جدة عبدالله صقر
جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية، أرخبيل من الجزر يقع بين قارة إفريقيا ومدغشقر، أطلق العرب تسمية جُزُر القمر على هذه الجزر في أوائل القرن الثاني الهجري، وأرجع البعض سبب التسمية إلى أن الرحَّالة العرب العائدة أصولهم إلى مسقط وعدن وحضرموت هبطوا على ساحل الجزر وكان القمر بدرًا، فأسمَوها جزر القمر، ويقول آخرون: إن سبب التسمية يعود إلى أن هذه الجزر تشبه القمر في شكلها.
عدد سكانها حوالي 800 ألف نسمة، 86% منهم مسلمون، و14% مسيحيون، لغتها الرسمية العربية، والفرنسية، واللغة القمرية، وهي خليط من اللغة العربية والسواحلية، عملتها الرسمية الفرنك القمري، وأهم مدنها: موروني العاصمة، وموتسامودو، وفومبوني، وأهم الأعراق في جزر القمر العرب 35%، الأفارقة 55%، وهناك أصول آسيوية من الملايو وإندونيسيا والصين والهنود، وأصول أوربية من فرنسا والبرتغال وهولندا. سكنها قديمًا شعوبٌ من العنصر الماليزي، تبعهم الآدوميون الساميون، وذلك على عهد سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام، وقدم إليها الزنوج من زنجبار في القرن الخامس الهجري، جاءها العرب في القرن السابع الميلادي حاملين إليها الدين الإسلامي، وتوافدت بعض الهجرات العربية من عمان وحضرموت واليمن إلى جزر القمر،
وكان بعض هؤلاء صيَّادين فاستقروا واستقرَّ معهم الإسلام هناك، وصبغوا تلك الجزر بالطابع العربي واندمجوا مع السكان الأصليين، وتمتع الحضارمة بنفوذ قويٍّ، وأصبحوا سلاطين الجزر، غير أن الصراعات والتنافس بين الحكام المحليين أضعف شوكتهم، فاحتلها البرتغاليون سنة (908هـ/ 1502م)، ولم يجدوا فيها قوة لكثرة السلطنات وافتراق الكلمة. وفي عام 1831م سيطر المالجاش على جزيرتَي موهيلي والمايوت، وسيطرت فرنسا على المايوت سنة 1843م وحتى سنة 1958م؛ حيث قرَّر سكان جزر القمر ضَمَّ بلادِهم لأراضي ما وراء البحار الفرنسية. وقد استقلَّت جزر القمر عام 1975م، وتحتفل بالعيد الوطني يوم السادس من يوليو، وانضمَّت إلى جامعة الدول العربية في عام 1993م.
تشير الأدلة التاريخية إلى دخول الإسلام لجزر القمر عن طريق التجار العرب والأمراء الشيرازيون المنفيون، ويمثل المسلمين 86 % من سكان جزر القمر، وهي بلد عربي إسلامي إفريقي صغير، يتكون من عدة جزر تقع في المحيط الهندي محصورة ما بين أراضي قارة إفريقيا غربًا ويابس جزيرة مدغشقر شرقًا.
وتبلغ عدد ساعات الصوم لمسلمي جزر القمر 12 ساعة ونصف، وتعتبر أقصر الدول العربية في الصيام، ولجزر القمر عادات في الاحتفال بشهر رمضان وتختص بها عن غيرها.
يخرج المسلمون في الليلة الأولى من رمضان حاملين المشاعل ويتجهون إلى السواحل، حيث ينعكس نور المشاعل على صفحة المياه، ويضربون بالطبول إعلانًا بقدوم رمضان، ويظل كذلك حتى وقت السحور.
يستعد المسلمون في جزر القمر لاستقبال شهر رمضان بدءًا من بداية شهر شعبان، حيث يعدون المساجد، و يقومون بترميمها لتظهر بطابع جديد، ومنهم من يقومون بطلائها بأجمل الألوان مع تزيينها بالمفارش، ويغيرون المصابيح القديمة بالجديدة، وينظمون الرفوف، بحيث توضع المصاحف لتكون جاهزة للذين يعمرون المساجد بالصلاة وقراءة القرآن الكريم.
حفلات الزواج
يعتاد المسلمون في جزر القمر على إقامة حفلات الزواج في شهر شعبان، ليعيش الزوجان معًا في بيتهم خلال الشهر المبارك لينالوا من بركته في بداية حياتهم الزوجية.
الإفطار
يعتبر “الثريد” من الأطعمة الرئيسية على مائدة الفطور في جزر القمر، والذي يحتل مكانة خاصة لديهم بين بقية الأطعمة، إلى جانب اللحم، والمانجو، والحمضيات، ومشروب الأناناس والفواكه الاستوائية الأخرى.
كما يتناولون وجبات خفيفة أهمها الشوربة التي يطحن فيها الأرز مع اللحم، ووجبة الموز والفرياب، وهي وجبة تشمل اللحم أو السمك مع الموز المقلي بالزيت.
السحور
يتناول مسلمو جزر القمر في سحورهم الأرز مع اللبن، أو الأرز مع السلعون، والخضراوات، إلى جانب شرب الشاي.
الإفطار في المساجد
يتحول مسلمو جزر القمر في شهر رمضان إلى أسرة واحدة على مائدة الإفطار، فيخرجون قبل موعد الإفطار يحملون أكلهم ويتجهون إلى المساجد، ويهيئون مائدة إفطار جماعي مكون من أطباق مختلفة فيتبادلون الطعام مع بعضهم، إلى جانب توزيع الطعام على الفقراء.
توقف الأعمال في العصر
ينشغل المسلمون في جزر القمر بأعمالهم اليومية في النهار، وبعد صلاة العصر تتوقف الكثير من الحركات التجارية، ويتوجه الناس إلى المساجد لحضور الحلقات الدراسية خاصة حلقات تفسير القرآن الكريم التي يقيمها الدعاة الخريجون من الجامعات الإسلامية.
العبادة
يذهب جميع المسلمون في جزر القمر فور الإعلان عن حلول أولى أيام شهر رمضان إلى المساجد، ويشعلون مصابيحها، ويعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، ويستمر ذلك خلال الشهر المبارك الذي تكثُر فيه حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم، والصدقات وأعمال الخير.