جدة – مهند قحطان
بعد ثبوت مخاطر الألعاب الاليكترونية يسيطر القلق والتوتر على كثير من الأسر لانشغال أبنائهم بهذا العالم الافتراضي كمصدر للتسلية، متجاهلين الدراسة والتحصيل العلمي، ويميل الطفل إلي اللعبُ بشكلٍ فطري فهي من الأنشطة المهمّة في حياته التي تكشف عن مكنوناته، وعواطفه وجوانبه الخفيّة، وباللعب تتكوّن شخصيّة الطفل، وتظهر اتجاهاته وميوله الفكرية والعاطفية والاجتماعية.
وقد برزت الألعاب الإلكترونية في بداية الثمانينات من القرن الماضي مع التطور العلمي والتكنولوجي والاستخدامات المتعددة للحاسوب، فكانت نقلةً نوعيةً ومُتميزةً، وأصبحت مدار بحثٍ وجدلٍ كبيرا بالنسبة لأهميّتها ودورها التربوي وتأثيرها على الكبار والصغار، وفوائدها في تنمية المهارات وخاصّةً مهارة التفكير والتخطيط، وبهذا فقد أصبَحت هذه الألعاب محطّ اهتمام الجميع.
وتعد الألعاب الإلكترونية المرحلة المتقدّمة من ألعابِ الفيديو حيث مَرّت بمَراحل عديدة حَتى وصلت
إلى شكلِها الحالي.
ومن جهته أكد أخصائي التقنية والمعلومات والبرمجيات طائل محمد علي أن مجالات الألعاب الإلكترونية عديدة يُمكن من خلالها اللعب بها، وهي تعدّدت بعد التطوّر التقني الكبير الذي شهده مجال الألعاب، ومنها:
الألعاب الإلكترونيّة على الهواتف المحمولة، والألعاب الإلكترونية على جهاز الكمبيوتر، والألعاب الإلكترونية على الإنترنت، والألعاب الإلكترونيّة على عارضات التحكّم، وهو جِهاز حاسب إلكتروني يتميّز بمواصفات عالية الدقة وكفاءة بالغَة الجودة، وأجهزة قاعات الألعاب الإلكترونيّة العمومية.
وأشار طائل أن تأثيرات الألعاب الالكترونية علي الأطفال صحية، وانفعالية، وثقافية، وسلوكية، فهي سلاح ذو حدين، إيجابيات الألعاب الإلكترونية تظهرُ فوائد الألعاب الإلكترونيّة ومَيّزاتها في نواحي عديدة من حياة الفرد، فهي إلى جانبِ التّعليم الذي يَكتسبه الطّفل منها من خلال زيادة المَفاهيم والمعلومات وتطوير المهارات فإنّها تُنمّي الذكاء وسرعة التفكير لديه حيث تَحتوي العَديد من الألعاب على الألغاز، وتَحتاج إلى مَهاراتٍ عقليةٍ لحلّها، وكذلك تَزيد من قُدرته على التّخطيط والمُبادرة، وتُشبع خيال الطفل بشكلٍ لا مثيل له، وتزيد من نشاطه وحيويّته، ويُصبح ذا معرفةٍ عالية بالتقنية الحديثة، ويُجيد التّعامل معها واستخدامها وتَكريسها لمَصلحته.
وأضاف طائل أيضا من سلبيات الألعاب الإلكترونية على الرّغم من وُجود العَديد من الفوائد والإيجابيّات للألعاب الإلكترونية إلا أنّ لها جوانب سلبيّة متشعّبة تظهر آثارها على الفرد خاصة وعلى المُجتمع عامة، فهي على الصّعيد الشخصي تُنمّي لدى الطفل العُنف وحسّ الجريمة وذلك لأنّ النّسبة الكُبرى من هذه الألعاب تَعتمدُ على تسلية الطفل واستمتاعه بقتلِ الآخرين، وتُعلّم المراهقين أساليب وطُرق ارتكاب الجريمة وحيلها،
كما تُنمّي في عقولِهم العُنف والعدوان من خلال كثرة ممارسة مثل هذه الألعاب، فيكون الناتج طفلاً عنيفاً وعدوانياً، وأيضاً تَجعلُ هذه الألعاب الطفل يَعيش في عُزلةٍ عن الآخرين، والهدف الأسمى لديه إشباع رَغَباته في اللعب، وبالتالي تتكون الشخصية الأنانيّة وحب النفس عند الطفل، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ الأطفال الذين يميلون لألعاب العنف ويمارسونها بشكلٍ كبير لديهم تراجع وضعف في التحصيل الأكاديمي، وتؤثر أيضاً على الصحّة العامّة للطفل على المدى البعيد، فهي تؤدّي إلى إصابته بالتهابات المفاصل، وقلّة المُرونة الحركيّة، والاضطرابات النفسيّة، كما أنّ اللعب لفتراتٍ طَويلة يُكوّن لدى الطفل السلوك الإدماني الوسواسي.
** أمراض نفسية
ومن جهة أخرى أكد تركي اليامي مختص بالألعاب أن الألعاب الإلكترونية غزت 90% من منازلنا، وأصبح عدد كبير من الصِّغار يمارسونها، ويحملونها أينما ذهبوا كونها تجذب الأطفال بالألوان والرسومات والمغامرات والخيال، فيما اعتمد بعضها على حل المشكلات عن طريق استخدام العنف، ما ينعكس سلبا على الأطفال، بظهور أعراض نفسية مختلفة كالانطواء والخوف والعدوانية، ومخاطر هذه الألعاب صحيا وجسديا على الأطفال، ورغم تحذير الآباء للأبناء، إلا أنهم اعتادوا شراءها نتيجة الدعاية والترويج الكبير لهذه الألعاب، وانتشار أخبارها بين الأطفال في المدارس والنوادي والشوارع.
وأضاف اليامي نحتاج إلى جمعية مختصة في هذه المجالات لحماية أبنائنا وتوعيتهم من أضرار هذه الألعاب الإلكترونية. وأشار اليامي أن العديد من الاختصاصيون من استخدام الأطفال المفرط للأجهزة الذكية، لما لها من تأثير سلبي كبير، علاوة على أنها تتسبب في افتقاد العلاقات الاجتماعية خارج الشاشة.
وأكد بكر يوسف أن أغلب هذه الألعاب يساعد على تنمية ذكاء الطفل، ومهاراته الذهنية كون التقنية الحديثة تعلم الطفل كيفية التعامل مع المخترعات الجديدة، ما يجعلهم أكثر إصرارا على تحقيق النجاح عبر التعامل مع هذه الألعاب باحترافية عالية، علاوة على أنها تملأ أوقات فراغهم، وتوفر قدراً جيداً من اللهو البريء والترويح عن النفس.
وأشار أحد معلمي التربية والتعليم بجدة، إلى أن الألعاب الإلكترونية من الألعاب الدخيلة على العالم، إذ تضم شخصيات وهمية وقدرات خيالية غير واقعية لها فوائد في اتساع الخيال وسرعة البديهة، منوها بأن استخدام الأطفال لهذه الألعاب أكثر من 45 دقيقة يوميا، يسبب أضرارا جسدية وعقلية جسيمة، وقد تكون نفسية وتؤثر على نشاط الدماغ فتجعله خاملا مرهقا مشتتا، كما تجعل الطفل يعيش في جو اللاواقعية ما يؤثر على فهمه للحياة بشكل صحيح، كما أنها تكسبه سلوكا عدوانيا، ناهيك عن آثارها الجسمية بتأثيرها على المفاصل والعمود الفقري وضعف عضلات العين، ورغم ذلك فلا نستطيع منع الطفل من الألعاب الإلكترونية، لهذا يجب تحديد وقت للطفل، وتشجيعه على الألعاب السماعية والقراءة قدر الإمكان، إضافة لاختيار الألعاب الهادفة البعيدة عن العنف والسلوكيات التي تخالف عادات وتقاليد المجتمع وتعاليم الدين الحنيف.
** غياب التواصل الأسري
من جانبه أكد موسى الأحمدي أن الفراغ الذي يعيشه أطفالنا وليس فقط الأطفال بل ونسبة كبيرة من الشباب من الكبار اليوم يدفعهم إلى الألعاب الإلكترونية، فقد باتت الملجأ الوحيد لهم، خاصة مع الترويج الهائل لها، ومع غياب التواصل الأسري، فصار الطفل يقضي وقته مع لعبته بدل أن يتعلم ويكتسب الخبرات من الأهل، والأخوة الكبار، فتجده منصباً على هذا النشاط الروتيني الذي بات يجذب الجميع، فهي عملياً عبارة عن نشاط روتيني يفصل الإنسان عن عالمه الحقيقي، ويجعله يهرب من مشكلاته، ولابد من مواجهة هذه المشاكل سواء بالنسبة للكبار، أو الصغار.
وطالب الأحمدي بأن تنتبه الأسر إلى خطورة هذا الأمر، فإضافة إلى خطورة الإدمان على هذه الألعاب وأثارها الاجتماعية والنفسية في الطفل، هناك ألعاب تعتبر خطرة بذاتها، وخاصة غير المرخصة التي يتم تحميلها عبر شبكة الإنترنت، وقد تكون مضرة بالأطفال.
ومن جهته أوضح نواف المعبدي أنه وفي الوقت الحالي أصبح الطفل يقضي وقته مع لعبته بدل أن يتعلم ويكتسب الخبرات من الأهل، والأخوة الكبار، فتجده منصباً على هذا النشاط الروتيني الذي بات يجذب الجميع، فهي عملياً عبارة عن نشاط روتيني يفصل الإنسان عن عالمه الحقيقي، ويجعله يهرب من مشكلاته، ولابد من مواجهة هذه المشاكل سواء بالنسبة للكبار، أو الصغار.
وطالب المعبدي بأن تنتبه الأسر إلى خطورة هذا الأمر، فإضافة إلى خطورة الإدمان على هذه الألعاب وأثارها الاجتماعية والنفسية في الطفل، هناك ألعاب تعتبر خطرة بذاتها، وخاصة غير المرخصة التي يتم تحميلها عبر شبكة الإنترنت، وقد تكون مضرة بالأطفال.
** فوائد.. ولكن
ومن جهة أخرى أكد محمد الغامدي أن الألعاب الالكترونية طغت على الألعاب التقليدية حيث باتت ذو شهرة عالية وانتشار وساع في الفترة الأخيرة، حيث تجد أصحاب المحلات المختصة لبيع الألعاب التقليدية لا يرون الزبائن إلا كل حين وآخر، وبات اغلبهم يغلق متاجرهم خوفا من عدم استطاعتهم على توفير الإيجارات والتكلفة المخصصة للمتجر.
وأضاف الغامدي لم يعد الإقبال على هذه المحلات حيث لم أرى منذ فترة كبيرة ازدحاما يسببه متجر للألعاب أو انتشار لعبة تقليدية معينة، وبات اصحب هذه المتاجر في حيرة من أمرهم ما بين البقاء والانتظار ومحاربة الألعاب الالكترونية المسيطرة بشكل كامل أم الابتعاد والبدء في مشروع أخر لدخل حياة جديد، وختم الغامدي نعم تتميز الألعاب الالكترونية لنمو الذكاء عند أطفالنا لكنها بشكل عام خطيرة عليهم وليست كالألعاب التقليدية المعروفة التي تحاكي الواقع بشكل جميل ومبسط، لذا يجب على الآباء الحذر الشديد من الألعاب وعدم الالتفات لها وتقريب أبنائهم من الألعاب التقليدية. يذكر أن الألعاب تتم من خلال:
– الألعاب الإلكترونيّة على الهَواتف المَحمولة.
– الألعاب الإلكترونية على جهاز الكمبيوتر. الألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت.
– الألعاب الإلكترونيّة على عارضات التحكّم؛ وهو جِهاز حاسب إلكتروني يتميّز بمواصفات عالية وكفاءة بالغَة الجودة.
– أجهزة قاعات الألعاب الإلكترونيّة العمومية.