الأخيرة الأرشيف

اسأل الله ان يشفيك يا إبراهيم

فيصل سجد

• كلنا تابع هاشتاق زيارة إبراهيم الشاب الذي أطلق تغريدة واحدة كانت كفيلة برد الروح المعنوية له، وبدلت حاله إلى حال أفضل، وأغدقت عليه الأموال من كل مكان، وذهبت إليه الوفود للزيارة، وبعد ان ضجت غرفة إبراهيم بالزوار، أصدرت إدارة المشفى بياناً توضح فيه، تقليص ساعات الزيارة وليس منعها خشية العدوى وما شابه.
• انتهت القصة، ولكن لم تنته العبرة والمغزى منها، تستطيع أن تتحدث وتكتب الكثير حول هذا الموضوع الإنساني، إبراهيم مقعد منذ سنة، مل الأهل والأقارب من زيارته، ولم يتركوه، بل تأتي له اخت له في زيارة أسبوعية، إلا أن هذا الشاب أطلق دعوة في تغريدة كالتالي: «تدرون ما فيه أحد يزورني حتى اخواني وأبوي ولا أحد .. اللي جنبي كل شوي تجيهم زيارة وأنا ولا أحد .. زوروني ستجدون الله عندي وتكسبون الأجر».
• حتى كتابة هذا المقال عدد 7273 ألف إعادة لتغريدة إبراهيم المصاب بشلل كامل، في حادث سيارة، كان يريد فقط أن يدخل أحد السرور إلى قلبه، أتصدقون هذا ؟! لا يريد مالاً .. فرزقه الله بأموال من حيث لا يعلم، غرد بهذه الكلمات بنية صادقة فأرسل له الله آلاف مؤلفة إن لم أبالغ، من الزوار من الشباب السعودي الأصيل الكريم الوفي.
• تفاعل معه كثير من المغردين والمواطنين والوسط الفني ومن الدعاة والمشايخ وبعضا من الأمراء، والذي كعادته وفي نبله، تبرع الوليد بن طلال بمبلغ وقدره500ألف ريال، أكبر عليه هذا المبدأ في التفاعل ومن باب المسؤولية الاجتماعية الذي غابت عن كثير من رجال المال والأعمال والبنوك «المنشار»!
• حقيقة لا أعرف كيف أصف ما تابعته طيلة الأيام الماضية، حدث مهول، ووقفة جبارة من أبناء الشعب السعودي، الذي لبى صرخة المصاب إبراهيم، ولبى نداء الإنسانية، حتى طلع هاشتاق آخر ومساهمة جديدة بـ #مبادرة_علاج_إبراهيم.
• عن ماذا نتحدث في هذا الموقف، هل نتحدث عن أن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، أم نتحدث عن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، أم نتحدث عن مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
• أؤكد أن هذه رسالة واضحة المعالم إلى العالم أجمع، إلى كل من تسوًل له نفسه، الحديث بالسلبية عن حقوق الإنسان في السعودية، نقول له اصمت، فنحن أهلا لها، وإلى كل من ينادي بحقوق الحيوان، ويترك بلداً كاملاً يقصف أهله ويدمر بنيانه وتهدر إنسانيته، نقول له نحن لا نرضى لإبراهيم وحدته وحالته الحرجة الصحية، فكيف بشعب يهدر دمه وماله وعرضه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *