رهام المدخلي
مما يُشك فيه ضبابية الفهم بين معنى الثقافة والحضارة رغم تكامُلية العلاقة..عندما نريد تعريف الثقافة سنجد أن الأبعاد كثيرة وعلى مستويات عديدة منها ماهو معنوي وأظنه الأكثر ومنها ماهو مادي وأظنه الأقل..إن كانت الثقافة تهتم ببناء الإنسان فإن الحضارة تهتم ببناء المجتمع ؛ عندما نسأل عن الثقافة من السهل أن نجد إجابات مُختزلة ومُعلبة وفقًا لاعتبارات معينة أهمها الإنسان وظروف الزمان والمكان, وعندما نسأل عن الحضارة من الصعب أن نجد إجابات مُعلبة لسبب بسيط جدًا وهو ارتقاء مجموعة من عقول هؤلاء الأفراد والتي لم تكن الحضارة لولا ثقافتها وبالتالي يصعب اختزالها..قد نجد فرد مثقف لكن ليس بالضرورة أن يكون في مجتمع متحضر ، ولكن لا يمكن أن تقوم أي حضارة بدون أفراد مثقفين..ومن هنا يجدر القول أن الثقافة تبلغ أوج حيويتها عندما تنسجم وتتظافر وتتفاعل مع المجتمع وتأخذ به لزمام الحضارة وأي مجتمع لا تتسبب ثقافته في حضارته يظل متقوقع على نفسه و غارق في مشكلاته يرى أنه يسير في الركب وهو يحلم بأضغاث الحضارة.