الأرشيف ملامح صبح

هدوء نسبي .. دعاء

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بالنيابة – رائدالعنزي [/COLOR][/ALIGN]

استخدام وسائل النقل العامة كالقطار و(الباص) والـ underground في أغلب عواصم ومدن العالم المتحضرة, له ثقافة وأجواء خاصة, حيث يستثمر الراكب وقته بطريقة مفيدة ومسلية تنسيه عناء الطريق وتبعد عنه الشعور بالملل..فتشاهد من حولك: قارئ, كاتب, سيدة تحيك قبعة من الصوف, موظف يراجع سجل, فتاة حالمة تضع سماعات ووكمان في أذنيها.. الخ.
تجدهم وقد ارتسمت الابتسامة وعلامات الراحة والطمأنينة على وجوههم على الرغم من أنهم ليس لديهم دعاء ركوب أوسفر خاص بهم!
نحن ولله الحمد لدينا أذكار صباحية ودعاء خروج من المنزل ودخول إليه ودعاء ركوب..
وإذا صادفنا أمرا عجيبا, هناك دعاء للتعجب.. وعندما نحزن ونشعر بهم جاثم على صدورنا نلجأ إلى دعاء الحزن والهم و دعاء الكرب.. ومع ذلك نغضب ونحزن ونتعجب لأتفه الأسباب ونتشاجر بدون أسباب!
وهذا أمر طبيعي حين تكون الأدعية مجرد كلمات تحفظ وتردد بشكل آلي دونما فهم وبمعزل عن السلوك والتطبيق!
باصات قاتلة:
الباص القديم الذي أقلَّ – إلى مثواهن الأخير- اثنى عشر طالبة جامعية يحفظن أذكار الصباح وأدعية الخروج من المنزل والسفر وأخرى جامعة نافعة.. ويقوده رجل يحفظ ما سبق من أدعية وأذكار, انتهى إلى حادث مؤسف أودى بحياتهن.. لماذا ؟!لأنه ليس هناك دعاء للباص القديم المتهالك.. وليس هناك دعاء للإطارات المهترئة وليس هناك دعاء للطرق المهملة والمناطق المنسية.. وليس هناك دعاء للسائق غير المرخص!
باص \"مناحي \" الذي يركض بجنون عبر خط البلدة.. عبارة عن باص مجنون يقوده ولد متهور بطريقة رياضية وبسرعة عجيبة تكفل له الإقلاع لو كان للباص زوائد معدنية على الجانبين.. على متن باص مناحي, من شدة التعجب تنسى دعاء التعجب ومن شدة الخوف تنسى دعاء الخوف.. أنت فقط بحاجة إلى فرصة تضعك على اليابسة!
باص المنتخب الذي أقل الكابتن سامي الجابر و رفاقه من الفندق إلى الملعب و إلى المطار بعد آخر هزيمة في نهائيات ألمانيا.. أجزم أن جميع من في الباص كانوا يحفظون الأدعية ولكنهم يفتقرون إلى التخطيط السليم والإمكانيات الفنية اللازمة.. فكان باص الموت الذي قتل طموح و آمال الجماهير السعودية.. وجعلها تتحسر
على باصات (من pass) الكابتن صالح خليفة القاتلة كباصه التاريخي الذي وضع الكابتن ماجد عبدالله وجها لوجه مع خط دفاع منتخب الكويت وأسفر عن هدف قاتل في تصفيات لوس أنجلوس .. أوالباص المحلي الذي راوغ على إثره نصف الهلاليين قاتلا طموحاتهم في نهائي 1415هـ. للدعاء فضل عظيم.. عن أبي موسى الأشعري، رضي اللَّه عنهُ، عن النبي صلّى اللُه عليْه وسلم، قال:
«مَثَلُ الذي يَذكُرُ ربَّهُ وَالذي لا يذكُرُهُ، مَثَل الحيِّ والمَيِّتِ » رواهُ البخاري.ولقبول الدعاء عند الله عز وجل.. هناك شروط, أهمها التوبة من المعاصي والعودة إلى الله ..
وعدم طلب ما لا يفعله الله كالدعاء بالتخليد إلى يوم القيامة.. كما لا يصح أن يكون الدعاء من باب التخاذل
والتكاسل و الاتكالية.. أومخرجا للتغاضي عن المهملين ومواطن الخلل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *