صنعاء ــ وكالات
باتت العاصمة اليمنية صنعاء على موعد مع انتفاضة شعبية جديدة ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، اليوم “السبت” للتنديد بتدمير المليشيا للاقتصاد اليمني وانهيار الريال إلى مستويات قياسية إضافة إلى التنديد بانهيار الاقتصاد، ومن المقرر أن ينخرط موظفو الجهاز الإداري للدولة في التظاهرة للمطالبة بمرتباتهم التي ينهبها الحوثي، والتي حرموا منها وباتوا لا يقوون على مواجهة أعباء الحياة.
وستكون الانتفاضة التي دعا إليها عدد من الحقوقيين والناشطين، الصرخة الأولى في وجه المليشيا الحوثية منذ قرابة عام، وتحديداً مطلع ديسمبر حين اندلعت شرارة انتفاضة صنعاء العروبة من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام.
وخلافا للمسيرات والاحتجاجات التي تشهدها باقي المدن اليمنية للتنديد بغلاء الأسعار جراء انهيار العملة، تحظى المسيرات المرتقبة في صنعاء باهتمام واسع كونها تتم في مناطق خاضعة لمليشيا إرهابية لا تعرف سوى البطش والتنكيل بخصومها، وقامت بتحويل العاصمة إلى مجرد معتقل واسع للمناوئين لها.
وانهار الريال اليمني، إلى مستويات غير مسبوقة، حيث سجل 800 ريال أمام الدولار الواحد، بعد أن كان عند حدود 215 ريالا أمام الدولار، قبل بدء الانقلاب الحوثي على السلطة أواخر العام 2014، وهو ما جعل أسعار السلع الأساسية ترتفع إلى 3 أضعاف، وتصبح بعيدة عن متناول ملايين من أهلها.
وتعرف مليشيا الحوثي أنها السبب الرئيسي فيما آلت إليه الأوضاع داخل اليمن بشكل عام، فخلافاً لنهب الاحتياطي الأجنبي ونهب قرابة 6 ملايين دولار عقب اجتياح صنعاء، حرمت نحو مليون و200 ألف موظف من مرتباتهم للعام الثالث على التوالي، جراء استخدامها لموارد المؤسسات الاقتصادية في تمويل حروبها ودفع مرتبات لمليشيا وأنصار كانوا قبل 2014 خارج إطار السلم الوظيفي للدولة.
فيما تعيش مليشيا الحوثي مرحلة استنفار كبيرة، منذ الدعوة للتظاهر، في ميدان التحرير وسط صنعاء ومن ناشطين وحقوقيين لا إطار حزبي يجمعهم، ولا يمكن للمليشيا أن تقوم بمداهمات استباقية لمقراتهم لو أنهم حزب سياسي وبدا واضحا أن الرعب قد سيطر على الحوثيين من هرم قيادة المليشيا، بعد خروج عبدالملك الحوثي، يقدّم النصائح تارة ويتوعد المتظاهرين بأنهم “فوضويون ويحرفون البوصلة إلى الداخل” تارة أخرى، فيما تقوم قواعد المليشيا بتوجيه ذبابها الإلكتروني للاستنفار على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تخوين كل من سيخرج، السبت، ويتوعدونهم بأنهم سيواجهون بالقمع.
وحاول زعيم الانقلاب تهدئة حالة الغليان الشعبية في صنعاء تارة، والتلويح بالقوة وقمع أي تظاهرات تارة أخرى، في مشهد يدل على ارتباك المليشيا التي اتجهت إلى الصمت طيلة الأيام الماضية بعد تدهور سعر الريال وتفاقم الأوضاع المعيشية للناس.
وفي مشهد يبرهن على الأزمة التي تعيشها المليشيا، حاول زعيم الانقلاب استجداء الناس بعدم الخروج ضدهم، وقال: “إن الحل هو التعاون والابتعاد عن الكلام الفوضوي الحاقد الذي يصدر من الذين لا يحرصون على مصالح الناس”، وفقا لمزاعمه.
وفيما وصف تظاهرات الناس ضدهم بـ”الفوضى والحقد”، حاول زعيم الانقلاب تحريض السكان في المحافظات المحررة على التظاهر ضد الشرعية.
وتعيش صنعاء أزمة في مادة الغاز المنزلي منذ أكثر من شهر، وكذلك البنزين والديزل، حيث تقوم الشركات الحوثية ببيعه في السوق السوداء بمبالغ خيالية، وهو ما يجعلها بعيدة عن متناول أهلها.
فضلا عن حالة الذعر التي سببتها لهم، “ثورة الجياع” المرتقبة جعلت مليشيا الحوثي تخرج عن طورها، قامت بالإساءة لليمنيات على السواء، بشكل فج قوبل بتنديد واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوعد القيادي في المليشيا الحوثية، حسين الأملحي، في تسجيل مصور، بأنهم “سيعتدون على كل من سيخرج بالتظاهرة، سواءً أكانوا رجالاً أم نساءً”، في صورة تكشف عن الوجه القبيح للمليشيا الانقلابية المدعومة من إيران.
وقال القيادي الحوثي، إنهم “سيعتدون على النساء، وأي امرأة ستخرج للمشاركة سيتم ضربها واعتقالها”، فيما لم يكتف بذلك، بل وجّه ألفاظا نابية لمن سيشارك من النساء في التظاهرة.
واستحدثت مليشيا الحوثي، امس “الجمعة” عددا من النقاط وحواجز التفتيش داخل شوارع العاصمة صنعاء، في مشهد يكشف عن حجم الهلع التي تعيشه جراء الدعوة إلى “ثورة الجياع”.
ووفقا لمصادر محلية فقد انتشر عدد من النقاط في شارع الزبيري والصافية والتحرير، وهي الأماكن التي من المقرر أن تحتضن تظاهرة اليوم السبت، المطالبة بالمرتبات من المليشيا الحوثية.
وأشارت المصادر إلى أن عمليات تفتيش دقيقة تقوم بها نقاط الحوثيين للمركبات في شوارع صنعاء.
وبهدف إرهاب الناس وبث الذعر في نفوس المتظاهرين وثنيهم عن الخروج، نظمت المليشيا الحوثية، عرضا عسكريا في شارع هائل، وسط صنعاء، وقطعت عشرات الشوارع المؤدية إليه.
وفى سياق منفصل وصف سفير اليمن في واشنطن ومندوبه الدائم لدى الأمم المتحدة أحمد عوض بن مبارك، أسباب عدم مشاركة مليشيا الحوثي في مشاورات جنيف الأخيرة بأنها “حجج وأعذار واهية”.
وطالب سفير اليمن في واشنطن الأمم المتحدة بفضح المعرقلين الحقيقيين لجهود إحلال السلام في اليمن، مؤكدا أن حكومة بلاده تتعامل بكل مرونة وشاركت بحسن نية في جميع جولات مشاورات السلام بما فيها مشاورات جنيف الأخيرة.
كما طالب، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، المجتمع الدولي بإجبار المليشيا الانقلابية على الانصياع للقرارات الأممية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وأكد سفير اليمن في واشنطن أن الشعب قد ضاق ذرعا من انتهاكات الحوثيين ومن محاولاتهم الدؤوبة والمتكررة لإضفاء صبغة سلالية عنصرية مذهبية جديدة على المجتمع اليمني.
وعلى صعيد العمليات الميدانية نفذت مقاتلات التحالف العربي، غارات جوية على مواقع الحوثيين شرقي محافظة تعز، فيما أعلن الجيش اليمني تدمير دورية عسكرية تابعة للمليشيا بالبيضاء.
وقال مصدر عسكري بالجيش اليمني لموقع “سبتمبر نت ” التابع للجيش اليمني إن غارتين جويتين دكتا مجاميع حوثية ومواقع عسكرية في جبهة حيفان شرق تعز، بعد أن حاولت المليشيات قبل يومين التقدم في أطرافها عقب استقدام تعزيزات كبيرة.
وأضاف أن الغارات استهدفت تجمعا وموقعا بالقرب من جبال الكرب والممشاح في بلدة الأعبوس حيفان، أسفرت عن قتلى وجرحى ودمرت إحدى الدوريات العسكرية لمليشيا الحوثي.
فيما قالت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان صحفي امس “الجمعة” إن مدفعية الجيش اليمني استهدفت دورية كانت تقل تعزيزات حوثية في بلدة “ظهر البياض” بمديرية الملاجم، شرقي محافظة البيضاء وسط البلاد، ما أسفر عن مقتل عناصرها.
وذكر البيان، عن مساعد قائد محور بيحان لشؤون الإعلام المقدم عبدالوهاب بحيبح، قوله: “إن القصف أسفر عن تدمير دورية المليشيا، ومصرع العناصر الحوثية على متنها”.