الأرشيف ملحق عن الأمير سلطان

أسس لعلاقات دولية راسخة .. جانب من زيارات سمو ولي العهد الخارجية

جدة – البلاد ..
احتلت المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة على الصعيد الاقليمي والدولي بحكم رؤيتها الثاقبة ازاء القضايا المعقدة والشائكة، ولأن المملكة تتمتع بثقل إسلامي كبير باعتبارها قبلة المسلمين وكذلك ثقل اقتصادي حيث تمثل أكبر مصدر للنفط فإنها تحظى باحترام دولي منقطع النظير.. وانطلاقاً من ذلك حرص صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على تعزيز دور المملكة اقليمياً ودولياً..
مصر
قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بزيارة الى مصر على رأس وفد رفيع المستوى استغرقت خمسة أيام.
وتناولت تطورات الأوضاع على الساحة العربية والاقليمية لاسيما الوضع في كل من العراق وفلسطين ومستجدات الوضع على الساحة السورية واللبنانية على ضوء المشاورات بين المملكة ومصر لاحتواء تداعيات ما بعد اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق في ضوء قرار مجلس الأمن رقم 1636.
كما تناولت المباحثات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز العمل العربي المشترك.
وقال سموه لدى وصوله القاهرة «يطيب لي ونحن نصل أرض جمهورية مصر العربية الشقيقة تلبية لدعوة كريمة من الرئيس محمد حسني مبارك أن أعرب عن بالغ سروري للالتقاء بفخامته وأن أنقل تحيات أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى فخامته والى الحكومة والشعب المصري الشقيق وأضاف «وتأتي هذه الزيارة امتداداً وتواصلاً للقاءات الودية المتبادلة بين البلدين على جميع المستويات وتأكيداً للعلاقات الحميمة والروابط الاخوية بينهما والتي تزداد عراها يوماً تلو الآخر بقيادة كل من خادم الحرمين الشريفين والرئيس محمد حسني مبارك ونحن على ثقة في أن محادثاتنا مع الرئيس وكبار المسؤولين في بلدنا الثاني ستعزز التعاون القائم بين بلدينا في مختلف المجالات لما فيه مصلحتهما المشتركة ومصلحة أمتنا العربية والإسلامية». وقد التقى سموه برئيس الوزراء المصري بمقر مجلس الوزراء وبحث معه سبل تفعيل التعاون المصري السعودي في المجالات الاقتصادية والتجارية وزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والمملكة ورفع معدلات الاستثمارات السعودية في مصر وازالة العوائق امام تدفق التجارة البينية بين البلدين.
وبحسب المراقبين فإن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى مصر قد حققت انجازاً ملحوظاً على كافة الأصعدة، خاصة أنها أتت في ظروف صعبة للغاية تعيشها منطقة الشرق الأوسط.
القمة العالمية.. الأمم المتحدة
ترأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وفد المملكة المشارك في القمة العالمية في الأمم المتحدة لمناسبة قيام المنظمة الدولية والتي عقدت داخل مبنى الأمم المتحدة على شكل مائدة مستديرة للنقاش بين قادة العالم المشاركين في القمة.
وحرصاً من سموه على دور المملكة واعلاء شأنها في المحافل الدولية، لا سيما الأمم المتحدة ومؤسساتها المالية والسياسية. ولأن المملكة دولة مؤسسة للمنظمة الدولية ونما دورها بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة فقد أكد سموه على دعم المنظومة الدولية على كافة الأصعدة؛ لتكون قادرة على النهوض بمهامها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين والتنمية المستدامة في العالم، وضمان حقوق الإنسان في اطار احترام الخصائص الذاتية للمجتمعات والثقافات المتعددة. وعندما القى الأمير سلطان بن عبدالعزيز كلمته أمام قمة الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة أكد على اهتمام المملكة في دعم التنمية المستدامة من خلال جهود التنمية في الدول النامية، كاشفاً عما قدمته سنوياً من عون انمائي خلال العقود الثلاثة الماضية أربعة في المائة من اجمالي ناتجها المحلي السنوي محتلة بذلك المرتبة الاولى عالمياً. وقال الأمير سلطان ان المملكة بادرت بالغاء أكثر من ستة بلايين دولار أمريكي من الديون المستحقة لها على عدد من الدول النامية الاقل نمواً.
كما شرف سمو ولي العهد خلال زيارته لنيويورك الحفل الكبير الذي اقامه مجلس الأعمال السعودي – الأمريكي.
اليابان
في جولة استمرت عشرة أيام إلى شرق آسيا بدأها باليابان، جاءت بمثابة استكمال لبرنامج التواصل الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في زيارته الأخيرة للهند والصين، حيث اتفق مع قادة أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان.
ولزيارة الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى اليابان دلالات مختلفة كون سموه أول مسؤول سعودي رفيع المستوى يزور اليابان خلال العام 1960م عندما كان وزيراً للمواصلات، ومن اللافت ان زيارة سموه جاءت بعد الاحتفال على مرور نصف قرن على العلاقات الثنائية بين الرياض وطوكيو، حيث كان ذلك كافياً ان تحدث نقلة نوعية في العلاقات القوية التي تربط البلدين.
فلم يقتصر نجاح هذه الزيارة على جانب معين، إذ دعمت العلاقات الثنائية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
ولأن البلدين يحتلان موقعاً مهماً في قارة آسيا وفي العالم نظراً لجهودهما في احلال السلام والتعايش السلمي بين الحضارات، فقد احتلت زيارة الأمير سلطان اهمية لدى اليابانيين الذين يعتمدون على المملكة في تأمين نحو ثلث حاجتهم من الطاقة سنوياً، وهي – اليابان – الشريك الثامن بالنسبة إلى المملكة.
وأكد ولي العهد خلال تواجده في اليابان ان الدين الإسلامي هو دين التطور مشدداً خلال استقباله شخصيات إسلامية وموظفين وطلبة سعوديين في مقر اقامته على واجب احترام كل الأديان السماوية.
ويحسب رجال اعمال ومسؤولون سعوديون ويابانيون ان الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الى طوكيو حققت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، حيث رفعت حجم الاستثمارات اليابانية في المملكة والدول العربية وساهمت في انشاء مشاريع وشركات مشتركة بين البلدين، حيث اشارت فيه الاحصاءات الاقتصادية الى ان اجمالي الاستشارات السعودية اليابانية المرخصة من الهيئة العامة للاستثمار في المملكة حتى نهاية عام 2004 نحو (11,222) بليون ريال.
وقد منحت جامعة أوسيدا ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الدكتوراه الفخرية نظير جهوده في دعم العلم والمعرفة. واعتبرت المملكة واليابان في بيان مشترك عقب محادثات موسعة اجراها سمو ولي العهد مع رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي، على اهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي تبنتها القمة العربية كل النزاع العربي الاسرائيلي، واكد اهمية قبول نتائج الانتخابات التي جرت في فلسطين كخطوة نحو بناء دولة فلسطينية مستقلة، وفقاً لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة. وفي الملف العراقي، اعاد البلدان تأكيد ضرورة مساعدة الشعب العراقي لتحقيق تطلعاته الى مستقبل افضل وقررا التنسيق في ما بينهما على نحو وثيق، من اجل دعم الاستقرار والسلام وتعزيز الوحدة الوطنية والمساواة بين فئات الشعب العراقي.
كما اكدا اهمية حض جميع الدول في منطقة الشرق الاوسط على الانضمام الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، وجعل المنطقة خالية من جميع انواع اسلحة الدمار الشامل ووسائل اطلاقها، مؤكدين اهمية دعم الجهود الديبلوماسية الرامية الى منع انتشار الاسلحة النووية، والعمل على ايجاد حل ديبلوماسي للمسألة النووية الايرانية. وفي البيان الختامي جاء في 18 نقطة، غطت القضايا السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية التي يتطلع اليها البلدان، بما يخدم مصالحهما وينعكس على السلم والاستقرار الدوليين.
واقتطعت العلاقات الاقتصادية وتطويرها الحصة الكبرى من نقاط البيان، حيث اتضح التعبير عن ارتياح البلدين لمستواها الحالي، تمهيداً لتعزيزها مستقبلاً.
وعلى رغم تأكيد البيان ان احلال السلام في منطقة الشرق الاوسط سيقضي على المصدر الرئيس للتوتر والتهديد للسلم والامن الدوليين، فقد شدد على ادانة الجانبين الشديدة للارهاب بجميع اشكاله.
سنغافورة
واستمراراً لجولات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام، الآسيوية حط في سنغافورة مع وفد رفيع المستوى. بدورها سنغافورة اعربت عن تأييدها لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الى ادانة الصدام بين الحضارات وابدالها بفكرة التعايش السلمي بين كل الحضارات.
واعلنت دعمها خلال زيارة سمو ولي العهد لدعوة الملك عبدالله الى ان تكون المرحلة المقبلة في العلاقات بين الدول والامم مرحلة حوار حقيقي، يحترم كل طرف فيه الطرف الآخر.
ونوهت بالدور السعودي في المحافظة على استقرار سوق النفط العالمية وفي التأثير الايجابي في هذه السوق البالغة الحساسية لاقتصاديات دول العالم.
وصدر بيان سعودي – سنغافوري مشترك، في ختام القسم الرسمي من زيارة الأمير سلطان التي استمرت ثلاثة ايام، التقى في نهايتها وزير الدفاع السنغافوري تبوشي هيان، فيما كان التقى قادة البلاد ورموزها الوطنية، والقى محاضرة في معهد دراسات جنوب شرقي آسيا. وتحدث البيان الختامي عن عصر جديد لعلاقات البلدين اللذين اعتبرا ان مستقبل توثيق الروابط الثنائية، يستهدف ايضاً انعكاسه ايجاباً على علاقتهما بالمجموعتين الجغرافيتين اللتين ينتميان اليهما، اي ان يمثلا جسراً لعلاقة العرب بآسيا. وعلى رغم التركيز في العلاقة الثنائية على زيادة الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية المتوافرة للبلدين، فإن التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب والتنسيق السياسي المشترك، كانا حاضرين بوضوح في نتائج زيارة الأمير سلطان لسنغافورة. وهنا، أوضح البيان الختامي تعبير الجانبين عن عزمهما على استمرار التعاون لمكافحة الإرهاب، باعتباره آفة عالمية تهدد الأمن والاستقرار في العالم. وأعرب الجانب السنغافوري عن تأييده للتوصيات الصادرة عن مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب. وجدد البلدان تأكيدهما التوافق في ما بينهما إزاء ضرورة ايجاد حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية يستند إلى قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة، ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسلام التي تبنتها القمة العربية في (بيروت) عام 2002، وخريطة الطريق بما يحقق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
ونوه الطرفان بالمنافع الناجمة عن حرية التجارة العالمية واتفاقيات التجارة الإقليمية واتفق الجانبان على زيادة التنسيق والتعاون في إطار منظمة التجارة العالمية وفي إطار التكتلات الاقتصادية والإقليمية.
وخلال الزيارة قدم سمو ولي العهد تبرعاً مالياً قدره (1,5) مليون دولار لدعم عدد من الجهات الإسلامية المعنية بشؤون المسلمين في سنغافورة. كما تبرع سموه ب (500) ألف دولار للمجلس الإسلامي الأعلى وهو هيئة حكومية رسمية تعنى بأمور المسلمين عامة، وتشرف على جميع الهيئات والمؤسسات الإسلامية في سنغافورة، وذلك لدعم تمويل مشروع بناء مدرسة الإرشاد الإسلامية في سنغافورة كما تبرع بـ (500) ألف دولار لجمعية الدعوة الإسلامية التي تعد من أنشط الجمعيات الإسلامية العاملة في مجال الدعوة في سنغافورة من أجل نشر الدين الإسلامي ورفع مستوى أبناء المسلمين تعليمياً وصحياً واجتماعياً ويأتي تبرع سمو ولي العهد لجمعية الدعوة الإسلامية من أجل تمويل مشروع توسيع مباني الجمعية.
وتبرع بـ (500) ألف دولار لمساعدة الجمعية المحمدية التي لها نشاطات في مجال الدعوة الإسلامية في سنغافورة. وتحدث سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى نحو خمسة آلاف شخص غصت بهم قاعة «رافلز» التابعة لمعهد الدراسات لجنوب شرق آسيا في سنغافورة، عن رؤيته العميقة لمستقبل العلاقات العربية – الآسيوية، والفرص المواتية لتعظيم الاستفادة منها. وكانت محاضرة الأمير سلطان، الأولى من نوعها لزعيم عربي وال 28 من سلسلة المحاضرات المماثلة في معهد «رافلز» شاملة لاهم القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والعلوم واستغرقت المحاضرة نحو ساعة ونصف الساعة. وعلى هامش زيارة الأمير سلطان لسنغافورة عقد سموه في مقر إقامته لقاء مع فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بحثا خلاله في القضايا العربية والإسلامية كما تناولت المحادثات العلاقات الثنائية ومسارات تعزيزها.
باكستان
وفي محطة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الثالثة ضمن جولته الآسيوية زار باكستان التي احتفت به رسمياً وشعبياً، وتقدم الرئيس برويز مشرف ورئيس الوزراء شوكت عزيز مستقبلي الأمير سلطان عند سلم الطائرة.
وأتت زيارة ولي العهد تلبية لدعوة رسمية من القيادة الباكستانية، امتداداً لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لباكستان في يناير من العام 1428هـ
ووصل الأمير سلطان إلى العاصمة إسلام أباد مصحوباً بمقاتلتين من طراز «اف 16» منذ لحظة دخوله الأجواء الباكستانية كتحية خاصة لمقدمه في ثالث زيارة لباكستان.وفي المطار اطلقت المدفعية (21) طلقة، بدورها كانت الشوارع المؤدية إلى المطار مليئة باللافتات المنصوبة للترحيب بسموه، وأخرى فيها صور خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، إلى جانب صور القادة الباكستانيين. وخرجت حشود كبيرة من الباكستانيين بينهم طلاب المدارس إلى الطرقات المؤدية من المطار إلى مقر إقامة ولي العهد في قصر البنجاب. وبحث سمو ولي العهد مع القادة في باكستان التطورات والأحداث التي تواجه الأمة الإسلامية خصوصاً مع استمرار الظلم والمعاناة ضد الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي.وتحدث الأمير سلطان خلال مأدبة الغداء التي أقامها له رئيس الوزراء شوكت عزيز، عن ملف الإرهاب فاعتبر أن الإرهاب خطر يعاني منه العالم أجمع، وكما هو معلوم فإن بلدينا في مقدم الدول التي حاربت الإرهاب ولا تزال تحاربه، وتنبذ التطرف»، وأوضح أن موقف البلدين من الإرهاب يأتي «انطلاقاً من جوهر تعاليم ديننا الإسلامي الذي يدين الإرهاب ويؤصل قيم العدالة والوسطية والتسامح والمساواة والتعارف مع الآخرين. ودعا سمو ولي العهد إلى دعم مسيرة الحوار التي انتهجتها باكستان في علاقاتها مع جارتها الهند ورأى انها «السبيل الأمثل لحل المشكلات والنزاعات بالطرق السلمية»، وأضاف «لقد آن الاوان للتوصل إلى حل عادل وسلمي لقضية كشمير، ونرجو أن يمتلك البلدان الرؤى الصائبة والقدرة على مواصلة مسيرة السلام بينهما، وإقامة علاقات دائمة من حسن الجوار، بما يعزز الأمن والسلام في المنطقة والعالم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *