دولية

إيران تهدر أموال شعبها في تمويل الإرهاب

القاهرة – أحمد الديب

قال مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن المملكة تدين الاتهامات الإيرانية بالوقوف وراء هجوم الأحواز، الذي وقع في الحادي والعشرين من (سبتمبر) الماضي، مطالباً إيران بتغيير نهجها العدائي واحترام دول الجوار والقوانيين الدولية.

وشدد المعلمي على رفض المملكة اتهامات ملالي إيران، والتي تريد من خلالها التغطية على سياساتها المدمرة في المنطقة، مشيراً إلى أن طهران أهدرت أموالها وأموال الشعوب الفارسية وغير الفارسية الواقعة في جغرافيا إيران السياسية، في تمويل الإرهاب، معتبراً أن إيران اختارت توجيه الاتهامات للمملكة، بدلاً من تغيير سياستها ووقف تدخلها في المنطقة، لافتاً إلى أن سياسة المملكة تقضي بعدم التدخل في شؤون الآخرين، ورفض التدخل في شؤونها.

وأكد المعلمي وجود أدلة كثيرة على تدخلات إيران ودعمها لميليشيات جماعة الحوثيين في اليمن، وتزويدها بالصواريخ الباليستية التي دائماً ما تطلقها على المملكة، محاولةً زعزعة أمن المنطقة بأسلحتها ومجموعاتها الإرهابية، مثل حزب الله في لبنان وسورية واليمن والبحرين والسعودية، مشيراً إلى تقارير دولية تؤكد نمو تحركات قادة تنظيم «القاعدة» في إيران.

فى غضون ذلك كشف الإعلامي الجزائري المعروف الدكتور أنور مالك تفاصيل التدخلات الإيرانية في فلسطين، واستغلالها قضية القدس في التغلغل داخل الوطن العربي وكسب مشاعر البسطاء.

وقال “مالك” في برنامجه التلفزيوني “المراقب” الذي يذاع عبر قناة “24” السعودية: بدأ “الخميني” عام 1979 مشروع التدخل في العالم العربي، ومن أهم وسائل في ذلك هو استغلال المشاعر العربية والإسلامية من خلال القضية الفلسطينية، وكانت الانطلاقة من شعار طريق القدس عبر كربلاء الذي استعمله أثناء الحرب مع العراق، وسار على دربه حسن نصر الله الذي رفع بدوره شعار طريق القدس يمر على القصير والزبداني من المدن السورية.

وأضاف: لم يتوقف الأمر عند الشعار، بل تم تأسيس قوة عسكرية إيرانية من الحرس الثوري أطلق عليها فيلق القدس، وهو تأسس مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وضمّ تشكيلات مسلحة كلفت بالإشراف على العمليات الخارجية، في إطار ما يُعرف بتصدير الثورة، ويترأسها الجنرال قاسم سليماني.

وأردف: قاتل الفيلق في دول عربية مختلفة في مقدمتها العراق وسوريا باستثناء فلسطين، رغم أن اسمه القدس، واتضح حجم فيلق القدس بعد الغزو الأمريكي للعراق 2003 وإثر اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث يحظى باهتمام خاص من نظام الملالي وسبق لرئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين أن كشف في 2 يوليو 2014 أن طهران خصصت مبلغ 300 مليون دولار لفيلق القدس.

وقال “مالك”: لقد استخدم الحرس الثوري قضية فلسطين باستمرار لتبرير أعماله الإجرامية واستغلالها كغطاء لتنفيذ سياسة التدخلية في المنطقة، وقد تم تكليف القوة السابعة من فيلق القدس بالتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية.

وأضاف: بذل “الخميني” كل ما في وسعه للتدخل في المواقف الفلسطينية، ومحاولة الهيمنة عليها، وتوجيهها نحو ما يخدم مصالح إيران، ونذكر أن دوائر نظام الملالي سبق وأن طرحت مشروع اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وكان ذلك في التسعينيات من القرن الماضي، حيث تلقّت المقاومة الإيرانية تقريراً بهذا الخصوص، وتسرب أيضاً في بعض وكالات الأنباء تبين من خلاله أن اجتماعاً عُقد في دمشق عام 1993 بمشاركة عدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين بمن فيهم محسن الرضائي قائد الحرس الثوري في ذلك الوقت، ومحسن أرمين رئيس شعبة استخبارات الحرس الثوري في لبنان.

وأردف: نوقش في هذا الاجتماع موضوع اغتيال ياسر عرفات باعتباره وسيلة لوقف محادثات السلام وتصعيد التوتر في المنطقة.

وقال “مالك”: عمل الإيرانيون بنشاط دؤوب ضد توجهات منظمة التحرير الفلسطينية، وقام الحرس الثوري بالتحريض بين الفصائل الفلسطينية، وهو ما أدى إلى صراعات داخلية وصلت في بعض المراحل إلى القتال بين الفلسطينيين مثل الذي حدث في عام 2007.

وأضاف: قام الحرس الثوري بتنشيط شبكات له وإنشاء جمعيات خيرية؛ لتسهيل نقل المعدات وتحويل الأموال والجهات التي تتلقى الدعم من الملالي تسهل لهم العمل في فلسطين، بما يخدم مشروع “الخميني” في المنطقة، ومن أهم هذه الأمور تزكية الفصائل لطهران وإبراز دورها في القضية الفلسطينية؛ لكسب تعاطف الشعوب العربية، وهو ما يفتح المجال لتمدد الخمينية في قلب العالم العربي.

وأردف: تم إرسال مقاتلي “الجهاد” و”حماس” إلى إيران عبر سوريا ولبنان؛ لاستكمال تدريباتهم العسكرية والاستخباراتية، وتنسيق العمل بين هذه الأطراف وجهاز مخابرات الحرس الثوري لمواصلة الاختراق السرطاني الإيراني للجسد الفلسطيني، وهو ما يتم عبر فصائل معينة.

وتابع: حاول الملالي والحرس الثوري إنشاء حركة في فلسطين تكون تحت السيطرة الكاملة لفيلق القدس على غرار “حزب الله” في لبنان والحشد الشيعي في العراق والحوثيين في اليمن، حيث أطلقوا حركة “صابرين” في قطاع غزة 2014.

وقال “مالك”: أوجد الحرس نوعاً من الانشقاق في صفوف حركة الجهاد الإسلامية التي يهيمن عليها شيعة الولي الفقيه، وهي حركة شيعية تتكون من فلسطينيين تم تشييعهم بمعرفة فيلق القدس، كما أنها تقلد “حزب الله” في شعاره لتقتبس شعار الحرس الثوري الأمين العام لهذه الحركة.

وأضاف: تعتبر العلاقة بين حركة “حماس” والملالي هي أبرز عنوان تشهده الساحة الفلسطينية، وبدرجة أقل ما يتعلق بحركة الجهاد الإسلامية؛ نظراً للفرق بين أوزان الحركتين في المشهد الفلسطيني وفي العالم الإسلامي.

وأردف: لو كانت حماس حذرة إلى حد ما في فترة معينة، إلا أن بعض أركان قيادة الحركة ارتمت في الحضن الخميني الإيراني، خاصة منذ مؤتمر فلسطين عام 1990 الذي أقامه الملالي وإيران في طهران، وشاركت “حماس” عبر القيادي خليل القوقاء، وبعد ثلاث سنوات من تأسيس حماس”” توّجت مشاركتها في تدشين مكتب للحركة عام 1991 على مدار السنوات من مغادرة “حماس” لمواقعها في دمشق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *