متابعات

أصحاب محلات الذهب بجدة بين قرار الوزارة وضعف التأهيل

جدة – عبد الهادي المالكي

بعد أن بدأت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، في تطبيق قرار توطين نشاط الذهب والمجوهرات، في إطار تفعيل وتطبيق برنامج التوطين بالمناطق، بدأت فرق التفتيش التابعة للوزارة، تنفيذ جولات ميدانية على المجمعات والمراكز التجارية بمختلف المناطق للتحقق من تنفيذ القرار بمشاركة جهات مختصة.

يشار إلى أن قطاع الذهب والمجوهرات يعمل به نحو 30 ألف موظف، غالبيتهم وافدون، في نحو 6 آلاف محل بمختلف مناطق المملكة. اصحاب محلات الذهب والمجوهرات ابدوا استياءهم من قلة المهلة المعطاة لهم في ظل عدم إلمام الشباب السعودي بهذه المهنة والتي تعتبر من اهم المهن الحساسة وتكلف مبالغ بالملايين في المحل الواحد بالاضافة الى عدم وجود معاهد تدربهم او مواد تدرس في التعليم العالي لممارسة تجارة الذهب. البلاد قامت بجولة في اسواق الذهب واستطلعت اراء الصاغة والتجار واصحاب المحلات والموظفين الجدد لمعرفة اهم المشكلات التي واجهتهم بعد قرار السعودة:

في البداية يقول عبدالله وائل صاحب محل أن قرار سعودة الوظائف يحث الشباب السعودي على العمل والاجتهاد في بيع الذهب ولكن يحتاج الى كوادر واعية وحريصة حتى لا يتعرض الموظف الى النصب والاحتيال من قبل ضعاف وضعيفات النفوس.

نحن نعاني كأصحاب محلات من عدم الخبرة لدى الشباب بحكم انها مهنة جديدة لديهم وحساسة في نفس الوقت ودقيقة لانها قد يتعرض الشاب الجديد الى النصب بسلعة مقلدة وان يشتري نوعية ذهب من عيار غير العيار الحقيقي للقطعة وهذا يؤثر على دخل المحل لذلك من الضروريات ان يتعرف على النوعية الذهب والتفرقة بين عيار وآخر. وهل هو مطلي أولا. لذلك كل هذا يحتاج الى دراسة وتدريب.

أتمنى من الشباب الحرص على العمل في محلات الذهب بغض النظر عن الراتب وثقوا تماماً مع الاستمرار واثبات الجدية بالعمل سوف يأتيك زيادة وحوافز وعلاوات أخرى.

وقال عبدالعزيز المصعبي والذي يعمل في احد محال بيع الذهب العمل ممتع ولكن يحتاج الى وقت حتى يتقن الموظف ولكن واجهتنا صعوبة في الالمام بالعمل بحكم انه جديد علينا سواء كان من ناحية الوزن او النوع او حتى طريقة التعامل مع العميل فهي تجارة حساسة للغاية وأي غلط يخصم عليك من راتبك وهنا اعتبر ان غلطة الشاطر بعشرة.

أتمنى ان يكون هناك مدربين او مشرفين مساعدين لتعليمنا بالإضافة الى انشاء معاهد تدريب او ادخال هذا المجال ضمن تخصص يدرس للكليات التقنية.بالنسبة لأصحاب المحلات فقد اختلفت عليهم المبيعات حيث انخفضت نسبة الربح بعد دخول عامل جديد ليس لديه خبرة عامل كان في السابق لديه عشرون عاماً وهو يعمل في هذا المجال.

ومن ناحية أخرى قال صلاح سالم العماري مدير احد شركات الذهب والمجوهرات نحن متعاملون مع القرار بعزم حيال توطين الوظائف لدينا بقدر المستطاع ولكن هذا لا يخلوا في البداية من مشكلات كثيرة تواجهنا وخاصة ان اذهب ليس مثل اي تجارة فهي تحتاج الى انتباه وفراسة من قبل الموظف فالذي بين يديه ملايين الريالات فيجب ان يكون ذو امانة عالية واخلاق عالية ونبيه من خلال تعامله مع الزبائن لانه مجرد ما يفقد قطعة ثمينة فانها تكلف مبلغ باهظ من الثمن وهذا ما يحصل دائما عندما يكون هناك موظف جديد حيث يكون مستهدف من قبل بعض الزبائن ذو النفوس الضعيفة

وبحكم تواصلنا مع تجار الذهب مع بعض فانهم يقومون بتحذيرنا من بعض العمليات التي حدثت لهم فعلى سبيل المثال عندما يقدم المشترى الى الموظف يقوم الأخير بعرض كميات كثيرة من القطع أمامه ويقوم المشتري بسحبها دون انتباه من الموظف ويتفاجأ بعدم وجودها وعندما نعود الى تسجيلات الكاميرا نكشف انه هناك خلل من البائع عندما اعطى مجال اكبر وخاصة النساء.

ايضاً نذكر نوعية عيار الذهب والفرق بين سعر كل عيار حيث يحتاج الى المعرفة التامة والدقيقة في ذلك بعد أن انتشر الغش التجاري. فاضطر الى ان نداوم في المكتب الرئيسي وبعد ذلك نذهب الى المعرض ونساند الموظف حتى لا يصبح هناك أخطاء كثيرة.

لقد قمنا بايقام عملية شراء الذهب حتى لا نقع في ضحية النصب والاحتيال الى ان يتم المام الموظف الجديد لذلك. بالنسبة لنصيحتي الى أصحاب محلات الذهب أولا ان يساعدوا في نجاح هذا القرار حول توطين وظائف الذهب وهذا واجب وطني في المساهمة بذلك. اما طالب الوظيفة فنصيحتي له ان يتقدم للوظيفة راغب في العمل واذا نظر الى الراتب فقط فلن ينجح ولن يكون له مستقبل. فاذا أراد ان يترقي ويصبح له مستقبل مضمون ان يخلص في النية وان يعمل بجد ويحترم الدوام.. وان يحافظ على الثروة التي اؤتمن عليها فالاخطاء في الذهب ليست بالسهلة.

بالنسبة لقرار العمل فهو ضيق الخناق على أصحاب المحلات وفترة قصيرة جدا بالنسبة لمحلات مثل الذهب فهو ليس كمحال الملابس والجوالات.. الذهب ملايين الريالات تكون امام الزبون ويحتاج الموظف الجديد الى وقت ليس بالقليل حتى يستطيع ان يسيطر عليها ويكون ماهر في ادارتها سواء كان من ناحية البيع او الشراء او المراقبة فيجب ان يجمع بين هذه الثلاث الأمور في وقت واحد كما نتمنى ان يجعلوا القرار بالتدريج ونعطي مدة لا تقل عن سنة كاملة حتى يتسنى لنا التدريج في التوظيف حتى يكتمل النصاب كامل من الموظفين لان الالزام اثر علينا وعلى انتاجنا.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله المغلوث عضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية بغرفة الرياض ان وزارة العمل قد أعطت أصحاب محلات الذهب فترة طويلة منذ بدأ نظام السعودة وعندهم علم بذلك ولكن تقاعسهم عن تطبيق القرار من بدايته من توظيف سعوديين في البيع والتسويق في الذهب هو الذي سبب تلك الازمة والتي كان ينبغي ان استغلوها في تدريب هؤلاء الموظفين طيلة فترة المهلة الماضية حتى يكونوا قادرين على التعامل مع الذهب من حيث البيع والتسويق والمبيعات.

ولكن اذا يرون انها غير كافية فيعطون مهلة حتى يتمكنوا من تخطي تلك الصعاب في البيع فهم يحتاجون الى موظف ذو فراسة ويعرف ان هذا المنتج حساس ومن المعادن الثمينة ويكون هناك فرصة تعزيز قدرة الموظف وإرضاء لأصحاب الذهب والمجوهرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *