي تعاني منه بعض المناطق بالمملكة، حيث تم البدء بعشرة مشاريع كاملة للإصلاح والبذر والزراعة لمدة ثلاث سنوات وذلك لجعل الحياة تعود لهذه المناطق مرة أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *