بشير الزبني
نادراً ما يكون للغة الوداع حضور في القصائد العاطفية، وتعني مفردة “الوداع”: تبادُل أشخاصٍ عبارات السَّلام في طريق الافتراق إلى وقت قد يكون طويلًا.وهذه اللغة اقترنت في مواضع قليلة من الشعر، وتعبّر عن لحظة حتمية تُمليها غصة الرحيل، وقد قيل أن هذه اللغة تُعدُّ مورداً يغترف منه ذوي القلوب المرهفة التي أنهكتها التفاصيل المؤلمة لعلهم يجدون فيه شيئاً من العزاء، ويقول الشاعر الكبير عبدالله بن عون، “من غير شوف العين مانيب طماع.. اليا حصل لو هو سلامٍ وتوديع”، والقارئ للبيت السابق يجد حجم الصدق في معانيه، ودائماً يأتي الوداع كمحاولة لتخفيف ألم الرحيل، وأكثر الغياب جُرحاً “غياب بلا وداع”، وهو ما يؤكد عليه الشاعر سعد بن علوش عندما يقول:” الغيبة اللي عقب جرح وبليّا وداع.. يمكنّها لكن الطريقة خطأ”، ويرمي الأسئلة في أحضانه الشاعر محمد مريبد في قصيدته: “وداعة الله مابقى للغلاء روح.. وش حيلتي والعشق ينزف وريدة”، ولا يعني الوداع أبدياً في نظر الشعراء فمنهم من يضع الأمل نصب عينيه للحظة الرجوع المنتظرة رغماً عن الوداع، ويستدل على هذا الأمل بقصيدة الشاعر ضيدان بن قضعان، “فمان الله سق ركبك على درب السنين العوج.. ولكن طالبك لا اقفيت عني لا تخليني”.
قبل الختام:
ياكثر مانسمع وياكثر مانشوف
ونصد كنا ماسمعنا وشفنا
خصٍ ليا جت من مساكين وضعوف
لو اهرجوا في هرجهم ما التفتنا
لـ/ أحمد محمود