شذرات

أعطِ القوسَ باريها

عتيق الجهني

يا باريَ القوس برياً لستَ تُحكِمُهُ
لا تَظلِم القوسَ، أعطِ القوسَ باريها

كُنت وما زلت مؤمناً بأن التنحِّي والاستقالة التي تَعقبُ تسليم المهمة إلى من يُحسن القيام بها هي شجاعة وليست انهزاماً ؛ قوة وليست ضعفاً.. غاية للنجاح وليست وسيلة لغيره ؛ فاليوم ونحن نعيش وتيرة سرعة الحياة الحديثة أصبحنا للتعاملات ” الاعتبارية ” أقرب وللإنسانية أبعد و إنَّ من المُحزن و الذي لا مفرّ منه أنَّ تلك السرعة العِدائيّة بين البشر أصبحت على ورقٍ مكشوف بعد أن كانت على استحياء.
فكم من مؤهلٍ في عمله تم إعفاؤه من باب الضعف الإداري فقط لــيحل محله من هو أضعف..! أو من باب تتبع صرخات الآخرين وتماشياً مع مطالبهم العاطفية لا العقلانية كم من خسائر تتكبدها الكثير من القطاعات الخاصة والعامة بسبب كادر إداري يحتاج لإدارة تُديره ..!؟
•••••
مشهد..
رياضة كرة اليوم أصبحت مدرسةً للعلوم الإدارية ومنها تُقطف الحِكم وربما منها فقط تتحول الآمال المستحيلة لواقع ملموس وفي ثواني كان يسحبُها من لا يُحسن الإدارة شيئاً لا معنى له ؛ كيف توزع طاقات الإنتاج ..كيف تُستثمر الثواني ..كيف تصنع قرار يُنتج بطولة ..كيف تتخذ قرار يوقف هدراً للنجاح ..كيف تتغلب على مصاعبك المالية ..كيف تصنع من الكوادر البشرية ” الضعيفة” قوةً تتنصر فيها على مُنافسيك الأقوياء ..كل ذلك وأكثر تقدمه لنا كرة القدم على طبقٍ من ذهب ومن خلال تسعون دقيقة لا أكثر .

مؤخراً تابعت كل ما سبق أعلاه واقعاً من خلال النجاح الذي حصدته إدارة نادي الاتحاد مُمثلةً بالمُهندس حاتم باعشن والذي قدم لنا درساً في فنون الإدارة تعلمنا من خلاله أن وفرة المال وحدها ليست سبباً للنجاح وأن قوة التسويق ” الإعلام” وحدها ليست سبباً للنجاح كما أن قوة الإدارة لا تتمثل بالقوة ” الاعتبارية ” فـــ شخص بسيط جداً بــ شيء قليل من المال وبــ كثيرٍ من القرارات الإدارية الناجحة يستطيع تحقيق التفوق على كل منافسيه.

على صعيد الدول أيضاً لو أعدنا قراءة التاريخ الاقتصادي لماليزيا مثلاً قبل ثلاثون عاماً من يومنا هذا لوجدناها من الدولة الضعيفة اقتصادياً ..ثم مقارنةً مع حالها الاقتصادي الباهر اليوم والذي كان نتيجةً لقرارات إدارية ناجحة رغم ” الضعف المادي” سابقاً؛ نعم إنها الإدارة التي نُنادي بها ونُردد للأبد أعطِ القوسَ باريها.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *