جدة

نظرة أخرى على آخر المختلفين

صالح عبدالله بوقري

كانت دهشتي عندما رأيتك في المرة الاولى تنافح وتتابع نقاشا جاداً، كنت كتلميذ مجتهد أعد للحوار عدته رأيتك تخرج من جيبك قصاصات مكتوبة بقلمك الأحمر عن موضوع حلقة النادي لتلك الأمسية تساءلت من تكون ؟ وانت في لبسك المختلف وربطة عنقك الحمراء دائماً مسكونا بغربة اكاد اسمعها في لجلجة صوتك ومخارج كلماتك وحروفك امضيت عاما اختلف فيه على النادي في الرياض ارى حرصك في المشاركة والحضور الملئ بالجدية لا في الجلوس والفرجة اوالسماع فقط كما كنت افعل في جل زياراتي.

كنت ألمس الوحدة في تقاطيع وجهك الذي غالبا ما كان يبتسم لعامل الشاي قبل رئيس النادي قالوا انك تناصر الضعفاء وتحب المساكين وقالوا انك تأتي وتغيب وحدك صامتاً إلا عند مقارعة الرأي، أنيسك الكتاب عندما غاب الكثير من رفاقك.

أشعارك تختارها في حب الناس كلهم على اختلاف اجناسهم وألوانهم واليوم يقولون عنك وانت في غيابك مدركين انك لن ترد كما كنت قويا في حججك وآرائك.كنت ساهما شارد الذهن كأنك تتأمل افقاً شارف على الأفول وبقي في التاريخ.

صافحتك مرة واحدة خلال عام قضيته بين ظهرانيكم. كنت اتعجب من مظهرك فبعض الجلوس بيننا لا يقبلون حتى حاسر الرأس.

كنت ساخرا في صمتك غير آبه بأحد، كأنما الذي يشغلك يرقى عن المظهر والشكليات. عرفت ممن يعرفك ( وقد لاحظت توجس البعض منك ) عرفت منهم حرصك على دينك واعتراضك على فهم البعض الخاطئ لبعض النصوص وانك حريص على حفظ القران وقراءة التفسير والمصحف لا يغيب عن مكتبك.

صدمت من ايّام وأنا أطالع خبر نعيك في الصفحة الاولى من الصحيفة. خبر انتزع منى تنهيدة عميقة فالصفحة الاولى عادة لا تأبه بأمثالك وها انت تنتزع اعترافاً منا بمكانتك ومكانك.

غيبتك عن ساحتنا حادثة طائشة محت من ملامح مدينتك علامة فارقة طالما رسمت تساؤلا وعلامة تعجب. حزنت بموتك كما حزنت لحياتك.

وداعاً صالح المنصور، تولاك الله بعنايته ولطفه وكرمه واسكنك فسيج جناته.واصلح شأننا جميعا في الاولى والاخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *