كتبت : أماني ماهر
تستعد الهيئة العامة للسياحة والآثار بالقصيم بالتعاون مع بلدية قصيباء لتطوير مسار التاريخي أسفل الجبال، والذي يقع في أعلاه أطلال قصر عنترة بن شداد المسماة بالعنتريات، ويمر بثماني حارات قديمة مترابطة في بعضها البعض بأبراج مراقبة, وتم وضع خطة عمل لتأهيل البلدة القديمة في قصيباء والتي تعد من أكبر المتاحف الطبيعية المفتوحة, من خلال جولة قام بها عدد من المسئولين.
واطلع فريق العمل على نقطة البداية في \"تلعة\" العنتريات التي تضم بقايا قصر عنترة المعلق في أعلى الجبل، إضافةً لبرج مراقبة يقع بالقرب من القصر مبني من الحجر، فيما شاهد الفريق ثلاث بلدات تراثية تقع بالقرب من القصر تحوي كامل عناصر الحماية والحياة في السابق، من سور للحماية وبرج مراقبة يقابله آخر على قمة الجبل، بجانب حقول النخيل المحيطة بالبلدة.
وقام فريق العمل أيضاً بزيارة ثلاث مزارع يمتلكها مواطنون تم تجهيز بعضها، حيث تحتوي على تربية حيوانات ونخيل ومزروعات متنوعة، واستمع الفريق لشرح مفصل عن مشروع تربية الطيور في أحد الحقول الصغيرة بالقصيباء، والطريقة الممكنة لتحويل الحقل إلى مشروع سياحة زراعية فريد من نوعه.
وتعمل هيئة السياحة مع الشركاء في البلدية على تحويل قصيباء إلى موقع هام على خارطة المواقع التاريخية والتراثية على مستوى المملكة, بالإضافة إلى جهود المجتمع المحلي وتبني مبادرات تصب في هذا الاتجاه، حيث إنه من المهم توفير مواقع يذهب لها الزائر لقضاء يوم متكامل وسط حقول النخيل، ومعايشة تجربة زراعية مختلفة بالقرب من مواقع تاريخية وتراثية، وتوفير خيارات متعددة للاستمتاع في هذا المكان.
وتحتوي قصيباء على قصور طينية بنيت بطرق هندسية تراعي الوضع في السابق، حيث تكفل الحماية الأمنية للماء والتمر الذي تشتهر به المنطقة، وكانت فيما مضى أحد ممرات الحج الشهيرة في الجزيرة العربية، ومحطة من محطات تجار \"العقيلات\" الذين ينطلقون من مدينة بريدة باتجاه العراق وبلاد الشام، ويشير الباحثون إلى وجود حياة في المنطقة منذ أمد بعيد، وتحتوي بعض المواقع على غابات الأشجار المتحجرة وفقاً لما ذكره الباحث الدكتور عبد العزيز بن لعبون أستاذ الجيولوجيا في جامعة الملك سعود الذي نوّه إلى أهمية قصيباء في هذا الجانب.