دولية

احتجاجات فارس تمدد .. والحرس الثوري: روحاني شريك في إراقة دماء اليمنيين

طهران ــ وكالات

لم يعد الدعم الإيراني للميليشيات الحوثية في اليمن مقتصرا على ما تصفه بـ”الدعم الاستشاري” من خلال إرسال ضباط وخبراء وعناصر ميليشيات ” حزب الله ” اللبنانية وغيرها بل امتد حد المتاجرة في دماء اليمينين، فقد اتهم رجل الدين الإيراني ورئيس مقر “عمار” للحروب الناعمة في غرفة تخطيط للحرس الثوري، مهدي طائب، الرئيس حسن روحاني بإراقة دماء اليمنيين، قائلًا إنه شريك في الحرب بين الحوثيين وقوات الشرعية.

وأوضح طائب وهو شقيق رئيس استخبارات الحرس الثوري حسين طائب، في أمسية رمضانية بالعاصمة طهران أن الاتفاق النووي الذي أبرمته حكومة الرئيس حسن روحاني، أغلق الطريق أمام إرسال إيران للصواريخ إلى اليمن (للحوثيين حلفاء طهران).
وأضاف مهدي طائب أن روحاني شريك في إراقة دماء الشعب اليمني ، مبيناً أن لدى الحوثيين نحو مليون ونصف مقاتل ولديهم زعيم يشبه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ، ويقصد بذلك عبدالملك الحوثي.

ولليوم السادس على التوالي تواصلت الاحتجاجات في مدينة كازرون في محافظة فارس، جنوب إيران، وانتشرت مقاطع وصور عبر مواقع التواصل تظهر مواجهات شبان مع قوات الأمن وقيامهم بإضرام النيران في الشوارع وسط هتافات تطالب بإطلاق سراح معتقلي مسيرات الأيام الماضية.
وقال ناشطون إن الاحتجاجات خرجت بعد الإفطار في مناطق وأحياء واسعة بمدينة كازرون واستمرت حتى ساعات متأخرة بينما قامت قوات الأمن والشرطة بإطلاق النار على المحتجين بالإضافة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع.

هذا وشهد سوق كازرون السبت، إضراباً عاماً حيث أغلق التجار محلاتهم ورفضوا إعادة فتحها رغم ضغوط القوى الأمنية.
وكانت السلطات اعترفت بمقتل اثنين من المتظاهرين، بينما نشر ناشطون صوراً لثلاثة قتلى، هم رضا أجدري وعلي محمد آزاد، اللذان قتلا برصاص عناصر الأمن وأوميد يوسفيان، الذي توفي في المستشفى متأثراً بجروحه إثر رصاصة تلقاها في جسمه.
هذا وذكرت منظمات حقوقية أن السلطات الحكومية دفعت بتعزيزات عسكرية من محافظة فارس من المناطق المجاورة في بندر عباس وبوشهر وشيراز وكهغيلوية بوير أحمد والعاصمة طهران لمواجهة احتجاجات كازرون.

كما تداول ناشطون مقاطع تعود للأيام الماضية حيث تسبب قطع الإنترنت في تأخير وصولها وتظهر الانتشار الكثيف لقوات الأمن وتفتيش المارة والسيارات ويسمع صوت امرأة تقول إن هذه القوات تتصرف مثل عناصر تنظيم “داعش” مع الناس بوحشية.
وفي شريط آخر، تظهر قوات الأمن وهي تهرب من حشود المتظاهرين بينما يهتف المواطنون المحتجون في كازرون ضد عناصر الأمن ويصفونهم بـ”عديمي الشرف والغيرة” لمهاجمتهم أبناء وطنهم.

من جهة أخرى تتواصل الإدانات الأميركية والدولية ضد قمع السلطات الإيرانية للاحتجاجات حيث قال السيناتور الأميركي ماركو روبيو إنه يضم صوته إلى صوت وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في دعم احتجاجات الشعب الإيراني ضد الفساد والقمع الذي يمارسه النظام.
وطالب روبيو في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر” وسائل الإعلام الاهتمام باحتجاجات كازرون ونقاط أخرى في إيران حيث يعرض الناس حياتهم للخطر للاحتجاج على النظام، حسب تعبيره.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد أدان مقتل 3 متظاهرين، قائلاً في تغريدة إن “3 قتلى وقطع الإنترنت تظهر طبيعة هذا النظام”.
كما قال وزير الخارجية الهولندي والعضو غير الدائم في مجلس الأمن ستيف بلوك، إن “المحتجين يجب أن يكونوا أحرارًا وإن الحكومة يجب ألا تكون عنيفة بالتعامل”.

أما المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للسكان فرحان حق فقال إن “حق الناس في التجمع السلمي والاحتجاج يجب أن يتم توفيره من قبل السلطات الإيرانية.
وكانت وزارة الداخلية الإيرانية، قد أعلنت الخميس، أن خطة إقامة ناحية جديدة في كازرون توقفت، وهددت بمواجهة الاحتجاجات التي وصفتها بـ “غير القانونية” بشكل حاسم.
ومع ذلك، وصف المتظاهرون في شعاراتهم إعلان وزارة الداخلية بـ”الخدعة” بهدف احتواء الاحتجاجات المستمرة في كازرون.

وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في كازرون احتجاجاً على قرار حكومي بتقسيم المدينة إلى ناحيتين حيث يقول المحتجون إن ذلك سيؤدي إلى ذهاب الموازنة والثروات والمصانع وفرص العمل للمنطقة الجديدة بينما تعاني كازرون من معدلات بطالة وفقر وحرمان مرتفعة.
لكن الاحتجاجات سرعان ما تحولت الى حراك شعبي ضد النظام وممارساته القمعية والفساد وعدم التنمية وحرمان الشعب من ثروات البلاد بسبب احتكارها بيد الطغمة الحاكمة، بحسب ما يقول الناشطون الإيرانيون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *