ملامح صبح

وتد ..المُثقْف والقصيدة

بشير الزبني

تُعد الخلفية الثقافية للشاعر المرتكز الرئيسي لكتابة نص شعري نخبوي إن صح التعبير، فعندما يتكىء على خلفية ثقافية مُتزنة ومخزون لغوي مترامي الأطراف، فبالتأكيد سينعكس ذلك على النص بالإيجاب، ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة، سنتناول جزءاً بسيطاً منها لاحقاً، أما بالنسبة للخلفية الثقافية ضبابية المعالم لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تصنع شاعراً متصدراً يختطف ذائقة الجمهور النخبوي..ولعلنا في هذة الزاوية نسلط الضوء على استثمار الشاعر للمخزون الثقافي وتوظيف المفردة الأصيلة في موقعها الصحيح، وعلى سبيل المثال لا للحصر يقول الشاعر الكبير مساعد الرشيدي رحمه الله، في قصيدة الكنّة المشهورة “لبّى جبينه اليا ارتج الغلا كنّه .. برقٍ يصب الرفيف بكف ديمومة” وهذا البيت احتوى على مخزون لغوي أضفى مشهداً تمثيلياً تجسّد ضوئياً وحركياً أمام القارىء، وكأن “الرشيدي” يطوّع “الثقافة” لصالحه، فلو سبرنا أغوار قصائده الآخرى لو جدنا كماً هائلاً من المفردات اللغوية كـ “ارتج” وهو فعل بمعنى “تحرّك” وهذه البراعة لم تأتِ إلا من تكامل ثقافة أصيلة نهل منها الشاعر، وعلى النحو الآخر يقول الشاعر الكبير عبدالله بن زويبن رحمه الله في إحدى قصائدة “سيّلتها يوم هلْ قران حادي..مزنةٍ كبر القطاة أصغر بردها” وهذه إشارة واضحة إلى “ظاهرة فلكية” وهي “اقتران القمر بنجم الثريا” في إحدى مراحله ويدل هذا التوظيف اللغوي على براعة “ابن زويبن” في ثني مفردات اللغة المتكئة على “منهل ثقافي” مكتمل، قلّ من يشاركه ذلك المنهل من شعراء الجيل، وفي نفس السياق يقول الشاعر سلطان الهاجري في إحدى قصائده الجميلة، “راحت مراح القطا في يوم هيفيه .. ريح الندا قدمها والعج قافيها”، وهو بلا شك بيت يرمز لسرعة طائر “القطا” على وجه العموم، وتبرز أيضاً سرعته عندما يكون بحاجة للماء، وهذا إسقاط ينم عن ثقافة “الهاجري” والتي شكلت لنا عقوداً من الدرر الناصعة في الشعر.

قبل الختام
لو تدري اللي فـ المشاعر من البوح
والله لِتشكرني على اللي بقوله
مسكنك في قلبي لو تغيب وتروح

أمش وتبختر فيه عرضه وطوله تُعد الخلفية الثقافية للشاعر المرتكز الرئيسي لكتابة نص شعري نخبوي إن صح التعبير، فعندما يتكىء على خلفية ثقافية مُتزنة ومخزون لغوي مترامي الأطراف، فبالتأكيد سينعكس ذلك على النص بالإيجاب، ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة، سنتناول جزءاً بسيطاً منها لاحقاً، أما بالنسبة للخلفية الثقافية ضبابية المعالم لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تصنع شاعراً متصدراً يختطف ذائقة الجمهور النخبوي..ولعلنا في هذة الزاوية نسلط الضوء على استثمار الشاعر للمخزون الثقافي وتوظيف المفردة الأصيلة في موقعها الصحيح، وعلى سبيل المثال لا للحصر يقول الشاعر الكبير مساعد الرشيدي رحمه الله، في قصيدة الكنّة المشهورة “لبّى جبينه اليا ارتج الغلا كنّه .. برقٍ يصب الرفيف بكف ديمومة” وهذا البيت احتوى على مخزون لغوي أضفى مشهداً تمثيلياً تجسّد ضوئياً وحركياً أمام القارىء، وكأن “الرشيدي” يطوّع “الثقافة” لصالحه، فلو سبرنا أغوار قصائده الآخرى لو جدنا كماً هائلاً من المفردات اللغوية كـ “ارتج” وهو فعل بمعنى “تحرّك” وهذه البراعة لم تأتِ إلا من تكامل ثقافة أصيلة نهل منها الشاعر، وعلى النحو الآخر يقول الشاعر الكبير عبدالله بن زويبن رحمه الله في إحدى قصائدة “سيّلتها يوم هلْ قران حادي..مزنةٍ كبر القطاة أصغر بردها” وهذه إشارة واضحة إلى “ظاهرة فلكية” وهي “اقتران القمر بنجم الثريا” في إحدى مراحله ويدل هذا التوظيف اللغوي على براعة “ابن زويبن” في ثني مفردات اللغة المتكئة على “منهل ثقافي” مكتمل، قلّ من يشاركه ذلك المنهل من شعراء الجيل، وفي نفس السياق يقول الشاعر سلطان الهاجري في إحدى قصائده الجميلة، “راحت مراح القطا في يوم هيفيه .. ريح الندا قدمها والعج قافيها”، وهو بلا شك بيت يرمز لسرعة طائر “القطا” على وجه العموم، وتبرز أيضاً سرعته عندما يكون بحاجة للماء، وهذا إسقاط ينم عن ثقافة “الهاجري” والتي شكلت لنا عقوداً من الدرر الناصعة في الشعر.
قبل الختام لـ .. ناصر العميري:
لو تدري اللي فـ المشاعر من البوح
والله لِتشكرني على اللي بقوله
مسكنك في قلبي لو تغيب وتروح
أمش وتبختر فيه عرضه وطوله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *