جدة – ليلى باعطية
رغم وجود القهوة منذ قديم الزمان ، إلاأن الاقبال عليها ازداد في السنوات الأخيرة ، وأصبحت ترمز لأمورٍ كثيرة كالنشاط لبداية اليوم الصباحي، أو المُلهمة والمُؤنسة للكثيرين.
وفي كل عامٍ، وفي اليوم الأول من أكتوبر تحديداً يجدد الكثيرون ولائهم تجاه (القهوة)، ذلك المشروب السحري الذي بمرارته كان كفيلاً لأن يكون مصدراً للمباهاة وذلك بتصويرها يومياً وعرضها عبر حساباتهم في مواقع التواصل الإجتماعي.
في هذا اليوم توجهت صحيفة البلاد إلى قرائها لمعرفة مشاعرهم تجاه (القهوة) في اليوم العالمي الخاص بها، ولمعرفة آرائهم حول ما يحدث في السنوات الأخيرة تجاهها، وهل يعدّ ذلك عشقٌ لطعمها أم مبالغةٌ ومباهاة فقط؟
يبدأ يوم المحكّمة الدولية رباب المعبي باحتساء قهوتها لكي تمدها بالطاقة، وتأتي القهوة العربي في المرتبة الاولى لديها. وتجاه حبها للقهوة قالت : أحبها باتزان واستخدمها باتزان لأن الإكثار منها قد يوتر أعصابي ويحرمني من النوم الجيد في الليل. ومثلما أني أتخيّر كوب القهوة والطقوس الخاصة، ارتبطت لديّ أيضاً بالعطاء والانجاز ومن أبرز المواقف التي لا انساها هو عندما كنت معلمة ومديرتي تريدني حين تريدني أن انجز أمراً ما تأتي إلى مكتبي وبيدها كوب القهوة تعطيني إياه.
أرفض إهانتها
شكل آخر من عشق القهوة يبدو مع ليلى عبدالله حيث تقول : لا أحب القهوة فقط ، بل أرتشف عشقي لها قطرةً قطرة، وأرفض أي إضافةً لها لأتذوقها معتّقة. أتخيّر حين شربها كل التفاصيل سواءً الكوب ومكان الجلوس حتى قطعة الشوكولا أتخيّر نوعها، فأنا أرفض إهانتها وأُكنّ لها كامل الولاء كون أجمل الأحاسيس والكلمات تصدر برفتها.
وتساءلت التربوية الاستاذة صباح باخشوين في اليوم العالمي للقهوة : لماذا هذا الجمال الكامن فيها؟، ولماذا نشتاق لمرارتها؟.
(القهوة) بنت حلال
واكتفى المحامي تركي الرشيد بالقول تجاهها : القهوة صدمة الانتعاش وبداية اليوم بها وبرفقتها.
وأشارت السيدة ليلى كلنتن أن وجود القهوة مهم في حياتها، ولا تستطيع التخلي عنها بسبب قلة النوم والسهر، ولأسباب نفسية ومعتقدات أخرى كتعديل المزاج والفكر.
فخامة لا تنتهي
وأشارت الصحفية مرام مبارك أنه بسبب التصوير للقهوة في مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلالها تكون البداية الجميلة لليوم، فحضورها فخامة لا تكاد تنتهي، لذلك أصبحت ملهمة لدرجة إننا لا نجرؤ على تصويرها بدون إرفاق كلمات جميلة معها.
وقالت المعدة التلفزيونية هوازن باداوود بطرافة : القهوة دي بنت حلال الله يسخر لها كل خير، فهي مخلوق محترم ويدخل السعادة في نفوس الاخرين.
جزءٌ من العمل
الطالبة الجامعية نجلاء الجعوري ترى أنه في السنوات الأخيرة أصبح أغلب العمل يتم إنجازه إلكترونياً، فأتاح ذلك وجود القهوة وجعلها جزء من العمل لدى الكثير، وفي دراستي أمضي ساعات طويلة على المكتب لعمل البحوث فتكون القهوة جزء من عملي.
من لا يشربها جاهل وغير متحضّر
وتجاه الاهتمام والإقبال على القهوة في السنوات الأخيرة والشغف بتصويرها يرى الأستاذ عبدالله باكدم أن الأمر أصبح موضة، لدرجة أن الواحد منّا أصبح يشعر من نظرات الناس بأنه جاهل وغير متحضّر لعدم شربه للقهوة خلال يومه.
أما المدرب التربوي علي يماني فيرى ان الاغلبية مبالغين في تعلقهم بها، فالعاشقين للقهوة يتعكر مزاجهم اذا لم يتناولونها بسبب تعود الجسم على مادة الكافيين الموجودة بها. ولكن من وجهة نظري اعتقد
مبالغة وتقليد
أما معد البرامج الإذاعية سامي سليمان فيرى أيضاً أن ما يحدث مبالغة لدرجة أن هناك أشخاص لا يحبون القهوة لكنهم يشربونها بدعوى أنها (مزاج)، وبالنسبة له لا يفكر باحتسائها سوى في المناسبات وحين تُدم له.
وترى الأستاذة ميثاء آل مساعد أن ما يحدث مسألة تقليد بمعنى يجب الدخول سواءً للجامعة أو المكتب وبيديها كأسٌ من القهوة، لذلك ترى أن سوق المقاهي لازال مزدهراً رغم الوضع الاقتصادي.
يدفع السعودي 700 مليون ريال للقهوة
وأشارت إحصائية تم الإعلان عنها في نهاية 2016م أن الشعب السعودي يستهلك ما قيمته 700 مليون ريال من القهوة والشكولاتة (معاً)، فيما أشارت دارسة أكاديمية مستقلة أخرى وتقديرات إلى أن الرقم أعلى من ذلك بكثير.
56 ألف طن حجم الاستيراد السعودي
الأستاذ عبدالله باهادي – معتمد من هيئة القهوة العالمية – ومتخصص في مجال القهوة منذ 12 عام صرح للبلاد أن حجم الاستيراد السعودي للقهوة وصل إلى الـ56 الف طن تقريبا في عام 2016م من أكثر من دولة بالعالم، وتكون خضراء غير محمّصة حين استيرادها، وحصة الأسد فيها الى اثيوبيا ثم تأتي بعدها البرازيل ثم كولومبيا ثم الهند وفيتنام ثم اليمن،.
ووضح أن أكثر أنواع القهوة المطلوبة في السعودية هي القهوة العربية ثم القهوة التركية ثم الاسبريسو.
وحول الإقبال على شراء القهوة في السنوات الأخيرة رغم أن وجودها قديم منذ الأزل أشار أن ذائقة الناس تجاه القهوة تحسنت كثيرا بحكم وجود مقاهي أصبحت تستورد أنواع جيدة للقهوة.
