الباحة – واس
انطلقت فعاليات مهرجان الرمان الوطني في الباحة في نسخته السابعة ، والتي افتتحها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير المنطقة ، وذلك في مفرق بيدة بمحافظة القرى ، حيث قام بقص الشريط إيذاناً بافتتاحه ، ثم تجول سموه في معارضه التي يشارك فيها أكثر من 40 عارضاً يمثلون عددا من المزارعين بالمنطقة يعرضون فاكهة الرمان, التي تنتجها مزارع الرمان بالمنطقة المنتشرة في مركز بيدة وبني عدوان ومنحل بمحافظة القرى ، ووادي تربة زهران بمحافظة المندق, ووادي مراوة في محافظة بني حسن، وتضم نحو أكثر من 200 ألف شجرة رمان ، تنتج ما يقارب 30 طناً من الرمان سنوياً ،فيما يستهدف المهرجان بيع نحو 7000 طن خلال فترة إقامته التي تستمر 5 أيام .
كما شاهد سموه بعض المنتجات الزراعية التي تنتجها مزارع المنطقة مثل العنب واللوز والتوت ، واستمع سموه خلال الجولة إلى شرح من المزارعين عن إنتاج الرمان وطرق زراعته وأسعاره.
بعد ذلك دشن سمو أمير الباحة عبر اللوحة الالكترونية عدداً من مشروعات جمعية الرمان التعاونية بالمنطقة ، ثم تجول في مقر المبني الذي يضم تلك المشروعات ، حيث شاهد سموه محتوياته وأجنحته ، مستمعاً إلى شرح من رئيس مجلس إدارة جمعية الرمان التعاونية بالمنطقة سعيد بن بخروش عن المشروع الذي يضم مركز أعضاء الرمان ، وصالة الأدوات الزراعية التي تشمل مختلف الآلات والأدوات الزراعية الحديثة ، ومشاتل الجمعية ، وركن الجمعية السعودية للزراعة العضوية التابع لوزارة البيئة والمياه والزراعة الذي يقوم بتعريف المزارعين بآلية الزراعة العضوية ودعم المزارعين ، وقاعة التدريب التي تتسع لأكثر من 200 متدرب ، والمبني الإداري للجمعية ، وركن البريد السعودي للشحن السريع .
واستمع سموه خلال الافتتاح إلى شرح من محافظ القرى خالد بن عبدالله العبيلان عن المهرجان الذي يعرض فاكهة الرمان إلى جانب الفعاليات المصاحبة ، التي تتضمن المسابقات الثقافية والندوات والمحاضرات العلمية ، والفنون الشعبية، وركن أصدقاء الرمان الذي يختص بتعليم الأطفال على كيفية الزراعة ، وركن الأسر المنتجة الذي يشارك به 10 أسر تعرض العديد من المأكولات الشعبية والحرف اليدوية التي تشتهر بها المنطقة ، والعديد من العروض التي سيشهدها مسرح المهرجان التي تبدأ فعالياته من الساعة الخامسة عصراً وحتى الثانية عشر مساءً .
وفي الختام كرم سمو أمير منطقة الباحة رعاة المهرجان والجهة المنظمة ، فيما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من محافظ القرى خالد العبيلان ومن رئيس جمعية الرمان التعاونية سعيد بن بخروش ، كما سجل سموه كلمة في سجل الزيارات أعرب فيها عن سعادته بما شاهده في المهرجان .
ونوه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود في تصريح صحفي عقب الافتتاح بما شاهده من تنظيم لمهرجان الرمان في نسخته الحالية ، مقدماً سموه شكره للقائمين على المهرجان وما قاموا به من جهود في سبيل تطويره حسب التوجيهات الصادرة لهم .
وأكد سموه بأنه يتطلع إلى أن يشهد المهرجان المزيد من التطور في الأعوام المقبلة ، بما يحقق المزيد من الإنتاج ويعود بالمردود الاقتصادي المثمر على سكان الباحة ، مشيراً سموه بأن هناك دراسات لتصدير الرمان محلياً وخارجياً ، ولتنظيم بعض المهرجانات الأخرى المماثلة لبعض المنتجات الزراعية التي تشتهر بها المنطقة .
بعدها شارك سموه في فلكلور العرض الشعبية التي قدمته فرقة الفنون الشعبية في محافظة القرى.
حضر الافتتاح مدير شرطة المنطقة اللواء علي بن محمد آل هادي, ومدير مكتب سموه أحمد بن صالح السياري ، وعدد من المسؤولين بالمنطقة والمهتمين بزراعة الرمان .
** 1000 مزرعة
تشتهر منطقة الباحة بالعديد من المنتجات الزراعية منها العنب والرمان الخوخ والمشمش إلى جانب أنواع الحبوب كاللقمح والذرة والخوخ ،الأمر الذي يعكس الهوية الزراعية للمنطقة.
وتعد فاكهة الرمان من أبرز وأكثر تلك الفواكه انتشاراً في المنطقة التي تفوق عدد مزارعها 1000 مزرعة حسب الإحصائية التقريبية لجمعية الرمان التعاونية بمنطقة الباحة ، حيث تنتشر المزارع في عدد من محافظات ومراكز المنطقة ، وفي أودية تاريخية من أشهرها وادي بيدة ووادي تربة زهران ووادي مراوة ، وبني حرير وبني عدوان ، بالإضافة لعدد من المراكز الأخرى مثل معشوقة و برحرح وبني كبير وغيرها.
وتنتج تلك المزارع التي تحوي ما يقارب 200 ألف شجرة رمان ،نحو 30 ألف طن من الرمان سنوياً ، تباع عن طريق نقاط البيع المختلفة في داخل المملكة وخارجها في الوطن العربي ، حيث تتراوح أسعار صناديق الرمان التي تختلف باختلاف حجم وجودة المنتج مابين 50 ريالا إلى 400 ريال للعبوات مابين 7 كيلو جرامات و 15 كيلو جراماً وتزيد وتنقص حسب العرض والطلب ما بين بداية ونهاية موسم جمع المحصول.
زراعة الرمان في الباحة من الزراعات القديمة بها وترجع إلى مئات السنين ومن أقدم مصادر الرزق بالمنطقة ، فعلاقة المزارع بشجرة الرمان أشبه برحلة عمر إذ تبدأ معه منذ الصغر حتى المشيب ، ولا تتوقف قصص الآباء والأجداد عند الحديث عن الماضي لتشرح كيف كانت طرق الري والحرث بالثيران ونقل المحاصيل عن طريق الإبل للأسواق المجاورة قبل أن تتطور أساليب الزراعة والنقل بأحدث الطرق ، والتسويق بالوسائل الحديثة من أهمها المتاجر الإلكترونية التي أصبحت تستهوي أبناء الوطن من الشباب بعد أن وجدوا فيها مصدر دخل وتسويق متميز ، لتواكب بذلك التطور الذي تشهده البلاد في شتى المجالات .