مقالات الزملاء

الاستثمار السعودي في السودان .. لماذا تأخر؟

بخيت آل طالع الزهراني

يعتبر السودان سلة غذاء العرب .. هذه العبارة من اصدق ما سمعت، ومن أكثر ما رأيته يتردد لكن المشكلة ليست في الاقوال بل في الافعال ولذلك ظل العقل غائبا امام عبارة كهذا وربما غيرها من العبارات والمشاريع والاحلام العربية التكاملية بسبب السياسة احيانا واحيانا اخرى بسبب الاوهام وضعف البصيرة والتردد والخوف الوهمي وإلا فإن حالة جميلة من الاستثمار الناجح سوف تنشأ لو قامت الدولة العربية ومن اولها السعودية باستثمار اموال كثيرة في الزراعة في السودان، فإن ذلك مما سيكون له الخير الوفير على البلدين وسوف يصب كذلك في خانة الامن الغذائي العربي الذي يعد هاجساً مهماً بل واستراتيجية وطنية قومية محورية.
قلت ما تقدم بمناسبة الزيارة التي قام بها وزير الزراعة السعودي م. عبدالرحمن الفضلي ضمن نظرة طموحة للاستثمار الزراعي في السودان عطفاً على توجيهات الادارة العليا في البلدين للإفادة من الارض الزراعية الواسعة في السودان وتوفير المياه من نهر النيل وامكانية استثمار ملايين الفدادين مقابل المال السعودي وبالتالي الحصول على المواد الغذائية التي تحتاجها المملكة.
والواقع ان بالامكان الاستثمار في الزراعة في السودان ذلك البلد الذي يضم اكثر من 16 مليون هكتار من المساحات الخصبة ومنها ما هو على ضفاف النيل والانهار الاخرى في شمال البلاد، وبالامكان زراعة الذرة والسمسم والحبوب والخضار ومن ثم ايصالها لميناء بور سودان ثم نقل سريعا الى مدينة جدة السعودية التي لا تبعد عنها كثيراً .. اضافة الى امكانية الاستثمار في تربية المواشي من الاغنام والابقار والابل.
الآن يبدو ان هناك توجهات سعودية سودانية جادة لتحقيق الامن الغذائي العربي ، وطبقاً لما قاله وزير الزراعة السوداني ابراهيم حامد لـ (الشرق الاوسط) الاربعاء 20 مايو 2015 فإن الخطة اعدت قبلاً وتم تحديد التكلفة والبنية التحتية ومواقع التصدير للاسواق وبانتظار التمويل الحكومي والاهلي من الصناديق العربية .. مؤكداً استعداد القيادة في البلدين لدعم هذا البرنامج الطموح .. والواقع اننا كعرب وفي المملكة قد تأخرنا كثيراً عن الاستثمار الزراعي في السودان القريبة منا وحان الوقت (إن لم يكن قد تأخرنا) في المسارعة في مشاريع تبادلية مع جارنا السودان بما يحقق الفائدة للطرفين ويزيد المنفعة واوامر التواصل مع الاشقاء (وما طاح من الشارب في اللحية) كما يقال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *