الرياضة

الأرجنتيني ستابيلي هداف المونديال الأول.. أوروجواي تستضيف النسخة الأولى وتحرز اللقب

المونديال 1930

تقرير- محمود العوضي

إذا كانت كرة القدم قد أبصرت النور رسميا، بإنشاء الاتحاد الدولي FIFA عام 1904،

فإنها لم تمارس بطريقة رسمية في بطولة كبرى إلا اعتبارا من عام 1924 خلال دورة الألعاب الأولمبية، التي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس.

ففي هذه التظاهرة الرياضية الكبرى، التي تقام مرة كل أربع سنوات، شاركت وللمرة الأولى منتخبات من مختلف القارات للتنافس على اللقب.

المونديال 1930 

وحققت الدورة الأولمبية نجاحا منقطع النظير خصوصا في المباراة النهائية التي جمعت أوروجواي وسويسرا وانتهت لمصلحة ممثل أميركا الجنوبية بحضور 50 ألف متفرج.

لكن في النسخة التالية التي أقيمت في أمستردام عام 1928، أعلنت عدة دول عزوفها عن المشاركة، فبدا لزاما استحداث بطولة خاصة بكرة القدم خصوصا في ظل نمو الكرة الاحترافية.

وفي 26 مايو عام 1928، أقر مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA المنعقد بأمستردام إقامة أول دورة عالمية عام 1930، حيث تم على الاتفاق على فتح باب المشاركة أمام جميع الاتحادات المنضوية تحت لواء FIFA.

وفي 18 مايو عام 1929، أقر مؤتمر FIFA في مدينة برشلونة الأسبانية منح شرف استضافة النسخة الأولى من بطولة كأس العالم إلى دولة أوروجواي.

الرحلة إلى المونديال

كان من الطبيعي اختيار أوروجواي لتنظيم أول نسخة من كأس العالم؛ لكونها توجت بطلة أولمبية قبل عامين، وصودف احتفالها أيضا بذكرى مرور 100 عام على استقلالها.

وقوبل قرار مؤتمر FIFA بحماس منقطع النظير في معظم الاتحادات المنضوية تحت لواء أكبر سلطة كروية في العالم، بيد أن الدول الأوروبية أثارت بعض التحفظات على مكان إقامة البطولة، خصوصا أنه كان يتوجب على منتخباتها عبور الأطلسي في رحلة طويلة وشاقة ومكلفة، إن أرادت المشاركة في الدورة.

فقبل موعد انطلاق البطولة بشهرين، لم تؤكد أي دولة أوروبية مشاركتها. لكن التدخل الشخصي لرئيس الاتحاد الدولي “جول ريميه” كان حاسما في إقناع أربع دول في المشاركة، وهي فرنسا وبلجيكا ويوغوسلافيا ورومانيا.

وأبحرت هذه الدول من “فيلفرانش سور مير” على متن السفينة “كونتي فيردي” في 21 يونيو عام 1930 لتصل إلى ريو دي جانيرو في 29 من الشهر نفسه، حيث سافر على متن السفينة ذاتها أعضاء منتخب البرازيل، لترسو أخيرا في ميناء مونتيفيدو في 4 يوليو.

نجاح منقطع النظير

تم توزيع المنتخبات الثلاثة عشر على 4 مجموعات حيث اضم المجموعة الأولى 4 منتخبات بينما تضم باقي المجموعات 3 منتخبات. جميع المجموعات تلعب بطريقة الدوري من دور واحد على أن يمنح الفائز نقطتين والمتعادل نقطة واحدة.

إذا تساوى منتخبان في رصيد النقاط فإن الحسم يكون عن طريق إقامة مباراة فاصلة بينهما. هذا الأمر لم يتم استخدامه لأن جميع المنتخبات التي احتلت المركز الأول في المجموعات الاربع حسمته بفارق على الأقل نقطة واحدة،

وهي بذلك البطولة الوحيدة التي انتهت جميع مبارياتها بفوز أحد الطرفين، ولم يكن هناك أي تعادل.

– تم وضع منتخبات الأرجنتين، الولايات المتحدة، البرازيل، والأوروغواي على رؤوس المجموعات.

ملخص البطولة

المونديال 1930

المجموعة الأولى

كانت المجموعة الأولى هي المجموعة الوحيدة التي تتكون من أربع فرق، وهي : ” الأرجنتين، تشيلي، فرنسا والمكسيك “. بعد يومين من فوز فرنسا على المكسيك، تواجهت فرنسا مع الفريق الأرجنتيني.

أحرز الأرجنتيني (لويس مونتي) الهدف الوحيد في المباراة من ضربة حُرة. ومن الغريب أن الحكم البرازيلي (الميدو ريغو) قد أطلق صافرة النهاية قبل انقضاء وقت المباراة الأصلي بست دقائق؛ وبعد أن اعترض اللاعبون الفرنسيون على النهاية المبكرة، تم استئناف اللقاء.

في المباراة الثانية بين الأرجنتين والمكسيك، تم احتساب أول ركلة جزاء في البطولة. فيما تم احتساب خمس ركلات جزاء من قِبَل الحكم البوليفي (يوليزيز ساكيدو)، فكانت ثلاثة منها محل جدل.

وكان فيها أيضاً، أول ” هاتريك ” في البطولة من نصيب اللاعب الأرجنتيني (غييرمو ستابيلي). وبذلك انتهت المباراة بنتيجة 6 – 3 لصالح الأرجنتين.

في الجولة الأخيرة، انتصرت الأرجنتين على تشيلي رغم المشاجرة التي حدثت أثناءها؛ بسبب ارتكاب اللاعب الأرجنتيني (مونتي) خطأ ضد التشيلي (أرتورو توريس)، فانتهت المباراة بثلاثة أهداف لهدف. وبها، تأهلت الأرجنتين للدور الثاني.

المجموعة الثانية

ضمت المجموعة الثانية : ” البرازيل، بوليفيا ويوغسلافيا “. البرازيل، التي وضعت على رأس مجموعتها، بعثت فريقاً يتألف أساساً من لاعبين من ريو دي جانيرو، وكان ذلك بسبب خلاف داخلي مع لاعبي ساو باولو.

ومع هذا،كان يُتوقع أن يرتقي مستواهم. ففي المباراة الافتتاحية بالمجموعة حققت يوغسلافيا نصراً مُفاجِئاً على البرازيل بنتيجة 2 – 1. وفاز كِلا الفريقين ” بأريحية ” على بوليفيا (بالرغم من حصول خلط وتشويش كبيرين أثناء مباراة البرازيل وبوليفيا،

ولمدة 45 دقيقة، بسبب ارتداء الفريقين قمصاناً بنفس اللون. ومع طلب حكم المباراة، تم تغيير القمصان). وفي ختام الجولات، ترشحت يوغسلافيا عن المجموعة الثانية.

 

المجموعة الثالثة

استضافت الأورغواي بمجموعتها : ” بيرو ورومانيا “. شهدت المباراة الافتتاحية في هذه المجموعة أول حالة طرد في المنافسات، عندما تم طرد اللاعب البيروفي (بلاتشيدو غاليندو) في مباراتهم ضد رومانيا. فأُستفيد من نقص عدد الفريق البيروفي ليُسجل الرومانيون هدفي الفوز في وقت متأخر من المباراة.

 

لم تلعب الأورغواي أولى مبارياتها على (ملعب سنتيناريو)؛ بسبب تأخر عملية إنهاء البناء، ولم تلعب حتى بعد بدء البطولة بخمسة أيام. وقد تم إطلاق اسم (المئوية) على هذا الملعب بمناسبة الاحتفالية المقامة عليه لإحياء الذكرى المئوية لاستقلال الأورغواي.

انتصرت الأورغواي على البيرو في أول مبارياتها بنتيجة 1 – 0 والتي اعتبرتها الصحافة الأورغوانية ” ذات أداء سيئ ” لمنتخب بلادها، فيما أشادت بالمستوى البيروفي.

 

وهزمت الأورغواي بعدها الفريق الروماني بسهولة، مسجلةً جميع أهداف المباراة الأربعة في الشوط الأول.

 

المجموعة الرابعة

هيمن الفريق الأمريكي على مجموعته؛ كونه يتشكل من لاعبين محترفين من بريطانيا.

أول الخصوم، كانت بلجيكا، وتم هزيمتها بثلاثة أهداف نظيفة. هذا النصر السهل لم يكن متوقعاً أبداً؛ ما حدا الصحيفة الأورغوانية Imparcial إلى كتابة تعليقها بالمباراة تحت عنوان : ” بتلك المُحصّلة الكبيرة للفوز الأمريكي.. تفاجأ الخبراء بحق “.

أمّا في الطرف البلجيكي، فقد عبّروا عن استيائهم لسوء حالة الملعب، وتم التشكيك أيضاً في القرارات التحكيمية، وادّعوا بعدم صحة الهدف الثاني باعتباره تسلّلاً.

في المباراة الثانية بالمجموعة، شهدت البطولة أول ” هاتريك “، فحملت توقيع اللاعب الأمريكي (بيرت باتينود) في مرمى الباراغواي. ولم يتم الاعتراف به كأول هاتريك حتى الـ 10 من نوفمبر 2006،

وكان ذلك بسبب أن سِجِلات الفيفا قد اعتبرت أن أول هاتريك كان من نصيب اللاعب الأرجنتيني (غييرمو ستابيلي)، وقد أحرزهم بعد يومين من تسجيل باتينود لثلاثيته ” المشكوكة “.

وعلى العموم، فقد أعلن الفيفا في العام 2006 بأن أول ثلاثية في كأس العالم كانت من صالح اللاعب الأمريكي (باتينود)، وأن الهدف المنسوب لزميله (توماس فلوري) ما هو إلا له.

وفي ختام مباريات المجموعات الأربع، تأهلت كُلاً من : ” الأرجنتين، يوغسلافيا، الأورغواي والولايات المتحدة الأمريكية ” للدور ما قبل النهائي.

الدور النصف النهائي

شهدت شباك هذا الدور كمّاً كبيراً من الأهداف، فسجل الفريق الأرجنتيني أول أهداف هذا الدور عن طريق لاعبه (لويس مونتي) في منتصف الشوط الأول. في الشوط الثاني، تقهقرت قوى الفريق الأمريكي وتراجعت مع الكثافة الهجومية للأرجنتين،

فانتهت المباراة بحصيلة 6 – 1 لصالح الفريق الأرجنتيني. تقدم بعدها الجهاز الإداري الأمريكي بشكوى على حكم اللقاء (جون لنجينس)، لكن دون فائدة تُرجى.

في اللقاء الثاني بين يوغسلافيا والأورغواي، خيّمت أجواء دورة الألعاب الأولمبية عام 1924 أرجاء الملعب.

ومع أن التاريخ قد خيّب ظن اليوغسلاف وقتها، فهذا لم يمنعهم من التقدم مبكّراً عن طريق اللاعب اليوغسلافي (سيكوليتش).

لكن سرعان ما قلبت الأورغواي النتيجة، لتتقدم بهدفين لهدف.

وبعد فترة وجيزة، سجل اليوغسلاف هدف التعديل، لكنه لم يُحسب لوجود تسلل. وانهى الفريق المُضيف المباراة بإضافة أربعة أهداف في شباك الخصم، لتخلص النتيجة بستة أهداف لهدف، كانت نصفها من تسجيل اللاعب الأورغواني (بيدرو سيا).[25]

النهائي

أول مبارة نهائية لكأس العالم، كانت بين منتخبي الأورغواي والأرجنتين، وكان اللقاء بمثابة نسخة مكررة من ختام نهائي دورة الألعاب الأولمبية 1928 والتي سبقت بطولة كأس العالم بعامين.

كانت الأجواء مثيرة في مدرجات ملعب “سنتيناريو”، الذي غص بمئة ألف متفرج لمتابعة أول نهائي في كأس العالم، وزاد من سخونة الأجواء أن جمعت المباراة الفاصلة بين الجارين اللدودين أوروجواي والأرجنتين.

وتخلف أصحاب الأرض بنتيجة 1-2 في نهاية الشوط الأول، قبل أن يتعملق نجوم “لاسيليستي” في الجولة الثانية ويقلبوا النتيجة في مصلحتهم 4-2 وسط اندهاش لاعبي الأرجنتين.

وتسلم قائد منتخب أوروجواي “خوسيه ناسازي” لقب الكأس من رئيس الاتحاد الدولي FIFA “جول ريميه”. وكانت الكأس تدعى آنذاك “فيكتوار أوزيل دور”، وهي عبارة عن تمثال صغير مصنوع من الذهب الخالص، ويبلغ وزنه أربعة كيلوغرامات وطوله 30 سنتمترا.

ولم تتوقف الاحتفالات في مونتيفيدو لأيام عدة، لدرجة أعلنت معها سلطات البلاد اليوم التالي من المباراة، الموافق ليوم 31 يوليو، عيدا وطنيا.

لقد كان فوز أوروجواي بلقب الدورة الأولى بمثابة انطلاقة حقيقية لأسطورة كأس العالم،

إذ أعلن رسميا عن بداية الطابع الكوني لرياضة كرة القدم وانتشارها الواسع في مختلف أرجاء العالم.

هل تعلم؟

ميدالية الوصافة التي أحرزها ستابيلي في أوروجواي 1930 هي إحدى أبرز المعروضات من النسخ الأولى في تاريخ هذه البطولة في متحف FIFA العالمي لكرة القدم في زيوريخ. ستابيلي الهداف

دخل جييرمو ستابيلي تاريخ نهائيات كأس العالم FIFA عندما تُوّج هدافاً للنسخة الأولى منها. أحرز هذا اللقب بأسلوب رائع أيضاً من خلال تسجيله ثمانية أهداف في أربع مباريات، ليقود منتخب الأرجنتين إلى المباراة النهائية عام 1930.

وما هو أكثر إثارة للدهشة، إضافة إلى خصاله التهديفية، هي الظروف التي تلت وسبقت تألقه في العرس الكروي؛

ذلك لأن الهدّاف الخطير الذي كان في الخامسة والعشرين من عمره في النسخة الأولى من النهائيات العالمية لم يدافع أبداً عن ألوان منتخب بلاده بعد ذلك؛ إثر إبهاره العالم الكروي.

كما أن نجم نادي هوراكان لم يكن قد حمل قميص منتخب بلاده قبل النهائيات، وكان يمكن ألا يفعل إطلاقاً. لكن القدر تدخل على شاكلة امتحان جامعي ما دفع بمدرب الأرجنتين إلى استبعاد الأساسي مانويل فيريرا،

وإقحام ستابيلي في المباراة الثانية للأرجنتين في نسخة أوروجواي عام 1930 ليخوض المهاجم باكورة مبارياته الدولية، فسجل بكرة رأسية في مرمى المكسيك في طريقه لثلاثية مدهشة. خرج المنتخب الأرجنتيني فائزاً (6-3) في تلك المباراة وحافظ ستابيلي على مركزه في التشكيلة الأساسية،

أما الباقي فأصبح جزءاً من تاريخ كأس العالم، حيث أضاف ستابيلي خمسة أهداف في المباريات الثلاث التالية ليُتوج بسهولة هدافاً للنسخة الأولى من كأس العالم FIFA.

وكان هدفه الأخير في نسخة أوروجواي 1930 وفي مسيرته الدولية القصيرة والرائعة في المباراة النهائية. فقد افتتح ستابيلي التسجيل للأرجنتين في الشوط الأول الذي سيطر عليه فريقه، لكن الإصابات وصحوة منتخب أوروجواي قلبت الأمور رأساً على عقب لمصلحة أصحاب الأرض.

في جميع الأحوال، صنع المهاجم اسماً لنفسه في تاريخ كأس العالم FIFA ، وسمح له تألقه في العرس الكروي بالانتقال إلى نادي جنوى الإيطالي مقابل صفقة مجزية.

وحقق ستابيلي نجاحاً إضافياً مع المنتخب الوطني وبقي لفترة طويلة عندما تولى تدريبه عام 1939؛ حيث قاده إلى بطولة أمريكا الجنوبية ست مرات على مدى مسيرة مظفرة استمرت 11 عاماً.

حكم المباراة

أدارالحكم الجون لانجينوس المبارة النهائية؛ وبسبب الاختلاف بينهما، قرر حكم المباراة استخدام كرة منتخب الأرجنتين في الشوط الأول، ثم كرة منتخب الأوروغواي في الشوط الثاني.

الفرنسي لوران يسجل أول أهداف كأس العالم

شهد لقاء فرنسا مع المكسيك تسجيل أول هدف في البطولة العالمية ونال اللاعب الفرنسي لوسيان لوران شرف تسجيلباكورة أهداف مونديال1930 ، وذلك في اللقاء الذي انتهى لصالح الفرنسيين 1/3.

ملخص المونديال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *