جدة ــ وكالات
على وقع الأجواء الملتهبة التي تسود صنعاء، في ظل الحشد لمهرجان ينظمه حزب المخلوع علي عبدالله صالح، اندلعت اشتباكات وعمليات تنكيل متبادل، امس الخميس، بين عناصره والمليشيات الحوثية.
حيث كشفت وسائل إعلام يمنية، عن تعرض الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لمحاولة اغتيال من قبل ميليشا الحوثيين بجوار منزله.
وقالت تلك المصادر، إن مسلحين حوثيين، كانوا يترقبون لحظة خروج صالح من منزله لتصفيته، لكن أفراد الحراسة الخاصة بالمخلوع تدخلوا في الوقت المناسب، واشتبكوا مع العناصر الحوثية في مواجهات مباشرة استمرت لحوالي ربع ساعة.واضافت المصادر أن خطة الحوثيين لتصفية صالح تضمنت أن يتم إطلاق النار على موكبه لحظة خروجه من البوابة الجنوبية لمنزله باتجاه ميدان السبعين الذي احتضن اليوم مهرجانا لأنصاره بمناسبة مرور 35 عاما على تأسيس حزب المؤتمر الوطني العام.
وفي سياق التطورات المتسارعة في صنعاء، شهدت أطراف ميدان السبعين اشتباكات بين الحوثيين وموالين للمخلوع علي عبدالله صالح.
وأكدت وسائل إعلام محلية، أن تلك الاشتباكات أسفرت عن نجاح الحوثيين في اعتقال بعض الصحفيين الموالين لصالح، فضلا عن قطعهم لبث قناة اليمن اليوم التابعة له من الميدان، ومصادرة بعض كاميرات التصوير في ميدان السبعين.
وجاءت محاولة اغتيال صالح قبل مغادرته منزله إلى ميدان السبعين الذي أصر على الحضور إليه، وألقى خطابا خلف الزجاجات المضادرة للرصاص، رغم التحذيرات والمخاوف التي أبداها بعض المقربين منه، في حين اندلعت الاشتباكات بعد نهاية خطابه مباشرة، وحاول الإعلام التابع له تصويرها على أنها مظاهر فرح تمثلت في إطلاق بعض الحشود أعيرة نارية في الهواء ابتهاجا، بينما ذكرت تقارير لاحقة أنها مواجهات مسلحة بين أنصار الحليفين.
ويتوقع مراقبون يمنيون، تصعيدًا عسكريًا بين الحوثيين والموالين لصالح خصوصًا في الأيام المقبلة مع توسع دائرة الخلاف وسيل الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.
فيما هدد المخلوع بتجنيد المزيد من عشرات الآلاف من المقاتلين الجدد بعد يومين من التصعيد مع مليشيا الحوثي
وفي الكلمة، زعم صالح تماسك حزبه ووقوفه ضد التحالف، ناصحا أتباعه بالصبر والصمود.
وفي تصعيد لحالة الاحتقان والاقتتال، تعهد المخلوع بمد الجبهات (التابعة له) بعشرات الآلاف من المقاتلين الذين قال إنها تعج بهم المدن ومدججين بالسلاح مطالباً بتوفير المؤن والرواتب لهم.
وظهر صالح مرتديا بذلة داكنة وعلى وجهه نظارة وسط رجال مسلحين يرتدون زيا عسكريا وقال إنه مستعد لملء الجبهات بآلاف المقاتلين المتأهبين لذلك.
وغادر صالح الميدان فور إلقائه كلمة وبعد قليل من دوي أعيرة كثيفة من مكان قريب قال أنصاره إنها أطلقت احتفالا بالمناسبة ونفوا أنباء عن اشتباكات مع مقاتلين حوثيين.
من جانبه انتقد الأمين لحزب صالح عارف الزوكا جماعة الحوثي، معلنًا رفضه أن يكون “مجرد ديكور” في أي شراكة، وداعيًا في الوقت نفسه إلى ضرورة تحقيق “السلام المشرف، وليس الاستسلام” لحل أزمة اليمن.
وقال الزوكا في كلمته بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، إن “حشد اليوم المليوني هو رسالة تأكيد بأن المؤتمر، بزعامة صالح، كان وسيظل وفيًا للوطن والشعب، ولن يقبل مهما كانت التحديات أن تكون وحدة اليمن وسيادته قضية للمساومة أو المزايدة أو البيع والشراء”.
وأضاف أن “حزب المؤتمر يرفض أن يكون مجرد ديكور في شراكته”، منتقدًا في الوقت ذاته “تخوين الحزب وقياداته”، ومعتبرًا أن “الحزب هو التنظيم الذي كلما تآمر عليه المتآمرون تأوي إليه قلوب اليمنيين”.
وكانت ميليشا الحوثي قد عرقلت وصول مئات من أنصار حزب “المؤتمر الشعبي العام”، إلى صنعاء للمشاركة في مهرجان حزبهم.
وقالت مصادر من داخل الحزب -فضلت عدم كشف هويتها لأسباب أمنية-، إن “حواجز أمنية تابعة للحوثيين عرقلت وصول المئات من أتباع الحزب إلى صنعاء للمشاركة في مهرجان الذكرى الـ35 لتأسيسه”.
وأضافت المصادر، أن “حاجز تفتيش تابعًا للحوثيين في محافظة ريمة، غربي البلاد، منع دخول أكثر من 100 سيارة من أنصار الحزب إلى صنعاء، وأجبر ركابها على العودة إلى منازلهم”.
وأشارت إلى أن “نقطة التفتيش الحوثية طلبت بطاقات الهوية من جميع المشاركين الذين سيدخلون صنعاء، وهو ما تم رفضه”.
وتابعت أن “النقطة الأمنية طلبت بعد ذلك، بطاقة هوية واحدة لكل سيارة، متذرعة بأن محافظة ريمة فيها الكثير من الجيش الوطني المؤيد للحكومة الشرعية.
وفي الحديدة غرب البلاد، منع الحوثيون عشرات السيارات من التوجه إلى صنعاء عند نقطة تفتيش “باب الناقة” بمديرية “باجل”، وفقا للمصادر ذاتها.
كما تعرض أنصار المؤتمر، في الخط الرابط بين محافظتي حجة وعمران، شمال غربي البلاد، لعراقيل من قبل نقاط التفتيش الحوثية.