دولية

التحالف يدك ثكنات الحوثي بصنعاء .. والميليشيات تواصل ترهيب المدنيين

صنعاء ــ وكالات

صعدت مليشيا الحوثي الانقلابية من قمع وإرهاب السكان القاطنين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، سيما العاصمة صنعاء، وشنت حملة اعتقالات واسعة طالت المئات من الرافضين للقتال تحت صفوفها.

وتعيش المليشيا انهيارات غير مسبوقة في صفوفها بعدد من جبهات القتال، خصوصا في الساحل الغربي، وهو ما جعلها تلجأ إلى اختطاف اليمنيين والأطفال والزج بهم إجباريا إلى جبهات القتال، فيما يكون الاختطاف والإخفاء القسري مصير الرافضين لأوامر الانقلابيين.

وأصدرت مليشيا الحوثي، في اليومين الماضيين، تحذيرا للمسلحين الذين أجبرتهم الظروف على البقاء في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وهددتهم بقطع مرتباتهم واتخاذ إجراءات أخرى في حال لم ينخرطوا بجبهات قتالهم.

وفي رسالة صادرة عما يسمى “قيادة القوات الجوية والدفاع” في صنعاء، هددت من خلالها الجنود غير الحاضرين للدورات التي تقيمها الجماعة، بإحالتهم إلى القضاء العسكري، وذلك فيما يبدو السجن أو الاختفاء القسري، عقابا على عدم حضورهم هذه الأنشطة التي تسمى دورات ثقافية، يتم عن طريقها تعبئة الجنود بالفكر الحوثي، تمهيدا لإرسالهم إلى القتال في الجبهات ضد قوات الشرعية.

ووجهت الرسالة، بأن يتم صرف مستحقات مالية فقط للجنود الذين هم في الجبهات، وتسجيل من لم يحضر تلك الدورات بأنه “فار من الواجب”، وتتم مصادرة عهدة السلاح التي في حوزته، قبل أن تتم إحالتهم إلى القضاء العسكري.

ويأتي هذا التوجيه القمعي، في الوقت الذي يعاني فيه الموظفون المدنيون والعسكريون بمناطق الحوثيين من عدم تسلم مرتباتهم، منذ نحو عامين، في حين يؤكد مراقبون أن الانقلابيين يصادرون حقوق اليمنيين المالية الأساسية، ويوجهونها في إطار حروبها العبثية، تحت لافتة ما يسمى “المجهود الحربي”.

وأدت هذه التصرفات الحوثية إلى نزوح العديد من اليمنيين، بينهم ضباط وجنود، إلى مناطق الشرعية، بحثا عن الأمان والعيش الكريم.

وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي باتت تعاني من نقص كبير في الأفراد الذين يتم الزج بهم في الجبهات، وهو ما أدى إلى استخدامها عديدا من الوسائل الترهيبية، من أجل إجبار البعض على الالتحاق في صفوفها، بعد أن عانت المليشيا الانقلابية من خسائر بشرية كبيرة، بفعل المواجهات مع قوات الشرعية، وضربات طيران التحالف العربي، التي حصدت عديدا من القيادات والأفراد.

ودخلت المليشيا في خلافات مع عشرات من شيوخ القبائل في محافظات عمران وذمار وإب، بعد رفضهم دعواتها لتحشيد المسلحين، والزج بأبنائهم إلى محارق الموت.

وتقول منظمات حقوقية محلية ودولية، إن مليشيا الحوثي مارست منذ انقلابها على الشرعية عديدا من الانتهاكات وأعمال القمع، ضد عديد من اليمنيين، بينهم سياسيون وعسكريون وإعلاميون، وفئات أخرى من المجتمع.

في غضون ذلك شنت طائرات تحالف دعم الشرعية سلسلة غارات امس الأحد على مواقع وثكنات لميليشيات الحوثي، في صنعاء ومحافظة الحديدة غرب اليمن.

وأوضحت مصادر محلية أن الغارات استهدفت ثكنة تدريب للميليشيات في الكلية الحربية بضاحية الروضة، وأخرى في معسكرات النهدين، والسواد وضبوة جنوب العاصمة.

وفي الحديدة، قصفت مقاتلات التحالف مواقع للميليشيات في محيط القاعدة البحرية بمنطقة الكثيب، كما استهدفت بأربع غارات تعزيزات في منطقة العرج بمديرية باجل كانت في طريقها من صنعاء إلى الحديدة.

ولا تزال معركة الحديدة مستعرة في إطار عملية الساحل الغربي، حيث دفعت قوات الجيش اليمني والمقاومة، مدعومة من التحالف، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة التحيتا استعداداً لخوض معركة تحرير مديرية زبيد.

وشمالاً وفي هجوم مباغت، تكبدت فيه ميليشيات الحوثي خسائر فادحة، تمكن الجيش الوطني من تحرير أولى مناطق مديرية الحشوة شرق صعدة، استعداداً لتطويق المحافظة من جهة الشرق.

ووسط اليمن وصلت قوات الجيش إلى مشارف منطقة البياض شرق محافظة البيضاء، بعد تقدمها في الملاجم، وتطهير ما تبقى من وادي فضحة.

كما خسرت الميليشيات في هذا التقدم قيادات ميدانية، إضافة إلى تدمير عدد من الآليات القتالية.
ومع احتدام المعارك على أكثر من جبهة، يتوقع أن يعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، موعداً لإطلاق مشاورات سياسية جديدة بين الحكومة الشرعية والانقلابيين بعد إحاطة له أمام مجلس الأمن الخميس المقبل.
الى ذلك قتل 30 من مليشيا الحوثي الانقلابية، بينهم 5 قيادات ميدانية، في معارك مع الجيش اليمني بمحافظة البيضاء.

وذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية، أن المعارك التي دارت في مديرية الملاجم بالبيضاء أسفرت عن مقتل 30 عنصرا حوثيا، بينهم 5 قيادات ميدانية، وإصابة أكثر من 13 آخرين، كما أسفرت أيضاً عن تكبيد المليشيا الحوثية خسائر فادحة في العتاد والآليات القتالية.

من ناحية أخرى، واصلت قوات الجيش الوطني اليمني، بإسناد من التحالف العربي، تقدمها في الملاجم، وتطهير ما تبقى من وادي فضحة.

وباتت قوات الجيش اليمني على مشارف منطقة البياض، بعد أن حررت عددا من المواقع الاستراتيجية وتجاوزت منطقة أعشار، وسط انهيارات في صفوف الانقلابيين.‎

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *