دولية

آلاف المدنيين اليمنيين ضحايا ألغام ميليشيا الحوثي الإيرانية

تعز – وكالات
قتل أكثر من 40 إرهابيا من مليشيا الحوثي الإيرانية بمعارك مع الجيش اليمني وقصف للتحالف العربي استهدف مواقعهم شمالي محافظة لحج، ومديرية نهم شرقي صنعاء.
وقال موقع “سبتمبرنت” التابع للجيش الوطني: إن مدفعية الجيش، دكت مواقع مليشيا الحوثي في مناطق “السحي” و”أملح” و”ثبرة” الواقعات بين منطقى “الشريحة” شمالي لحج و”الراهدة”، شرقي محافظة تعز.

وتزامن القصف المدفعي، مع سلسلة غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي على المناطق ذاتها، وأسفر القصف المدفعي والجوي، عن تدمير عدد من الدوريات العسكرية والأسلحة الثقيلة بينها مدفع هوزر ومدفع عيار 23، كانت المليشيا تستخدمهما لقصف منطقة الشريجة.
كما أسفر القصف عن مصرع 20 من المليشيا الانقلابية وإصابة العشرات.
ومنذ أيام، تشهد جبهة الشريحة معارك ضارية وهجوما عنيفا على مواقع الانقلابيين، بعد إعلان الجيش الوطني عملية عسكرية لفك الحصار عن تعز من عدة محاور.
وفي مديرية “نهم” شرقي صنعاء، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من تحرير جبال الصخر والجبل الأحمر، ودحر مليشيا الحوثي، بعد معارك تكبد فيها الانقلابيون خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وقال الناطق الرسمي للمنطقة السابعة، العقيد عبدالله الشندقي، في بيان صحفي: إن قوات الجيش الوطني وبإسناد من مقاتلات التحالف العربي، تمكنت من تحقيق تقدم كبير في جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء، بالسيطرة على سلاسل جبلية استراتيجية.
وأشار المسؤول العسكري إلى أن المعارك أسفرت عن سقوط أكثر من 18 قتيلا في صفوف المليشيات وجرح العشرات، وكذلك تدمير مركبتين وعتاد عسكري كبير.
• جرائم حرب وألغام
ارتكبت مليشيا الحوثي منذ انقلابها على السلطة في اليمن قبل 3 أعوام، العشرات من جرائم الحرب المنتهكة للقوانين الإنسانية، لكن زراعة الألغام، هي الأكثر إرهابا، حيث تدمر الحاضر، وتهدد المستقبل على المدى البعيد.
واحتفل العالم باليوم العالمي للتوعية بالألغام، كمناسبة ذكّرت الشارع اليمني بواحدة من أبشع الجرائم الحوثية التي استخدمتها لاغتيال المدنيين خلال 3 أعوام من الحرب.
واستهدفت ألغام الانقلابيين المناطق الآهلة بالسكان في المدن اليمنية التي اجتاحوها، وهو ما تسبب بمقتل قرابة أكثر من ألف مدني، وإصابة الآلاف، غالبيتهم فقدوا أقدامهم.
وكانت محافظة تعز، جنوب غربي البلاد، على صدارة المدن اليمنية المتضررة من ألغام الحوثيين، وحسب إحصائيات حقوقية، فقد قتل قرابة 700 مدني بألغام الانقلابيين في هذه المدينة.
• قتل وتهجير
لا تكتفي مليشيا الحوثي الانقلابية بإرسال قذائفها المدفعية على الأحياء السكنية في مدينة تعز، بل تقوم بتلغيم جميع الأحياء السكنية الخاضعة لسيطرتها من أجل فرض حصار مطبق وطويل الأمد على المدنيين.
وقالت مصادر حقوقية: إن أكثر من 1000 مدني قتلوا بألغام الانقلابيين باليمن، فيما كانت الإعاقة الدائمة من نصيب الآلاف في غالبية المدن التي اجتاحتها مليشيا الحوثي.
وقال عضو تحالف “رصد” المتخصص برصد انتهاكات حقوق الإنسان، رياض الدبعي: إن تعز جاءت على صدارة المدن اليمنية من حيث أعداد الضحايا والمناطق المزروعة بالألغام، سواء التي شهدت، أو لا تزال، تشهد أحداث الصراع المسلح.
وحسب إحصائيات حقوقية، هناك 101 حالة قتل تعرض لها أطفال يمنيون دون سن الـ17، و26 حالة قتل بين النساء جراء ألغام الحوثيين.
وتحل مدينة “عدن” كثاني المناطق اليمنية المتضررة من ألغام الحوثيين، والتي أودت بحياة أكثر من 120 مدنيا.
لا تتورع مليشيا الحوثي في زرع الألغام بطريقة عشوائية في المدن اليمنية، فحسب، بل تقوم بزرع ألغام أرضية مضادة للمركبات في المناطق الآهلة للسكان، في انتهاك واضح لقوانين الحرب.
وأكد خبراء نزع الألغام في الجيش الوطني لـ”العين الإخبارية”، أن الوحدات الهندسية نزعت مئات الألغام المضادة للأفراد من مناطق سكنية في مدينة تعز ومنازل، وكذلك في الساحل الغربي ، مشيرين إلى أن استخدام الألغام المضادة للدروع والمركبات داخل أحياء سكنية ووسط مبانٍ، كما حصل في حي العسكري بمدينة تعز، والذي تم تحريره العام الماضية، جريمة حرب لابد أن يكون للجنة الخبراء التي تتقصى انتهاكات الانقلابيين موقفا حازما أمامها.
• دعم الشرعية
سياسيا، اشترط الفريق الركن علي محسن صالح، نائب الرئيس اليمني، على مليشيات الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران، التخلي عن السلاح والتزامها بالمرجعيات المتفق عليها، للانطلاق في عملية السلام باليمن.
وأكد خلال لقائه بالسفير الكندي لدى بلاده، حرص الحكومة الشرعية على تحقيق السلام الدائم الذي يضمن استعادة الدولة في اليمن وإنهاء الانقلاب.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية، أن لقاء نائب الرئيس مع السفير الكندي تطرق لاستمرار الإنقلابيين في ارتكاب المجازر وتهديد أمن دول الجوار عبر إطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية.
وأشار صالح إلى تهديد الحوثيين للملاحة البحرية؛ عبر استهدافهم لناقلات النفط في البحر الأحمر، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، مشيراً إلى أن مليشيا الحوثي أداة بيد إيران لتهديد المنطقة واستهداف الملاحة الدولية وإقلاق الأمن والسلم الدوليين. وقد أكد الدبلوماسي الكندي دعم بلاده للحكومة الشرعية والشعب اليمني، وأملهم في أن يحل السلام وتنتهي مأساة اليمنيين.
من جانبه، طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، المجتمع الدولي بالضغط على ميلشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، لإطلاق كل المعتقلين من قيادات الدولة والسياسيين والإعلاميين في سجونها.
ودعا الإرياني في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، إلى تشكيل لجنة للاطلاع على أوضاع المعتقلين والمختطفين في سجون المليشيا الحوثية، والذين مرّ على بعضهم أكثر من ثلاثة أعوام منذ اعتقالهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *