دولية

استئناف مفاوضات اليمن خلال أسابيع .. والإرهاب الحوثي يخنق أنفاس الحديدة

عدن ــ وكالات

توقع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، عودة طرفي الصراع إلى طاولة المفاوضات قريباً، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات.

وأوضح غريفيث في مقابلة مع إذاعة الأمم المتحدة: “أود جمع الطرفين في غضون أسابيع على الأكثر… وأتمنى أن يجتمع مجلس الأمن الأسبوع المقبل، وأن نعرض عليه خطة بشأن كيفية استئناف المحادثات”.

يذكر أن الحكومة اليمنية الشرعية كانت أكدت في تصريحات سابقة تمسكها بانسحاب ميليشيات الحوثي من ميناء ومدينة الحديدة، كشرط لاتفاق سلام، وذلك عقب لقاء الرئيس عبدربه منصور هادي، المبعوث الأممي، الذي أبلغه بموافقة الحوثيين على وضع ميناء الحديدة تحت إشراف أممي.

من جهته، أوضح وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، في بيان صحافي، أن رؤية الحكومة تنص في الأساس على مبدأ الانسحاب الكامل للحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة، ودخول قوات من وزارة الداخلية إلى المنطقة لضمان الأمن فيها واستمرار الأعمال الإغاثية والتجارية.

وكان تحالف دعم الشرعية والحكومة اليمنية اشترطا انسحاب الميليشيات من الميناء ومدينة الحديدة لوقف العملية العسكرية، حيث باتت قوات الجيش اليمني على مسافة 10 كم من ميناء الحديدة الاستراتيجي.

وفى السياق، شددت مليشيا الحوثي الإرهابية وطأة الحصار الخانق الذي تفرضه على المدنيين العزل داخل مدينة الحديدة ، وحرمت عشرات المرضى من الوصول إلى أكبر المستشفيات الحكومية بعد إغلاق كل الطرق المؤدية إليه.
وقالت وسائل إعلام يمينة: إن المليشيا استحدثت، حواجز ترابية وإسمنتية في شارع جمال الذي يربط شارع صنعاء بخط الكورنيش عند البوابة الرئيسة لمستشفى الثورة العام، كما واصلت قطع خط الكورنيش عند قلعته التاريخية وحفرت خنادق أمام ميناء الاصطياد.

كما قطعت المليشيا شارع جمال وخط الكورنيش، ما اضطر السكان إلى سلك طرق ضيقة من حواري المدينة.
وتعتمد الغالبية العظمى من سكان المدينة على مستشفى الثورة العام في علاج المرضى والمصابين بالأوبئة، وتعد عملية إغلاق الطرق المؤدية إليه ونصب الحواجز الترابية أمام بوابته، جريمة حرب إنسانية، وفقا لنشطاء.
في سياق منفصل، يقف عشرات الصيادين على حافة المجاعة الوشيكة بعد أن تقطعت بهم السبل أمام تعنت مليشيا الحوثي وحرمانهم من ممارسة عملهم في ميناء الاصطياد بعد حفر خنادق قتالية أمامه وخلفه، بعد أن كان يغذي المدينة مع العاصمة صنعاء بأجود أنواع الأسماك.

وتأتي التصرفات الإرهابية للحوثيين بعد اختطافهم رئيس نقابة الصيادين قبل أيام، كما أغلقت مليشيا الحوثي سوق المحوات، أو ما يعرف بميناء الاصطياد، وهي واحدة من الجرائم الإنسانية التي تؤكد أن المليشيا الحوثية ستعمل على ارتكاب كل الحيل الممكنة لإنهاك
بدورها، دانت الحكومة اليمنية اقتحام الميليشيات الإيرانية مخازن برنامج الغذاء العالمي في محافظة الحديدة، واختطاف اثنين من الموظفين، واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

واستنكر وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبد الرقيب فتح، الحادثة واستمرار ميليشيات الحوثي في مضايقاتها للمنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة باليمن.

ووصف فتح عملية الاقتحام واختطاف الموظفين بأنها “جريمة حرب ومخالفة للقوانين الدولية والإنسانية”.
وقال في تصريح بثته وكالة الأنباء الرسمية سبأ “إن مضايقات المنظمات العاملة الإغاثية التي تؤدي عملا إنسانيا والشعب اليمني بأمس الحاجة إليه، عملا إرهابيا بامتياز، ويستوجب من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إدانة هذا العمل والوقوف بوجهه بكل قوة وحزم واتخاذ كل الطرق والوسائل الكفيلة بردع الميليشيات عن التدخل في العمل الإنساني وعمل المنظمات الإغاثية”.

وأضاف فتح: أن “استهداف المنظمات الإغاثية في محافظة الحديدة، من قبل الميليشيات وسيطرتها على الميناء واستخدامه لخطف السفن الإغاثية واحتجازها، يزيد من معاناة أبناء المحافظة، والشعب اليمني ككل”.
وجدد وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، ترحيب الحكومة اليمنية بكافة جهود المانحين والمنظمات الإغاثية والإنسانية في اليمن، وحرصها على أن يستفيد كافة الشعب اليمني من المساعدات الاغاثية والإنسانية.
وطالب فتح منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليزا غراندي، والمنظمات الإنسانية إدانة هذه الأعمال، ومتابعة المختطفين العاملين في المجال الإغاثي، والعمل بكل السبل للإفراج عنهم، وضمان سلامتهم.
في غضون ذلك سقط عدد من المصابين من نزلاء السجن المركزي في محافظة الحديدة في اليمن إثر مواجهات مع ميليشيات الحوثي بعد أن أطلقت عليهم الرصاص والغاز المسيل للدموع.

وقامت ميليشيات الحوثي، بمحاولة نقل أعداد من مساجين السجن المركزي في مدينة الحديدة إلى محافظة حجة وصنعاء وجهات مجهولة، إضافة إلى نقل المحكوم عليهم بالإعدام إلى الجبهات للقتال في صفوف الانقلابيين، ما أدى إلى استعصاء السجناء واحتجاجهم على هذه القرارات.

ويعتقد أن الميليشيات الحوثية تنوي نقل السجناء إلى صنعاء خوفاً من سقوط المدينة بيد الشرعية.
وتطور الأمر إلى اشتباك وإطلاق نار نتج عنه إصابة ثلاثة سجناء، بحسب حصيلة أولية، فيما تحدثت أنباء عن سقوط قتلى.

وذكرت مصادر محلية أن سبعة أطقم للحوثيين قامت بتطويق السجن وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

ونشر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، تسجيلاً تداوله ناشطون يمنيون على شبكات التواصل الاجتماعي، قالوا إنه أول فيديو من داخل سجن الحديدة عقب اعتداء الميليشيات الحوثية على نزلاء السجن بسبب رفضهم لعملية نقلهم إلى مكان آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *