دولية

أوتاوا تواجه تداعيات سياستها .. وكاتب كندي يتهم حكومة بلاده بالنفاق

جدة ــ وكالات

اتهم الكاتب الكندي، براين ليلي، رئيس الوزراء بلاده جاستن ترودو، بالنفاق والكيل بمكيالين في تعامله مع المملكة، على خلفية إجراءات حازمة من الرياض ضد محاولات من “أوتاوا” للتدخل في شؤون المملكة.
ووفقاً لموقع “عاجل الالكتروني” قال الكاتب في مقال بصحيفة “تورنتو صن”، تحت عنوان “ما هي الأجندة الحقيقة لجاستن ترودو مع السعوديين؟”، إن ترودو يدعي الاستناد ورفع شعار القيم، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لحكومته، لكن في حقيقة الأمر، لا يستند إلى القيم إلا في الأمور والقضايا التي تخدم سمعته الشخصية.

ولفت الكاتب إلى أن ترود نفسه، بعد الأزمة مع المملكة ، قال إن كندا لا تريد أن تكون لديها علاقات سيئة مع السعودية، وأنها تتقدم في حقوق الإنسان، مضيفًا: “مع ذلك فمن المرجح أن يتفاقم الخلاف مع المملكة بسبب أزمة تغريدات الخارجية الكندية، وسياسة الحكومة الخارجية التي تتدعي أنها تستند إلى القيم”.
وأكد الكاتب أن الحكومة الكندية التي تدعي إلى الاستناد إلى القيم، تتغاضى في نفس ذاته عن علاقتها مع إيران، ففي حين يصفق أنصار ترودو له خلال أزمته مع السعودية، فإنهم في الوقت ذاته يتجاهلون إقامته علاقات وثيقة مع إيران بل وجعل ذلك كأولوية بالنسبة لحكومته.

وأكد الكاتب أن ترودو استنكر على رئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر، وحزبه “المحافظين”، قيامه بقطع العلاقات مع إيران؛ حيث قال “ترودو” إنه سيعمل على إصلاح العلاقات مع طهران، وبينما لم نفتح سفارة هناك، تمول الحكومة الكندية شراء طائرات بقيمة 10 ملايين دولار من شركة “بومباردييه” والتي ستتجه إلى إيران.

وأوضح أن رئيس الوزراء الكندي لديه ولع بالديكتاتوريين، وقد سمعناه جيدًا وهو يبدي إعجابه بهم كما امتدح أحد زعمائهم من قبل، مؤكدًا أن ترودو ارتكب أيضًا أخطاء فادحة على المسرح الدولي، ولا أتحدث فقط عن رحلته المحرجة إلى الهند، فالرحلة التي كانت من المفترض أن تقوي العلاقات بين البلدين، لكنه تعرض لانتقادات، وتم تجاهله بشكل تام من قبل رئيس الوزراء نارندرا مودي منذ وصوله، كما تجاهله المسؤولون الهنود طوال الرحلة.

وتعرض رئيس الوزراء لانتقادات عديدة من جراء غياب اللقاءات الرسمية تقريبًا في جدول أعماله الذي استمر أسبوعًا كاملًا بالهند، في حين أشارت الصحف الكندية إلى نوع من عدم الاكتراث من الطرف الهندي، تمثل في عدم حضور نظيره الهندي “ناريندا مودي” لاستقباله في المطار، عند وصوله.

كما تحول مسار الزيارة التي استمرت أسبوعًا من منحى سيئ إلى أسوأ، بعد أن أثارت دعوة المتطرف السيخي غاسبال أتوال لتناول العشاء مع ترودو في مقر إقامة المفوض السامي الكندي في نيودلهي غضبًا جماهيريًّا في الهند، إذ لا تزال قضية انفصال السيخ موضوعًا مشحونًا ومثيرًا للجدل، ما اضطر الوفد الدبلوماسي الكندي إلى سحبها، والتأكيد أنها وجّهت عن طريق الخطأ.

كان أتوال، المواطن الكندي ذو الأصل الهندي، قد حُكم عليه عام 1987 بالسجن لمدة 20 سنة، في محكمة كندية، بتهمة المشاركة في محاولة اغتيال وزير دولة هندي، أثناء زيارته لكندا.

بعد رحلة الهند، امتدت أخطاء ترودو إلى الصين؛ حيث امتدح بكين خلال اجتماع ثنائي مع اليابان في مؤتمر لقادة منظمة التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي “APEC”، كما رفض “ترودو” وصف داعش بأنها جماعة إبادة جماعية على الرغم من أن الولايات المتحدة وحلفاءها فعلوا ذلك، وكان امتناعه لأن الامم المتحدة لم تفعل.

وختم الكاتب أن ترودو يحاول الادعاء بأنه يرفع شعار القيم وينحاز إلى العدالة وحقوق الانسان، ولكن الحقيقة أن رئيس الوزراء الكندي لا يوجد لديه قيم سوى التي تخدم سمعته الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *