دولية

الاحتجاجات تحاصر ملالي إيران .. والإضرابات تشل الاقتصاد

طهران – عواصم – وكالات

يعيش نظام الملالي الإيراني حالة من اليأس والتخبط في مواجهة الاحتجاجات المتصاعدة في العديد من المدن ، وقد باتت شبكات التواصل الاجتماعي أداة فاعلة للحشد رغم الملاحقات الأمنية ومراقبة مستخدميها، لمنع اندلاع حراك شعبي جديد على غرار الاحتجاجات الحاشدة مطلع يناير الماضي.

وأشارت النسخة الفارسية من شبكة “دويتشه فيله” الألمانية إلى أنه على الرغم من مزاعم المسؤولين الإيرانيين بانتهاء إضراب الشاحنات المتواصل لأكثر من 9 أيام على التوالي داخل البلاد، فإن تلك المواقع كانت حاضرة لترد على تلك الأكاذيب من خلال نشر صور ومقاطع فيديو تثبت استمرار هذه الاحتجاجات.

ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا بارزا خلال الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي جابت نحو 100 مدينة إيرانية، للمطالبة بإصلاحات اقتصادية وسياسية وصلت إلى حد إسقاط نظام ولاية الفقيه “القمعي”، الأمر الذي أدى إلى حجب السلطات المحلية خدمات تطبيقات أجنبية مثل “تليجرام” مؤخرا، بدعوى “حماية الأمن القومي”، وهو الأمر الذي اعتبره نشطاء ذريعة لقمع التذمر الشعبي إزاء تدهور الأوضاع المعيشية.

ووصفت الشبكة الألمانية شبكات التواصل الاجتماعي بـ”المنظم” للاحتجاجات العمالية والفئوية في إيران، لا سيما أنها كشفت جانبا من الواقع الذي يجري على الأرض في ظل التعتيم الإعلامي الذي تفرضه سلطات نظام الملالي، إلى جانب التهديدات المستمرة من الأجهزة الأمنية والاستخبارات الإيرانية للمحتجين بكسر إضرابهم.

وصاحبت مواقع التواصل الاجتماعي انتفاضة الإيرانيين الأخيرة، بتعليقات ورسوم كاريكاتيرية، وأعمال فنية اتسمت بالجرأة الشديدة على غير المألوف، إلى حد أنها كسرت تابوهات طالما فرضها الملالي على الإيرانيين بقبضة أمنية غاشمة.

ويرى مراقبون، بحسب دويتشه فيله، أن تلك التطبيقات والشبكات أسهمت بشكل كبير في اتساع رقعة إضراب الشاحنات داخل أغلب الأقاليم الإيرانية، بعد أن وجد السائقون الغاضبون من خلالها وسيلتهم للتعبير عن تذمرهم من تردي الأوضاع المعيشية، على أثر انهيار العملة المحلية.

واعترفت صحيفة “جامعة نو” الإيرانية بأهمية شبكات التواصل الاجتماعي في زيادة التواصل بين المحتجين عبر الفضاء السيبراني، بغرض تبادل آخر الأخبار والمعلومات للتنسيق وتبادل وجهات النظر، مؤكدة أنه على خلاف الشائع لم تقف الخلفيات الثقافية والتعليمية عائقا أمام استخدام سائقي الشاحنات على سبيل المثال لشبكات التواصل الاجتماعي، للتعبير عن مطالبهم.

وألمحت الصحيفة إلى فشل نظام الملالي في تقييد شبكات التواصل الاجتماعي أمام الإيرانيين، لوجود بدائل عديدة من بينها مواقع التواصل المحلية المراقبة أمنيا، التي يتواصل المواطنون عبر الرموز والسخرية من خلالها خشية الملاحقة والتعقب الأمني، إضافة إلى تطبيقات تخطي الحجب.

إضراب يشل الاقتصاد
من جهة اخرى أعلن الاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات في الولايات المتحدة وكندا، تضامنه مع مطالب إضراب الشاحنات في إيران، والمتواصل على مدار 9 أيام داخل أكثر من 100 مدينة إيرانية، في ظل تردي الأوضاع المعيشية، وغلاء رسوم العبور على الطرق، إضافة إلى تدني الأجور في ظل تدهور العملة المحلية إلى أقل مستوياتها التاريخية أمام الدولار الأمريكي.

ووجه الاتحاد، بحسب صحيفة كيهان اللندنية، الذي يضم في عضويته أكثر من مليون سائق داخل الولايات المتحدة وكندا، رسالة مفتوحة إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية بواشنطن، للتضامن مع السائقين مع المحتجين في مختلف محافظات إيران، مطالبا بتدخل حكومة طهران لتلبية مطالبهم، والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم دون تدخل من الأجهزة الأمنية.

وأشارت الرسالة إلى أن إضراب الشاحنات اندلع في إيران منذ 22 مايو/آيار، في 25 محافظة ونحو 160 مدينة إيرانية بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، في الوقت الذي وصفت فيه تلك الاحتجاجات بـ”الخطوة الجريئة” من جانب سائقي الشاحنات، مطالبة حكومة روحاني بالاستماع إلى مطالب المحتجين.

وأكد الاتحاد الدولي لسائقي الشاحنات، ضرورة احترام السلطات الإيرانية لحقوق المحتجين وحرياتهم في تشكيل نقابات عمالية حرة تعبر عنهم، في الوقت الذي يعتبر فيه مراقبون أن إضراب الشاحنات المتواصل داخل البلاد واحد من الاحتجاجات الفئوية الأطول مدة، والأوسع انتشارا، والأكثر تناغما بين المتظاهرين في السنوات الأخيرة.

واعترفت وسائل إعلام رسمية، نقلا عن مسؤولين إيرانيين، أن هذا الإضراب أدى إلى شلل على بعض الطرق والمحاور الرئيسية، إضافة إلى توقف حركة نقل السلع والبضائع بين المدن والمحافظات داخل البلاد، في الوقت الذي أكد فيه آلبرت بغزيان، أستاذ الاقتصاد في جامعة طهران، وجود فوضى عارمة داخل محطات الوقود، بعد انضمام سائقي سيارات الأجرة والحافلات للمحتجين.
وشدد بغزيان، في تصريحات لموقع “اعتماد أونلاين” الإيراني، أن استمرار إضراب الشاحنات داخل إيران أدى إلى صعوبة بالغة في نقل الحاصلات الزراعية من وإلى المحافظات الإيرانية المختلفة، وعلى سبيل المثال البطيخ بين العاصمة طهران وجزيرة كيش جنوب البلاد، مؤكدا ضرورة التوصل إلى حلول ناجزة .
ضربة اقتصادية:
اقتصاديا أعلنت شركة ديلم اندستريال الكورية الجنوبية امس الجمعة، عن إلغاء عقد بقيمة 2.23 تريليون وون (2.08 مليار دولار) لمشروع مصفاة في إيران.وقالت الشركة في إفصاح تنظيمي إن الطلبية أُلغيت مع فشل مشروع تحديث مصفاة أصفهان في الحصول على تمويل بسبب العقوبات الاقتصادية على إيران.
وتأتي هذه الخطوة بعد إقرار الولايات المتحدة، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة متعلقة بإيران تشمل 6 إيرانيين و3 كيانات مقرها إيران منها سجن إيفين في طهران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *