موسكو ــ وكالات
أعلنت الخارجية الروسية أن تنظيم “داعش” أصبح على وشك الانهيار كمشروع “دولة” تسيطر على مناطق واسعة، وأن التنظيم يتحول إلى “شبكة” تشبه “القاعدة”.
وقال مدير قسم الخارجية الروسية لشؤون التحديات والتهديدات الجديدة إيليا روغاتشوف في حديث لوكالة “إنترفاكس” الروسية، “بفضل الخطوات العسكرية الفعالة، أصبح “مشروع دولة داعش” في المرحلة الأخيرة من وجوده، والمناطق الخاضعة لسيطرته تتقلص”.
ومع ذلك أشار روغاتشوف إلى أن التنظيم الإرهابي لا يزال قادرا على البقاء، رغم أنه لا يزدهر، كما كان عليه الحال قبل سنتين، مضيفا أن “داعش” لا يزال يحصل على أموال كبيرة، بما في ذلك من الخارج.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن قضية تزويد التنظيم بالأسلحة من الخارج لا تزال مطروحة، مشيرا إلى أن إرهابيي “داعش” تمكنوا من الاستيلاء على جزء من أسلحة الجيش العراقي والأسلحة المخصصة للمعارضة السورية “المعتدلة”، إضافة إلى صنع بعض الأسلحة محليا وشراء جزء آخر في السوق السوداء.
ويرى روغاتشوف أنه “من الواضح أن كل ذلك لا يكفي لخوض المعركة في عدة جبهات على مدة ست سنوات دون الافتقار إلى الأسلحة أو الذخائر”.
كما أكد الدبلوماسي الروسي أن تنظيم “داعش” الإرهابي يتحول إلى شبكة على غرار تنظيم “القاعدة”، تنتشر في مختلف أنحاء العالم.
وقال: “يمتلك داعش أكثر فأكثر ملامح منظمة نعرفها مثل “القاعدة”، أي يتحول إلى منظمة بنظام تحكم أفقي وخلايا مستقلة في أقاليم ومناطق مختلفة”، موضحا أن تلك الخلايا “مستقلة عن بعضها البعض، وتربطها عقيدة مشتركة أكثر من أي قنوات اتصال مادية أو تدفق أموال أو أي شيء آخر”.
وأشار روغاتشوف إلى أن الإرهابيين المرتزقة الذين تدفقوا إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف “داعش” يهربون من هناك الآن ويعودون إلى أوطانهم.
فيما حذر مدير المركز القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب من أن الهزائم التي مني بها تنظيم داعش في العراق وسوريا لم تحد من التهديد العالمي الذي تشكله المجموعة المتطرفة.
وقال نيك راسموسن أمام لجنة الأمن الداخلي التابعة لمجلس الشيوخ إنه يتوقع أن يتحول تنظيم داعش بعد خسارته مواقعه على الأرض في ساحات القتال إلى حركة سرية ستستمر في شن اعتداءات حول العالم وأن يكون أيضا مصدر إلهام.
وأكد أن “لا رابط مباشرا في الواقع بين وضع تنظيم داعش في ساحة المعركة في العراق وسوريا وقدرة المجموعة على أن تكون مصدر إلهام لاعتداءات في الخارج”.
وأضاف راسموسن، الذي يدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب منذ العام 2014، أن “قدرة تنظيم داعش على الوصول عالميا بقيت في معظمها على حالها”.
وقال إن المجموعة تجند أتباعا لها حول العالم وستستمر بذلك، وهي مستعدة لشن هجمات.
وأضاف أنه عند هزيمتها بشكل نهائي على أرض المعركة، يتوقع خبراء أميركيون في مجال الإرهاب أن تعود إلى الشكل الذي كانت عليه في البداية كتنظيم القاعدة في العراق بين العامين 2004 و2008.