متابعات

الأمانة تخلت عن مسؤوليتها في حلقة خضار جدة.. إلى متى نصبر على استفزاز العمالة المخالفة؟

جدة- حماد العبدلي

اشتكى عدد من الشباب الذين طرقوا الأبواب بحثاً عن مداخيل لهم عبر البيع والشراء في حلقة الخضار في حي الصفا بجدة من سوء التنظيم وتدني مستوى النظافة وتزايد أعداد المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل والتستر مما مكنهم من السيطرة التامة على الحلقة وطرد الشباب الباحثين عن فرص عمل من خلال البيع والشراء في الخضار والفواكه.

وقال الشاب عبد الله المحمدي :”الإيجارات غالية في الحلقة وكثرة العمالة الوافدة فيها تجعلنا نفقد فرصة البقاء ونتمنى من الجهات ذات العلاقة تكثيف الرقابة عليهم خاصة الذين هربوا من كفلائهم أو بدون كفلاء أصلاً. وأضاف المحمدي:” الوافدون يستطيعون شراء الخضار والفواكه وبيعها في أي مكان حتى أن الشوارع العامة والمساجد والأسواق وبعض الإدارات الحكومية أصبحت مقراً لتواجدهم وهذا شيء غريب يحتاج من وجهة نظري إلى عدم تمكينهم من البسطات في هذه الأماكن العامة. فقد أصبح الوافد يحصل على عربة خشبية ويجول بها داخل الأحياء والشوارع ويحصل على ما يريد دون دفع أي التزامات مالية.

كما قال بدر الحربي وهو يعمل بالحلقة إن بعض الوافدين لهم فترة طويلة جداً وأصبحوا معروفين تماماً ولهم زبائن يقومون بتوريد الخضار والفواكه إلى أصحاب المحلات التجارية ولعل عدم المراقبة المكثفة اليومية لمثل هذه النوعية جعلتهم يستمرون بهذا الشكل وبفترات طويلة والبعض منهم اتخذ من الأماكن العامة ومداخل الأحياء الشعبية والطرقات أسواقاً متنقلة على قارعة الطريق للبيع دون خوف من متابعة الجهات ذات العلاقة لهم.

كما شدد الحربي على المواطنين بعدم تشجيع هذه الظاهرة وعدم الشراء منهم وبالتالي سوف يفقد هذا الوافد من يشتري ما لديه وعدم تكرار ذلك ومن هنا سوف تتاح الفرصة للشباب لجني الأرباح في حلقة الخضار وإيجاد عمل لكل شاب يبحث هذه الأيام عن عمل.

غياب الرقابة:
وقال علي المالكي:” كنا نقوم ببيع الخضار في مكان معروف جنوب جدة وقامت الأمانة بهدم تلك المحلات كونها مخالفة لكن في ذات الوقت يظل الوافد يجوب الشوارع بعربات خشبية متنقلاً بين أحياء جدة وهنا على الجهات الرقابية متابعة تحركاتهم حتى من أراد أن يفتح محلاً للخضار بشكل رسمي يستطيع أن يجني الربح كما أن المستهلكين يشترون من العربات الخشبية المخالفة في الشوارع وأمام المساجد سيما نهاية الأسبوع حيث يكون تواجدهم بشكل كبير”. بينما وضع أحمد الزبيدي اللائمة على المواطن وقال:”أليس هو من سرحهم في الأسواق و هم على إقامات عمال زراعة وسائقين؟ أليس المواطن من ينام ويمتاز بالكسل والخمول و العاطفة ؟ أليس هو المواطن من يستحقر العمل في أسواق الخضار ويتفادى حرارة الشمس والزحمة ولذلك لا يسعى للرزق؟ فإذا أراد شبابنا العمل عليهم تحمل مشقة التعب ولهم الفرصة على الأجانب بلاشك المهم أن يثبتوا وجودهم في الحلقة أوغيرها بالعمل وليس بالكلام والشكوى”.

وقال علي الشمراني:” الوافدون يأتون إلى البلد وهم لايملكون شيئاً، وخاصة من بعض البلدان، وعندما وجدوا تساهلاً من الجهات الرقابية، أمانة جدة وغيرها، اشتغلوا في سوق الخضار وأصبحوا تجاراً وتحكموا في السعر.
الوافدون احتكروا سوقي الخضار والسمك والبقالات والمخابز وأفران التميس وهناك من يتستر عليهم وجهات الإختصاص في سبات عميق وتغض الطرف أحياناً.”

وقال المواطن أحمد العجلاني:” بالرغم من أن القوانين تمنع استئجار العمالة لهذه البسطات إلا أن هناك من السعوديين من يشارك في ذلك ويؤجر بسطته بالباطن ونتيجة هذه التصرفات غير المسؤولة يسيطر الأجنبي على السوق ويتحكم فيه.”
وأضاف:”لابد من وقفة حازمة وقوية ضد هؤلاء وسحب بسطاتهم وتغريمهم للحد من تلك التصرفات التي تساهم في تواجد العمالة بشكل كبير في الحلقة.”

محمد المرواني شاب في مقتبل العمر يقف أمام بسطته المستأجرة التي يبيع فيها الخضار في ساعات عمل طويلة متصلة ويجاهد لاستقطاب الزبائن لتوفير قيمة إيجار البسطة وتوفير دخل يسد الرمق، نقل عتبه الكبير على المواطنين الذين يتحاشون البسطات التي يقف عليها سعوديون ويفضلون الشراء من العمالة الوافدة في تصرف غريب بالرغم من عدم وجود فرق في الأسعار وليس كما يدعون أن الوافدين هم الأرخص.

كما أكد المرواني أن عمله في الحلقة مؤقت وقال:” لن استمر متى ما وجدت فرصة أفضل بسبب قلة المردود وساعات العمل الطويلة وعدم منحي إجازة وانصراف السعوديين عنا للوافد”.

وقال عيد الحربي:” لاتوجد بارقة أمل في نجاح السعودة نتيجة غياب المعالجة الجادة من الجهات المعنية” مستعرضاً تجربة زاخرة بالمواقف والتحولات طيلة فترة عمله في الحلقة التي استمرت 10 سنوات وعدم تخلفه في أي يوم عن السوق.

وأضاف:”سبب فشل السعودة لظروف العمل في هذا النشاط الذي يتطلب سمات معينة لا تتوفر في شباب اليوم الذين يبحثون عن الدوام المريح والإجازات الأسبوعية والعمل تحت المكيفات وهذه في نظره لا وجود لها في سوق الخضار الذي يحتاج المثابرة والجهد البدني والنفسي والصبر في حالة الخسارة لأن السوق هكذا يوم تكسب فيه ويوم تخسر.”

وقال بندر العوفي الذي يعمل في السوق:” بدأت أعمل في أسواق الحلقة منذ 6 سنوات منذ الصباح إلى قرابة صلاة العشاء،وحصلت على دعم الزبائن من المواطنين والمقيمين ومساندتهم لي وبدأت اكتسب الخبرة التي أهلتني إلى الاستمرار بنجاح حتى بدأت اكتسب وضعاً اجتماعياً ومالياً أفضل ولم أكن أحلم به نتيجة العمل والجهد الأمر الذي جعلني لا التفت لـ(حافز) ومصاعبه.
ونصح العوفي كل من بمقدوره العمل أن يعمل ويكتفي بما سيجنيه من عمله دون اللجوء لبرنامج (حافز) أو غيره من البرامج كما ينصح كل من يرغب الاستفادة من برنامج (حافز) أن يستغل فرصة التدريب والتأهيل حتى يستطيع العمل وتطوير الذات وتنمية القدرات الشخصية بما يؤهله للعمل في أفضل المجالات.

أما حسن الزبيدي فيؤكد أنه منذ 7 سنوات وعندما كان طالباً بالمرحلة الثانوية وحتى الآن يعمل بسوق الخضار وأنه تزوج وحصل على منزل خاص به من حصيلة عمله بالسوق وقال:”عملي هو بسطتي داخل السوق ومعدل ربحي الشهري يتجاوز 6000 ريال فلو أنني قدمت على برنامج (حافز) سأحصل على 2000 ريال ولو بحثوا لي عن وظيفة مرتبها لن يزيد على 3500 ريال وسأخسر وقتها عملي داخل الحلقة وسأخسر مهنتي التي تصرف علي أنا وأبنائي وهي السبب – بعد الله – في زواجي أما برنامج (حافز) فلا يهمني ولن اقدم له ولا لغيره لأن شروطه صعبة وربما لن يصرفوا لي الأعانة لأنهم يرونني غير مستحق لهذه الإعانة”.

وقال الشاب سلطان الحاتمي خريج المرحلة الثانوية:” منذ سنتين عملت داخل الحلقة وفتحت بسطة خضار مستقلة بي تغنيني عن (حافز) وعن شروطه”.وأكد أنه لا يعلم عن برنامج (حافز) سوى أنه برنامج إعانة مؤقت بمقدار 2000 ريال شهريًا.. ونصح الشباب بألا يتقدموا لهذا البرنامج أو غيره وعليهم أن يتوجهوا إلى الأسواق وبالذات حلقة الخضار ففيها الخير الكثير وفي ساعات تربح مادياً وهذا أفضل من الجلوس والعمر يجري في انتظار وظيفة حكومية قد تأتي وقد لا تأتي والرزق يحتاج إلى بحث وجهد بعون الله وتوفيقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *