شفق السريع
حكى لي أحد الأصدقاء أنه زار صديقاً له، و قام صديقه بأخذه في جولةٍ تفقديةٍ لـ ( منقيّة دجاجهِ ) في مزرعته الخاصة.. يقول صديقي أنه تفاجأ بأن سعر أقل دجاجةٍ لدى صديقهِ كان (1500) ريال، و أن أسعار الدجاج يرتفع إلى أكثر من (عشرة آلاف ريال) لبعض دجاجهِ..صحيح أن صديقي كان منصدماً من قيمة الدجاج بشكل كبير، إلا أنني رأيت أن الأمر منطقيٌ جداً.. فإذا كانت قيمة (الناقة) تصل إلى اكثر من (المليون) فلماذا نحسد الدجاجة على عشرة آلاف ريال؟..و إذا كان صاحب الناقة يوعز غلاء ناقته لـ (الموروث الشعبي) فكيف نستكثر على صاحب الدجاجة أن لا تكون دجاجته (موروثاً شعبياً) هي الأخرى!!مصطلح الموروث الشعبي أصبح شمّاعة أصحاب الهواية، في وقت هو بريء من الناقة والدجاجة.. فلا الدجاجة كانت موروثاً شعبياً ولا الناقة كانت كذلك .. صاحب الناقة وصاحب الدجاجة وصاحب الشاة وصاحب البقرة، جميعهم كانوا يملكونها للحاجة.. إما لحليبها أو لجلودها، مع استثناء الدجاجة التي يستفاد من بيضها فقط..جميع هذه (البهائم) زاد سعرها مع رخص قيمة (الإنسان).. فغالبية من يقتني هذه الحيوانات يُقَصِّر في مصروف أبنائه وتعليمهم مقابل الصرف الباذخ على بهائمه.. و هذا مشاهد وملاحظ بشكل كبير، و نادراً ما نجد أبناء مثل هؤلاء يحمل درجة علمية كبيرة.. أو نجده مبتعثاً للخارج، بل لا أبالغ إن قلت أن بعض أبنائهم لا يحمل شهادة الثانوية.. والسبب في ذلك يعود لأكذوبة العصر (الموروث الشعبي)..
رتويت:
طار الدجاج وطيّروه المغالين
ما عاد نقدر نشتري لو دجاجه
لـ/ سمران القثامي.