عرفت الشيخ صالح محمد التويجري رحمه الله في اوائل عام 1401هـ وتنامت علاقتي معه حتى وفاته اذ كان رجلا غير عادي صاحب علاقات واسعة مع كبار المسؤولين في الدولة بل كان يجد تقديراً لدى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله عند ذهابه للقصر الملكي سواء في مكة او جدة وغيرها.. كان تلك الفترة رئيسا لهيئة التمييز بالمنطقة الغربية ويعد من العلماء اذ كان الشيخ عبدالعزيز بن باز يحيل له كثيرا من قضايا الطلاق التي تعرض عليه عند وجوده في الرياض واصحابها من مكة لثقته فيه.. كان الشيخ نعم الرجل. اختصني لسنوات بأهم الاخبار في مجال مشروعات الحرم المكي وغيرها وكنت انشرها في صحيفتي الندوة والرياض اخباراً رئيسية واكثرها لا اذكر فيها المصدر ومن ذلك انفراد “الرياض” بنشر خبر امر الملك فهد رحمه الله بشق نفق “السوق الصغير” واول صور لبلاط سطح الحرم. وفي احد الاعوام اتصل بي الشيخ وحضرت الى داره في حي “الششة” والتي كانت مفتوحة طوال ساعات اليوم لاستقبال اصحاب الحاجات الى جانب شقته في جياد امام الحرم طوال شهر رمضان وعرفت فيه زيارة معالي مدير الامن العام الفريق اول عبدالله آل الشيخ للمسجد الحرام لتفقد بدرومات “المسجد الحرام” وكانت الزيارة خاصة لم يحضرها الا الفريق عبدالله رحمه الله ومسؤول من شؤون الحرمين وعدد من رجال الامن ورافقت الشيخ ونشرت خبراً في اليوم الثاني في صحيفة الرياض.
شكوى الوزير
وفوجئت بعد اقل من شهر بوجود شكوى لدى وزير الاعلام ليس من الامن العام ولكن من احد المسؤولين في شؤون الحرمين ولم يكن الرئيس رحمه الله يعلم عن اسباب نشر الخبر الخاص بالجولة.. ونقلت الامر للشيخ فاتصل فورا بالهاتف بوزير الاعلام تلك الفترة الاستاذ على الشاعر وسمعته ينقل له استياءه من الشكوى لعدم وجود سبب لها.. وانتهى الامر في حينه. ثم بعد سنوات علمت ان السبب لم يكن نشر خبر الجولة بقدر ما كانت لسبب آخر وايضا لا يستحق تقديم شكوى للوزير.. رحم الله الشيخ صالح التويجري.الذي عاش مع الناس وكان صاحب راي سديد ومواقف كبيرة.