مكة المكرمة – أحمد الأحمدي
أكد عدد من الأكاديميين والمسؤولين في مكة المكرمة أن اليوم الوطني للمملكة حدث سنوي مهم، يعيد للأذهان ذكرى مسيرة بناء عظيمة، لهذا الكيان الكبير، وفيه نتذكر جميعًا أمجاد وبطولات وتضحيات جلالة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – ورجاله المخلصين، ممن جاهدوا معه، ولاءً لقائدهم وفداءً لوطنهم، فبذلوا النفس والنفيس لجمع شتات هذا الوطن وتوحيده تحت لواء التوحيد.
وأكدوا في تصريحات لـ(البلاد) على أن المملكة وصلت ولله الحمد والمنة في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – إلى مستوى عالٍ من التطور والازدهار.
كفاءة الإنفاق:
قال الدكتور سالم باعجاجة، عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف: “أعلنت المملكة العربية السعودية منذ بداية عام 2018 ، عن تطبيق عدد من الإصلاحات الاقتصادية؛ لزيادة الإيرادات غير النفطية، منها زيادة تعرفة الكهرباء، وإدخال نظام ضريبة القيمة المضافة، وبرنامج حساب المواطن، وبرنامج التوازن المالي، ورسوم المرافقين، وقرارات التوطين، والإبلاغ عن غسيل الأموال”.
وأردف الخبير الاقتصادي قائلًا: “وقد شهدت الإيرادات غير النفطية ارتفاعًا ملحوظًا بدءًا من الربع الأول ثم الربع الثاني من هذا العام، وهو ما انعكس على تحقيق مزيد من التحسن ورفع كفاءة الإنفاق، كما تراجع العجز، مع المحافطة على مستوى الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين في أولويات الانفاق”.
إصلاح إداري:
وفي سياق متصل قال الدكتور عبد الله الزهراني، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى: “يشكل اهتمام الدولة بالإصلاح الإداري والنزاهة منعطفاً رائعاً في تثبيت دعائم الدولة بصورة دائمة، حيث إن العدل والمساواة، والحد من الهدر المالي الذي ينفق في غير مكانه، أمور من شأنها تعزيز الوضع الاقتصادي، وإشاعة مناخا اجتماعيا صحيا”.
وأضاف عضو مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي قائلا: “بفضل هذا الإصلاح الإداري، أصبح المسؤول في أي دائرة يهتم أولًا وأخيرًا بالارتقاء بالمؤسسة التي ينتمي لها، دون الاشتغال بما يدر على جيبه الخاص من أموال، ولاشك أن ذلك يشكل نقلة نوعية في الثقافة الإدارية في المملكة”.
واستطرد “الزهراني” قائلًا: “وبفضل من الله ثم بفضل تطبيق هذه الإصلاحات لوحظ – وهو ما ذكرته أيضًا التقارير الرسمية من الجهات المعنية – ظهور تحسن كبير في رفع كفاءة الإنفاق، وتراجع العجز، مع المحافظة على مستوى الخدمات الأساسية المقدمة للمواطن، ووضعها في أولوية الإنفاق”.
إصلاح اقتصادي:
وشدد “الزهراني” على أن دولة في العالم تريد التمدن تولي اهتمامًا رئيسًا بالمحور الاقتصادي، وبسياسات الخدمات المقدمة لمواطنيها. والمملكة سائرة على هذا النهج؛ لذا فإن الإصلاح الاقتصادي في تعدد موارد الدولة، وصناعة المواطن الناجح، والعامل المخلص، والتفكير في مستقبل الأجيال الحالية والقادمة، وتوفير مستوى عال لمعيشتهم، إنما هو أولوية وضعتها الدولة السعودية نصب عينيها، ومحل اهتمامها – كما يذكر – وقد عكست القرارات الإصلاحية المهمة التي أصدرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين هذا الاتجاه الجديد الذي يسخر كل الإمكانات والموارد المتاحة لما فيه مصلحة المواطن السعودي ونماء الوطن العزيز.
إصلاح سياسي:
واستطرد الزهراني قائلًا: “إن من يقرأ بعقل وروية الإصلاحات السياسية الأخيرة، يجدها قطعت شوطاُ كبيرًا وملفتاً في تكريس سمعة المملكة الإيجابية دوليًا، بوصفها أس وأساس العالم الإسلامي، وأنها تتعامل مع الدول الكبرى معاملة الدول الند للند، وأن حكومتها الرشيدة تهتم أيضًا بقضايا الأمن العالمي، والإقليمي فضلًا عن الداخلي، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن التطور الاقتصادي للمملكة يتوازى مع تطورها السياسي”.
شرف المسؤولية :
كما لم يغفل “الزهراني” المشاريع الضخمة التي تشهدها المملكة، من تعبيد طرق وإقامة منشآت، وتخطيط مشاريع استراتيجية، والبدء في بعضها، مع تجنيد الآلاف من أبناء الوطن من أجل خدمة ضيوف الرحمن، استشعاراً من المسؤولين بعظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وأن خدمة الحرمين إنما هي دين ورسالة هذه الدولة منذ تأسيسها حتى اليوم. ويعقب على ذلك قائلًا: “وذاك ورب الكعبة شرف لا يضاهيه أي شرف”.
منهج الوسطية:
كما يشير الزهراني إلى انتهاج المملكة منهج الوسطية بوصفه شعار المرحلة، بصورة تخرس أي ألسنة مغرضة، حيث يقول: “إن شعار المرحلة الآن وهو الوسطية يعد أمرًا إيجابيًا، فالوسطية مطلب شرعي، ومطلب وطني، في ظل تشابكات الحياة، وهي رسالة للعالم أجمع أن هذا الدين هو دين التعايش الجميل بين الأفراد والشعوب في كافة أرجاء المعمورة”.
الكوادر البشرية:
وفيما يخص الاهتمام بالكوادر البشرية قال “الزهراني” إن الاستثمار في البشر خير أوجه الاستثمار وأعظمها ربحية، مضيفًا: “لذلك فقد اهتمت الدولة بتقليل ما يسمى بالعطالة المقنعة بين صفوف الشبان، فكل ما في الأمر أن ينفض هؤلاء الشبان عن أنفسهم غلالة الوهم ويشمروا عن ساعدهم لكسب الرزق وبناء الوطن”.
وأردف “الزهراني” بقوله: “وإذ أن المرأة شريكة الرجل في كل أمر، لذا فإن قضاياها كانت من الأمور التي أولتها الدولة اهتمامها، وفتحت المجال لها في ظل أنظمة قانونية حازمة، وهذا الأمر يعد من المحاسن المهمة إذا ما أحسن المجتمع فهمه، بعيداً عن مزايدات المرجفين”.
بناء الإنسان:
وقال الدكتور صالح بن محمد السيف، عميد كلية التربية بجامعة أم القرى سابقًا: “إن اليوم الوطني بمثابة تذكير بمسيرة بناء عظيمة، واعتزاز بمجد الولاء للقيادة والفداء للوطن، وفي الذكرى الثامنة والثمانين لليوم الوطني فى المملكة يتذكر أبناء الوطن أمجاد الأجداد مع الملك المؤسس – رحمة الله عليه – فى ولائهم لقيادتهم وفدائهم بأرواحهم لجمع شتات هذه الأرض الغالية والعزم لحمايتها من كل طامع وحاقد”.
وأردف “السيف” قائلًا: “وهاهو اليوم الملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده الأمين محمد بن سلمان – حفظهما الله – يكملان المسيرة، بعزم وحزم، ويوليان الحرمين الشريفين مايجب من عناية وحماية وبناء، بالاعتماد على الله ثم العنصر البشري المتمثل في الكوادر السعودية”.وأضاف الأكاديمي بقوله: ” إن ما تخطط له الدولة السعودية حاليًا وفق رؤية 2030 التي وضعها سمو ولي العهد، ستكون المرحلة الأولى لنقلة حضارية جبارة سوف تشهدها المملكة.
استشعار النعم:
ويقول الدكتور سالم بن حاج الخامري، المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة: “اليوم الوطني من الأيام التاريخية الغالية في تاريخ هذه البلاد الحبيبة”.ويتابع قائلا: “ففي هذا اليوم المبارك نتذكر بحمد الله البطولات و التضحيات الكبيرة التي قدمها مؤسس هذه البلاد جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه في سبيل تأسيس هذه البلاد المباركة و توحيد شملها و قبائلها بعد أن كانت قبائل متناحرة يتفشى فيها الجهل و البدع”. ويشدد “الخامري” على أن المملكة وصلت في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين إلى أعلى مستويات التقدم والازدهار.
كما أشار “الخامري” إلى الرؤية الطموحة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 حيث يعقب عليهما بقوله: ” إهما أكبر دليل على طموح هذه البلاد نحو المزيد من التقدم و التطور وكل ما فيه رفاهية أبناء هذا الشعب وكما قال سمو ولي العهد حفظه الله “لا سقف لطموحنا إلا عنان السماء””.
مؤشر الإنجازات:
وفي سياق متصل، يقول الدكتور خالد بن عبد الله المطرفي، أستاذ نظم المعلومات والمحاسبة بجامعة أم القرى: “اليوم الوطني يوم يرفع فيه كل مواطن رأسه شموخاً وفخراً بما تحقق على أرض وطنه المعطاء، من تلك الصحراء القاحلة بنيت الأمجاد، وفي تلك الظروف القاسية تضافرت الجهود، وشيدت حضارة المملكة، بعزيمة القيادة وتكاتف الرجال بعد فضل الله عز وجل وتوفيقه”.
ويعدد “المطرفي” بعض الانجازات التي شهدتها المملكة منذ تأسيسها حيث يقول: “عندما نتحدث عن المملكة، يتحدث التخطيط والعزيمة والأرقام، يتحدث صدق القيادة وعزيمة الرجال من ميزانية 14 مليون عام 1352 هـ الى 978 مليار ريال عام 1439 هـ أي أكثر من سبعين ألف ضعف، وانتقلت من دولة هامشية على الاقتصاد العالمي إلى واحدة من أقوى عشرين اقتصاد عالمي، ومن اقتصاد يعتمد بشكل كامل على النفط في مراحل التأسيس إلى إيرادات غير نفطية تتجاوز 250 مليار ريال في عام 2018”. ويستطرد “المطرفي” قائلًا: “وامتدادا لتخطيط القيادة فإن رؤية المملكة 2030 جعلت الرياض تقفز 9 مراتب في مؤشر أكثر المراكز المالية العالمية جذباً للاستثمار، متوفقة على إسطنبول ونيودلهي”.
وعلى صعيد التنمية البشرية يقول “المطرفي”: “لقد حققت المملكة المرتبة 39 عالميًا من بين 189 دولة، متفوقة على دول مثل تركيا وماليزيا والبرازيل، بحسب تقرير الأمم المتحدة في تقريرها الإنمائي الصادر في 2018. أيضًا أشار التقرير الى معدل متوسط الأعمار في المملكة قد ارتفع إلى 75 عامًا بفضل التحسن في الخدمات الصحية وجودة الحياة. كما أشار مؤشر التنافسية العالمي إلى وصول المملكة إلى المركز 30 عالمياً من بين 137 دولة متفوقة بذلك على دول مثل اسبانيا و تركيا وإيطاليا وتحقيق ارقام عالية في مجال الصحة والتعليم وحجم السوق والبنية التحتية”.
وحدة وتوحيد:
وعلى نفس الصعيد، يقول الدكتور فواز بن علي الدهاس، مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمة، إن في تاريخ الأمم والشعوب أيام لا تنسى خالدة بخلود الزمن؛ لأنها ساهمت في تغيير مسار التاريخ، وهذا ما يصدق على اليوم الوطني “ففي عام 1351 هـ توحدت هذه البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية حيث تعانق شمالها بحنوبها وشرقها بغربها وأصبحت درة في جبين عالميها الإسلامي والعربي”.
العهد الزاهر:
ويستطرد “الدهاس” قائلًا: “والعهد الزاهر عهد الملك سلمان بن عبد العزيز ملك الحزم والعزم، إنما هو درة ناصعة في تاريخ هذه الدولة، وقد نال عن جدارة إعجاب وإكبار المراقبين في أنحاء العالم، حيث تحقق والله الحمد والمنة لهذه البلاد الكثير من الإنجازات داخلياً وخارجياً.