استعاد مهرجان الساحل الشرقي في نسخته السادسة الذي ينظمه مجلس التنمية السياحية ، وتقام فعالياته حالياً بمنتزه الملك عبدالله البحري بالواجهة البحرية بكورنيش الدمام ويستمر لمدة 10 أيام .
تفاصيل الأنغام والألحان البحرية التي كان ( النهام ) يطلقها من على سطح السفينة تحت ظلال الأشرعة وكانت الآمال تكبر عند البحارة وهم ينصتون إلى صوته الشجي عندما يردد المواويل الشعبية التي تهزهم عند سماعهم لهذا النغم وهو ينساب في لحن عذب يحرك شجونهم ويمدهم بالطاقة والحيوية.
كما أن للغناء البحري جذور تاريخية عريقة فالإنسان في منطقة الخليج استطاع من خلال العديد من الفنون الشعبية البحرية أن يعبر عن ذاته وهمومه.
حيث استفاد من محيطه البحري واستخدم كل ما يجده أمامه في تعبيراته الموسيقية، وتعد أغاني ( النهمة) من أهم أنواع الغناء الشعبي البحري المعروفة منذ القدم في منطقة الخليج العربي التي لاتزال لها حضور مميز في قائمة الفنون الشعبية.
” الداخل مفقود.. والخارج مولود ” بهذه الكلمات بدء النهام صالح العبيد حديثه وهو يروي لنا كيف كانت حياة البحارة قبل 80 عاماً، حيث الحكايات الطويلة التي جمعت البحر مع محبيه ومع الباحثين عن لقمة العيش في أعماقه .
ويقول ” النهام ” العبيد يستخدم البحارة قديماً، الشعر والفن للتعبير عن شقائهم ومعاناتهم مع البحر، وكان الشعراء يتنالون حياة البحارة في قصائدهم.
لينشدها بعد ذلك “النهَام” في الرحلات البحرية الطويلة أو ما يعرف بـ (الغوص العود) ، أي الكبير ويستمر لمدة 4 أشهر و10 أيام، حيث يستخدم النهام مايعرف بفن ” الزهيريات”.
مبيناً أن أصعب المواقف في هذه الرحلة السنوية هي لحظة الوداع، حيث يشدو ” النهام ” بكلمات شهيرة على اللحن الزهيري.
واستطرد العبيد، الزهيريات أيضاً تستخدم في النهمة لحث البحارة على العمل ولها تأثير كبير عليهم، فتراهم ينجزون اعمالهم الشاقة بهمة ونشاط غير مبالين بالتعب وعناء البحر.
لاسيما اذا كان النهام ذا صوت جميل، مشيراً إلى أن أسعد لحظات البحارة هي لحظة العودة من رحلة الصيد.
حيث تقام احتفالية للقاء الغائبين على طول شواطئ الخليج يشارك فيها النساء والأطفال فرحين بعودة سفن الغوص بعد غياب طويل.
حين يعود البحارة على سفنهم متوجين بأكاليل الغار بسحنات متبدلة وأصابع مقشرة وعيون تلتمع كاللآلئ التي جنوها في رحلة الأعماق الموحشة.