دولية

لقمع الأقليات.. طهران تسعى لتأسيس ميليشيا جديدة .. وعمال الأحواز يصعدون احتجاجاتهم

طهران ــ وكالات
صعد آلاف من عمال المجموعة الوطنية الصناعية للصلب في الأحواز، جنوب غربي إيران، من احتجاجاتهم، ضد الحكومة والنظام، بعدما هدد القضاء باعتقالهم، ووصف احتجاجاتهم بأنها “تزعج النظام”.
وأظهرت مقاطع فيديو، جرى تم تداولها، أمس “الثلاثاء”، متظاهرين يهتفون بالقول: “الموت للظالم”، في إشارة إلى كبار المسؤولين في النظام، من بينهم المرشد الأعلى علي خامنئي، كما رددوا أيضًا شعارات من بينها: “الحاكم والحكومة لا يفكرون بالشعب”.
ونشرت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، مقاطع فيديو تظهر معارضين يقومون بإحراق صور لرموز النظام الإيراني، في عدد من محافظات البلاد، في دليل جديد على ضيق الشارع بسياسات القمع، التي يمارسها نظام الملالي.
وأظهر مقطع فيديو صور بمحافظة لرستان، أشخاصا وهم يضرمون النار في البوابة الرئيسة لمقر قوات الباسيج، التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي تتركز مهامها داخل البلاد على قمع المعارضين، والاحتجاجات السلمية، ودعم النظام.
وفي منطقة كهريزك، بالعاصمة طهران، أضرم معارضون النار في صور المرشد الإيراني علي خامنئي، والمرشد الأسبق الخميني.
وكانت الصور تابعة لوزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، المسؤولة عن تنفيذ عمليات الاعتقال والتعذيب، وحتى قتل المعارضين.
وترك المعارضون “لافتة” خاصة بهم في موقع تلك التي أحرقوها، جاء فيها: “الموت للاستبداد والأصولية”.
يذكر أنه منذ أواخر العام الماضي، تشهد إيران عددا من الإضرابات والاحتجاجات على سوء ظروف العمل، وتأخر الرواتب وتردي الأوضاع المعيشية في عدد من قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك الصلب والتعليم والتعدين والنقل.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أعلن في مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، بسبب تدخلاتها التخريبية في شؤون دول المنطقة، فضلا عن عدم التزامها ببنود الاتفاق.
وفرضت واشنطن أكثر من حزمة عقوبات على طهران، آخرها في وقت سابق من نوفمبر الجاري، واستهدفت قطاع النفط الحيوي في البلاد.
كما يخرج عدد كبير من الإيرانيين في مظاهرات، اعتراضا على سياسة القمع التي يمارسها النظام بحق المدنيين، خاصة؛ إن كانوا من المعارضين.
ويأتي تصعيد الاحتجاجات، بعدما هدد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، صادق لاريجاني، العمال المحتجين، بالاعتقال، خصوصًا الذين يحتجون منذ أيام طويلة في الأحواز جنوبي البلاد، واصفًا تلك الاحتجاجات بأنها “تتسبب بإزعاج النظام”.
وندد المتظاهرون بحجم الفساد والإنفاق العسكري للنظام على الميليشيات في مختلف الدول، وإهمال مطالب العمال والشعب، ورفعوا شعار “الأهواز أصبحت فلسطين.. لماذا أنتم جالسون أيها الناس؟”.
وقال لاريجاني، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء ميزان التابعة للقضاء: إن استمرار احتجاجات العمال أمر يزعج النظام في البلاد، وهو أمر غير مقبول.
يذكر أن إقليم الأحواز أصبح خلال الأسابيع الأخيرة مركزا لثقل الحراك العمالي في إيران، نظرا لأهميته الاقتصادية، حيث يؤمن أكثر من 80% من ثروات وموارد وإيرادات البلاد النفطية وغير النفطية.
إلى ذلك، أعلن قائد عسكري بالحرس الثوري الإيراني، أن طهران فتحت الباب لأتباع الديانات الأخرى للانضمام لميليشيا باسيج جديدة، مكونة من أفراد الأقليات الدينية.
وتتبع قوات التعبئة، المعروفة باسم “الباسيج”، وتشكل قوة تستخدم في قمع احتجاجات وتحركات شعبية في البلاد.
وقال رضا يزدي، قائد إحدى الكتائب بقوات الحرس الثوري: إن “إيران جاهزة لتشكيل فرقة باسيج مكونة من أتباع الديانات الأخرى، ابتداء من اليوم، للاستفادة أكثر من قدرات أتباع الديانات الأخرى”، حسبما نقلت وكالة “تسنيم” المقربة من الحرس الثوري.
والباسيج هي قوات شبه عسكرية، تتكون من متطوعين من المدنيين، تأسست في 1979 بأمر من مرشد الثورة السابق الخميني.
وأشار القيادي بالحرس الثوري إلى أن هذه الميليشيا قد تكون “مفيدة جدا” في قمع الاحتجاجات والدفاع عن النظام الحاكم.
يذكر أنه في أكتوبر المنصرم، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قوات الباسيج، وشركات ومؤسسات تابعة لها.
فيما وصف وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني – التي دعا فيها إلى الوحدة في وجه أمريكا.
وقال بومبيو في بيان لوزارة الخارجية: “روحاني شجع، في مؤتمر دولي حول الوحدة الإسلامية، المسلمين في جميع أنحاء العالم على الاتحاد ضد الولايات المتحدة، وهذه خطوة خطيرة وغير مسؤولة تزيد من عزلة إيران” وتعمل على زيادة عزلة النظام الإيراني عن العالم وعن شعبه على حد سواء..
وأكد البيان أن النظام الإيراني ليس صديقاً لأميركا، لأنه ينادي مراراً وتكراراً بقتل الملايين، بمن فيهم المسلمون.
وأكد البيان أن الشعب الإيراني لا يتفق مع حكومته، التي تمثله بشكل سيئ أمام العالم منذ 39 عاماً، حيث تمارس الاستبداد عليهم لفترة طويلة جدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *