يكتبها : صالح الشملاني
عندما نتحدث عن الساحة الشعبية المختطفة حالياً فإنك تصاب بالغثيان وحموضة القلق اصبحت اشبه بالأضحوكة جعلت الشاعر يهاجر لكرة القدم ينزح لأي منفى بعيد كل البعد عن السيد الشعر ،، رغم وجود الشعر الحديث الحقيقي وبعض من الشعراء المبدعين القله طبعاً ..
الآ انها تبقى ساحة ماديه همها اولاً واخيراً الكسب المالي والشهره ،، ساحه يتصدر المشهد بها المرتزقة والمنتفعين والمتسلقين واعداء الشعر، ساحة تحول بها الشاعر الى راقص( كيكي ) !! ومفجر العاب نارية ودرباوي ومسوق مطاعم وعطورات ،
لذلك هجرها كل مبدع حقيقي وانزوی وهاجر كنجمة تلوح وتختفي بعيدا ،، وعندما نتحدث عن الشعر من الصعب وصفه جداً اولاً انا لا اعلم والله ماهو الشعر في هذا الزمن والجيل !! بالرغم من أنني أعي جيداً انه انزل على ( حواء ) ولم ينزل على شيخ قوم ومجلس بلدي ولا قصور الأفراح ومزاين الأبل !! ،،
ومن هنا انقلبت حاله الى الأسوأ بعد تقسيمات وانتكاسات الأعلام والبرامج له انصاب بالأعاقة الفكرية وتحول من شعر الى ( سعر ) جعل ( الساعر السعودي ) فلان نجماً والضوء الخاطف وثرياً !! ومقرب من الوجهاء ، والساعر فلان ملك البرنامج الفلاني والسناب والأنستقرام … الخ ووضع المستشعر فلان مستشارا له وهو متخلف اصلا ولم يمسك كتابا في حياته ولايعرف الف باء الأدب والذوق العام ، فضلا عن معرفته للشعر الحقيقي ،،
وبعد كل هذا الخذلان من الساحه والشعر والذائقة كان الكثير يراهن انه عصر ذهبي للشعر والأدب بشكل عام ،، ولكن انا لا اجد سواء بيت لـ نزار قباني في قصيدته الدمشقية الشهيره يمثل حال السيد الشعر حالياً:
( والشعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ ) !!
اخيراً اصحاب الفضل والخير والقنوات كذلك .. لايعلمون انهُ هناك شعراء معدومين مستبعدين هم الأكثر وجعاً وصدقاً يمتلكون شعراً نخبوي عظيم مدهش حالهم لاتسر الصديق ولا لمبات الشوارع هرموا كثيراً وهم يلهثون خلف قسوة حياتهم السحيقة وهاجرو مابين مطرقة نآي الوجع وصفيح الحاجة وسندان الظروف القاسيه ، يتنفسون الصعداء ،، بحثأ عن قطعة رغيف ولقمةً سائغه تُسكِت صراخ بطون اطفالهم. !!