عبد المنعم إبراهيم خضر
لا شك أن الأمطار من نعم الله الكبيرة على عباده , بها ينبت ويخضر الزرع , وتسمن الحيوانات الضعيفة ومن ثم يمتلئ الضرع , وفي غيابها الجفاف وموت الزرع وهلاك الناس والحيوان, ولأهميتها شرع الشارع صلاة مخصوصة لها ( صلاة الاستسقاء ) بها نتوسل ونبتهل إلى الله فيرسل السماء علينا مدرارا .
في أواخر رمضان الماضي هطلت أمطار غزيرة على بلادنا الحبيبة السودان. وكعادتنا كل عام لم يكن هناك استعداد بالصورة المثلى لمجابهة السيول , فانقطعت الطرق الرئيسية الرابطة بين المدن حيث يجد المسافر صعوبة بالغة في الوصول إلى مبتغاه .
أما العاصمة الخرطوم فحدث ولا حرج . فلا عذر لواليها الدكتور عبد الرحمن الخضر وطاقمه المعاون والجيش الجرار من المسئولين عنها في مواقعهم المختلفة في كل المحليات من معتمدين وغيرهم. لأنها العاصمة الوطنية وهو عنوان السودان وحاضرته , وبها ما يقارب من نصف سكان السودان عامة .
رغم الميزانيات المرصودة والإمكانيات الضخمة إلا أن الحال المائل ينكشف مع أول زخة مطر تهطل على عاصمتنا المكلومة , ويظل نفق (عفراء) الواقع بالقرب من (مول عفراء ) وعلى طريق المطار الرئيسي في الخرطوم , يظل هذا النفق شاهدا على عجز المسئولين , وللمرة الثانية يغرق بالماء الطافح من جوانبه كلها , ولنا أن نتخيل حجم الكارثة الإنسانية التي سيتسبب فيها إن كان هناك سيارات عابرة على خطي الذهاب والإياب فيه لا قدر الله .
مع الأزمات تكثر النكات والقفشات .. وبمناسبة ما حل بنا جراء الأمطار تحضرني نكتة يقولون فيها .. سئل أحدهم إن كانت هناك أضرار حدثت لهم من الأمطار ؟ .. فرد عليهم : ( والله أنا كنت ما في ولما رجعت لقيت بيتنا ناصية وفاتح على ميدان !!!!!!!!) .