المنبر

أستاذ التاريخ المشارك الدكتور إبراهيم السلمي لــ ( البلاد ) في إصداره الجديد : من الجهل الربط بين الإسلام والإرهاب

د. إبراهيم بن عطية السلمي 

جدة ــ البلاد
أكد أستاذ التاريخ المشارك ، رئيس قسم التاريخ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى في حديثه لـ ( البلاد ) :
بأن يد الإرهاب الطائشة نالت من بعض دول العالم, ومن ضمن هذه الدول المملكة العربية السعودية ومملكة إسـبانيا. وأمام هذه المشكلة تبلور رابط توافقي جديد بين المملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا, ساهم في تعزيز الشراكة المتزنة بين البلدين بتعاون أمني فكري لمكافحة الإرهاب. ومما يسجل لهذا التعاون التزامه منذ البدء بنظرة معتدلة تجاه مشكلة الإرهاب بالرغم من أن العاطفة لدى الدولتين التي شاهدت دماء وأشلاء أبنائها, وآثار الدمار بأرضها كانت أكثر قدرة للانحراف إلى كل ما يمكن أن يخفف من أثر العمل الإرهابي الذي وقع لديها.
وعن سؤالنا عمَّا إذا كان هناك علاقة بين الأعمال الإرهابية والدين ؟
فيقول إن النظرة المعتدلة نفت اقتران الإرهاب بدين ما أو بجنس محدد, ونتذكر في الصدد ما قاله الملك فهد يرحمه الله : ” نؤكد مجدداً رفض المملكة العربية السعودية القاطع للإرهاب في شتى صوره وأشكاله, وهذا أمر ينبع من العقيدة الإسلامية وسعيها الدائم لمكافحته,وكذلك ما أكده وزير الدفاع الإسباني خوسيه بونو مارثينيت على هذا النفي عند اجتماعه بسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز – يرحمه الله – في عام 2005م بقوله : ” من مطلق الجهل أن نصل أو نربط بين الإسلام والإرهاب. بصورة تؤكد مدى وعي الطرفين بهذه الآفة قد أنتجت رؤية لمكافحة الإرهاب على شقين: أحدهما: أمني, والآخر: فكري علمي, وفق منهجية سعودية لمكافحة الإرهاب.
ويضيف بأن الحكومة الإسبانية سعت للاستفادة من الرؤية السعودية بشقها الأمني حين وقعت تفجيرات مدريد في عام 1425هـ / 2004م, وذلك بطلبها تعاون أمني من الحكومة السعودية في تحقيقات التفجيرات الإرهابية. وهو التعاون الأمني الذي تأصل بعد ذلك بين وزارتي الداخلية في البلدين, في مجال تبادل المعلومات والاستفادة من الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب ، ومما يحسب للتوافق السعودي الإسباني تجاه مكافحة الإرهاب خروجه عن الرؤيا التقليدية في معالجة مثل هذه الظاهرة إلى رؤية غير تقليدية أكثر فعالية عن طريق إخضاع ظاهرة الإرهاب للدراسات العلمية. وتحقيقاً لهذه الرؤية تناوبت مؤسسات البلدين الدور بين استضافة ومشاركة.
ومن أبرز تلك البرامج التي احتوت تلك الدراسات العلمية:
مؤتمر “موقف الإسلام من الإرهاب” الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمدينة الرياض في عام 1428هـ / 2008م. وقد شارك فيه عدد من أصحاب الفكر وقادة الرأي في عدد من دول العالم الإسلامي والأوربي والولايات المتحدة الأمريكية, ومن ضمنهم وفد من دولة إسبانيا, دورة حول تقنيات مكافحة الإرهاب نظمتها وزارة الداخلية الإسبانية بمدينة مدريد في عام 1428هـ / 2008م, شاركت بها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وهي المشاركة الخامسة لجامعة نايف العربية في عدد من الدورات والمؤتمرات الإسبانية.
الملتقى العلمي الدولي “دور الانترنت في محاربة الإرهاب والتطرف” الذي نظمته جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في عام 1432هـ / 2011م بمقر الجامعة بمدينة الرياض.
وعن ثمرة هذه الملتقيات العلمية تطرق الدكتور السلمي بأنها تتمثل في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب “الرياض 2005م”. وذلك حين بادرت المملكة لإيجاد حل يستفيد من كافة خبرات الدول, ويصل إلى خطوات تكفل القبول لدى كافة الدول والشعوب بتنظيمها لمؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب هو الأول من نوعه على مستوى العالم .
كما نظمت المملكة مؤتمراً دولياً متخصصاً لمكافحة الإرهاب؛ يدعو لتكاتف الجهود الدولية الرسمية والشعبية لمواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره, وذلك في الفترة 26 – 28 ذي الحجة 1425هـ الموافق 6– 8 فبراير 2005م. وقد تجلت في هذا المؤتمر صوراً عدة للتعاون السعودي الإسباني فرغم كون المؤتمر أقيم بمبادرة سعودية وعلى أرضها, إلا أن الإدارة السعودية للمؤتمر أسندت رئاسة اللجنة الثالثة المعنية ببحث تجارب الدول في مكافحة الإرهاب إلى انجيل لوساداتور عضو وفد مملكة إسبانيا.
وعن سؤالنا الدكتور إبراهيم السلمي عن مدى المشاركات الفاعلة للحكومة الأسبانية في هذا الصدد يقول :
لم تقف الحكومة الإسبانية عند مجرد المشاركة, بل قدمت دعماً نال استحسان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل, وزير الخارجية السابق رحمه الله ، الذي ثمن جهود الحكومة الإسبانية في دعم المؤتمر ومشاركتها الفاعلة خصوصاً باعتبارها عضواً في اللجنة التي ستوصي بإنشاء المجلس العالمي لمكافحة الإرهاب .
ويختتم الدكتور السلمي حديثه لـ ( البلاد ) عن تحقيق الهدف المشترك نحو مكافحة الإرهاب, بدافع الشراكة الصادقة أعلنت إسبانيا عبر وزير خارجيتها ميغيل انخل موراتينوس الدعوة لعقد مؤتمر حول مكافحة الإرهاب بمدريد وذلك لاستمرارية النقاش حول مكافحة الإرهاب الذي يضاف إلى النجاح الكبير الذي حققه مؤتمر الرياض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *