دولية

عهد غوتيريس..مكايدات سياسية لغايات مشبوهة

جدة- البلاد

أصبحت الأمم المتحدة وكالة إعلامية متخصصة بنقل أحداث النزاعات والمجاعة والحروب دون أن تحرك ساكناً لإنقاذ المكلومين بل ان المنظمة الدولية لم تنجح في النقل عبر تصريحات مكتوبة وأخرى مسموعة حيث غاب عن نقل الأحداث الحياد على أقل تقدير ناهيك عن الانتصار للمظلوم.

الأمم المتحدة في عهد البرتغالي أنطونيو غوتيريس تعيش أسوأ حالاتها منذ النشأة الأولى فالنزاعات تتزايد والشحن يأتي غالباً عبر التقارير الأممية المغلوطة واللاجئين يزدادون عدداً حتى بلغ الأمر تسامح المنظمة الدولية الواضح تجاه اغتصاب الدول والشعوب رغم ما تبديه المنظمة من أسف وشجب وعبارات مطاطية وتحميل الأسباب للضحايا.

تجربة انطونيو غوتيريس في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كانت كافية لكشف نواياه لو أن للأمم المتحدة مرجعية فاعلة لتقييم أداء قياداتها ومحاسبتها على أي تقصير.. ومن هذه الثغرة استطاع غوتيريس ترشيح نفسه لمنصب أعلى مستفيداً من علاقاته ومعرفته بواقع وكواليس المنظمة الدولية.

لقد واجه غوتيريس ابان عمله في شؤون اللاجئين سيلاً من الانتقادات لعجزه عن معالجة الأوضاع المذرية للاجئين والنازحين في حين كانت معظم دول العالم إما مصدرة للكوارث أو مستقبلة ومتأثرة بها لتنتشر المخيمات ويتساقط الضحايا والمفوضية غائبة فلا هي استطاعت حشد الطاقات أو تعاونت مع الدول التي تعاني من النزاعات والأزمات الاقتصادية أو تلك التي يلجأ إليها الضحايا،مع أن المفوضية وغيرها من منظمات الأمم المتحدة تجد الدعم والمساندة خاصة من المملكة العربية السعودية التي لم تتوانى يوماً عن تقديم دعمها ومساهماتها لها إلى جانب مبادراتها في مجال مساعدة الدول النامية والمنكوبين في كل مكان دون تمييز وإرسال قوافل المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع وخارجها وتقديم المبادرات لتعزيز استقرار العالم وترسيخ مبادئ الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب.

وإذا كان هذا أداء مفوضية معنية باللاجئين ضحايا الأحداث الساخنة فكيف يمكن لمن تولى أمرها أن يقود الأمم المتحدة نفسها بكفاءة وتجرد ونكران ذات أو يتمكن من منع نشوب النزاعات وقد فشل في احتواء آثارها.

فبينما يواجه العالم مخاطر جمة من نزاعات متعددة وفتن وعمليات إجرامية إرهابية وتفتيت لبعض دوله وجرائم عابرة للحدود تبقى المنظمة الدولية في أضعف حالاتها وهي تعاني من الانحلال والتخبط وتتجه لغايات مشبوهة ليس من ورائها غير المزيد من الأزمات الحادة والنهايات المفجعة.

في سبتمبر الماضي انطلقت أعمال الدورة العادية الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور زعماء وقادة أكثر من 130 دولة لمناقشة القضايا الملحة التي تهم الشعوب ولكن المنظمة العتيقة ظلت بعيدة عن الإصلاح لتجديد فاعليتها وقدرتها على مواجهة التحديات بدلاً من أن تصبح رهينة قياداتها وتقلباتهم السياسية وخضوعهم لأهوائهم وقد كانت المملكة في طلائع الدول.

التي نادت بدور أكبر للجمعية العامة للأمم المتحدة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتحديث وتطوير أجهزة المنظمة وهيكلة مجلس الأمن.

واليوم تبتعد الأمم المتحدة أكثر وأكثر عن مبادئها وميثاقها وحيادها وتنحرف عن مسارها مفسحة المجال لأصحاب الأجندة الفاسدة للتأثير على قراراتها وتقييمها للأحداث لتدخل في نفق مظلم لن يسمح لها برؤية الأشياء على حقيقتها.

إن الخطأ الشنيع الذي ارتكبه الأمين العام للأمم المتحدة في تقييمه لموضوع اليمن لا يمكن قبوله مطلقاً فقد تجاهل متعمداً الواقع الميداني واستند على أكاذيب ومعلومات مضللة من عناصر مشبوهة وهو يعلم علم اليقين أن مصدر معلوماته من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون ومجموعة المخلوع صالح في حين أن منظمته لا تتواجد إلا في مناطق الحوثيين ليتساوى الظالم والمظلوم في قضية قال فيها العالم كلمته باعترافه بالحكومة الشرعية ممثلاً وحيداً للشعب اليمني الشقيق.

هذا الموقف المخزي استهدف من قبل مسلمي الروهينجا الذين تعرضوا لأبشع جرائم التنكيل والقتل والحرق والإبادة وما زال اللاجئون منهم يستصرخون الضمير العالمي وكذا الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي لتستمر مسيرة الفشل والعنصرية والتحيز والكيد السياسي لغايات مشبوهة.

لقد أتاح غوتيريس فرصة ثمينة لأعداء الشعب اليمني في الداخل والخارج وعلى رأسهم إيران للعبث بمقدراته ونهب ثرواته وانتهاك حقوقه وتفتيت وحدته وإحالته إلى ساحة للصراع المدمر بلا أمل في نهاية قريبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *