رمضانيات

أهالي جدة: المنطقة التاريخية تربطنا بذكريات الماضي مع شهر الخير

جدة – حماد العبدلي
في شهر رمضان المبارك ترتدي شوارع مدينة جدة وبعض احيائها المعروفة بخصوصية لاستقبال رمضان كالبلد والهنداوية وغليل وغيرها وتتزين بالأضواء والمصابيح والفوانيس الضخمة والنيون معلنة احتفالها السنوي بالشهر الفضيل، وتستمر مظاهر هذا الاحتفال طيلة ليالي الشهر. فقد ارتبط ذلك لدى الأطفال والشباب خصوصا في الأحياء الشعبية بتزيين الشوارع بالزينة حيث يتنافس أبناء كل حي في عرض أجمل ما لدى أطفالها وشبابها في عمل أشكال زينة مختلفة الألوان والأحجام والأشكال ثم يقومون بتعليقها عبر النوافذ.

اهلا شهر الخير
يقول احمد مهدلي70 عاما من سكان حارة الهنداوية إنه اعتاد كل عام تزيين بلكونة منزلهم مع أخويه الأكبر منه بتعليق قصاصات ورقية قاموا بتصميمها بأنفسهم من أوراق الكراسات، وربطها ببعضها ولصقها حتى تصبح جاهزة لتعليقها.

لم تعد سوى ذكريات
وأضاف من جانبة العم ابراهيم الحربي 65 عاما من سكان البلد واحنا صغار كان يوم التزيين احتفالية لوحده، ننادي على أبناء الجيران، ونعلقها مع بعض الزيانات ونجهز اماكن الجلسات الرمضانية لسرد الذكريات والحكايات بالرغم من التغيرات التي طرات الان الا انه مازال لرمضان خصوصيتة الجميلة.

اسعار الفوانيس
وقال محمد الثعلبي بائع فوانيس إن أسعار الزينة حسب العرض والطلب، والسعر مناسب للجميع حسب نوعية الفانوس والفوانيس التي يقبل الأهالي على شرائها في متناول الايدي مشيرا ان في رمضان هناك اشياء بسيطة تباع باعداد كبيرة حرصا على امتلاكها من قبل الزبائن.

الكبدة لها خلطة سرية
صاج الكبدة في ليالي رمضان له خصوصية حيث يروي الشاب محمد عبدالله ان الاستعداد من وقت مبكر لعمل التجهيزات لإسعاد الزبائن الذين تعودا على اكل كبدة الصاج ولدينا خلطة معينة هي سر الطعم الحقيقي ونسعد بزبائنا الكرام ونعدهم باذن الله في شهر رمضان المبارك المقبل ان نكون في الموعد ونقدم لهم ما يرضيهم.

بليلة بلبلوكي
بليلة رمضان بأصناف وبألوان مختلفة كما يرويها البائع مهدى عبد الله نحن نجهز البلية في رمضان حسب طلب الزبائن وبنكهات خاصة والحمد لله اننا سعداء بما نجني من ربح في هذا الشهر الكريم وباذن الله ان شهر الخير والرحمة والبركة
على الجميع ولنا زبائن يأتون من اماكن خارج مدينة جدة لشراء البلية الرمضانية لجوتها.

والسمك سكلوجية جداوية
ويشير عاتق الجدعاني ان لاهالي مدينة جدة طابع خاص مع شهر رمضان حيث تتزين الاطباق بالاسماك المشوي والمقلي وغيره ويؤكل حتى مع الافطار عند البعض واشار ان الاقبال كبير على الشراء والعرض متوفر وباسعار في متناول الايدي, ويعتبر السحور من الوجبة الصيادية التي يتفنن بعض الاهالي في عملها.

التجمعات حتى الصباح
ويوضح مبارك الحربي ان قدوم رمضان له وضع خاص من حيث الراحة النفسية وهو شهر خير وبركة وصلة رحمة وتجمع الاحباب في مكان واحد عند كبير الاسرة في اول الايام .لكن حاليا اصبح رمضان مع المتغيرات التي طرات على الحياة تتم المباركة فيه عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بالرغم من انها لا تكفي عن لمة الاهل.

المنطقة التاريخية وعبق رمضان
تحمل المنطقة التاريخية في مدينة جدة إلى جانب أصالة وعراقة تراثها الحجازي القديم، مذاقا خاصا لزوارها خلال شهر رمضان.
ويجتمع زوار المنطقة بجدة لإحياء الليالي الرمضانية، في أجواء عامرة بالفرح والمتعة، بما يمثله هذا الشهر الفضيل للمنطقة وسكانها.وطوال أيام الشهر، تكتسي المنطقة ثوبا بهيا يربط الماضي بالحاضر، ويعود بالزائر إلى ذكريات الزمن الجميل.
ويؤكد بعض من تستهويه زيارتها أن الأجواء الرمضانية القديمة يتم إحياؤها في المنطقة التاريخية، وتعيد في النفوس الحنين إلى الماضي، كما أنها فرصة لتعريف الأطفال بتاريخ أجدادهم. ومع حلول الشهر الكريم تتزين جدة القديمة لاستقبال زوارها، وتعريفهم بتفاصيل الحياة اليومية لسكانها السابقين، وما رافق ذلك من عادات وتقاليد لا يزال بعضها حاضرا حتى يومنا هذا.
ويقول سعيد بكر في رمضان كان الناس يعيشون لحظات روحانية تعبر عن مدى ارتباطهم بالشهر الفضيل، وكيف كان الناس يمارسون حياتهم، فكل هذه الأوقات نحن نشعر بها ونحن أيضا نرغب أن يستشعر أبناؤنا بها”.

كيف ينجح المرور في زحمة رمضان؟
فيما تساءل المواطن عبدالله الغامدي أن المشكلة الرئيسية وراء الزحام في شهر رمضان تعود إلى أن غالبية الأسر تعمد إلى شراء حاجات قبل شهر كامل وفي يوم واحد، نظرا لغياب ثقافة التسوق لدى الكثيرين، مضيفا لو كل شخص فينا اشترى ما يكفيه لأسبوع فقط لما تسببنا في الزحام بالشكل الذي هو عليه الآن بكثير من الشوارع.
وتابع الغامدي ثقافة الذهاب إلى المراكز التجارية برفقة العائلة لا يمكن الاستغناء عنها بالمملكة، وعادة ما تتسبب في زحام كبير بداخل المراكز خلال أيام العطلات والمناسبات الاجتماعية والدينية، بالرغم من أنها تكلفنا الكثير، ونشتري أشياء لا نحتاج إليها في كثير من الأحيان، ولا نستخدمها طوال شهر رمضان، ولكن جرت العادة على شرائها.
وطالب علي الشمراني كل العائلات من الشراء من الان حتى لا يتسببون في زحام خانق في الشوارع وفي المراكز التجارية، والغريب أن بعض العائلات تجلس في السوبرماركت حتى قبل الفجر بقليل لشراء أغراض رمضان!! فلماذا لم ينهوها قبل ليلة رمضان؟! بل إن أغلب العوائل تشتري ما لا تحتاج إليه؛ فتتكدس الأغذية والأطعمة داخل العربات، وتقف للمحاسبة لساعات؛ لأن كل عربة مكتظة بالأطعمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *