جدة ــ وكالات
يوم بعد آخر، يُمنى تنظيم الحمدين الحاكم في دويلة قطر، بهزائم نكراء وضربات متتالية تفسد مخططاته لزعزعة استقرار الدول، وتضيع الأموال التي نهبها من الشعب القطري لإنفاقها على التنظيمات الإرهابية، والمليشيات المدعومة من إيران، دون طائل.
فلم يكد النظام القطري يستفيق من ضربة اقتراب تحرير مدينة الحديدة التي تعد بداية النهاية لمليشيا الحوثي الانقلابية باليمن، حتى تلقى ضربة القضاء على مليشياته في درنة وتحريرها من دنس الإرهابيين الذي يدعمهم، حتى جاءته الضربة الثالثة بسيطرة كاملة للجيش الليبي على منطقة الهلال النفطي.
هزيمة نكراء تلقاها تنظيم الحمدين القطري، بعد أن تمكنت قوات الشرعية بدعم من التحالف العربي، من السيطرة على أجزاء كبيرة من مدينة الحديدة ومطارها الدولي، ودحر مليشيا الحوثي المدعومة من إيران وقطر.
وكانت قطر لم تكتف بتقديم الدعم المالي للمليشيا الإرهابية، بل سعت إلى تحريض مجموعات خارجية لصالح مليشيا إيران في اليمن، وذلك من خلال نشر الافتراءات عن أوضاع إنسانية معينة، وذلك أملا في أن يعرقل ذلك تطبيق القرارات الدولية الداعية إلى تثبيت الشرعية ودحر الانقلابيين.
ووصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، الموقف القطري بأنه أصبح “مرآة” لنظيره الإيراني، وأن قناة الجزيرة القطرية أصبحت مثل قناة المنار التابعة لمليشيا حزب الله الإرهابية، وقناة العالم التابعة لملالي إيران. وأضاف في تغريدات نشرها عبر حسابه على موقع “تويتر” أن “الحابل اختلط بالنابل بعد تحرير مطار الحديدة، فأصبح موقف قطر مرآة لعدوان الحوثي وإيران”، موضحا أن “انتهازية فلول الإخوان غدت فاضحة، إن الجزيرة أصبحت كالمنار والعالم، لا تميزها إلا من شعارها”.
وأشار قرقاش إلى أن “هذا الموقف لا يعبر عن قناعات المواطن القطري”.
وأكد قرقاش أن تحرير مدينة الحديدة اليمنية هو بداية النهاية للحرب، موضحا أن “3% من اليمنيين لا يمكنهم التحكم في مصير الأمة”.
وكان المطار أبرز تحصينات الانقلابيين عن مركز مدينة الحديدة، وبسقوطه بات الميناء الاستراتيجي الهدف القادم للقوات المشتركة المسنودة من التحالف
وبتحرير المطار فقدت المليشيا الحوثية أجزاء كبيرة من تحصيناتها العسكرية، التي كانت تعول عليها لتأخير المعارك لأطول فترة ممكنة، مع استثمار الجانب الإنساني وهو ما فشلت به مقدما.
الضربة الثانية التي تلقاها تنظيم الحمدين جاءته من درنة، مع إحكام الجيش الليبي قبضته على المدينة وتحريرها من الإرهابيين تباعا، بداية من تحرير ميناء درنة ومناطق شيحا الشرقية والغربية والقلعة، وغيرها من المناطق الاستراتيجية بالمدينة، وتمكنه من تحرير المدينة من الإرهاب.
وأسفرت المعركة التي أطلقها الجيش الليبي عن إسقاط زيف الجماعات الإرهابية ومموليها القطريين.
واستقبل أهالي درنة قوات الجيش الوطني بالترحاب والهتافات المؤيدة، والعبارات المرحبة على الجدران بقائد الجيش خليفة حفتر والحكومة الليبية المؤقتة.
الإرهابيون حوّلوا منازل وحدائق وملاعب درنة لخدمة أغراضهم، فأصبحت منازل المدنيين وحدائقهم مخازن للذخيرة، أو محاكم للنيل من معارضيهم من الأهالي.
وأمام عجز الإرهابيين وتساقطهم أمام تقدم الجيش، لجأوا إلى زرع الألغام والمفخخات في محاولة بائسة لعرقلة قوات الجيش، وهو الأمر الذي تنبهت له القوات المسلحة، مستفيدة من خبرة عملية تحرير بنغازي.
وكان المتحدث باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري، أكد أن معارك درنة تؤكد أن الإخوان والقاعدة وداعش تحالفوا ضد الجيش الليبي بدعم من قطر.
الأمر ذاته أكدته الحكومة المؤقتة الليبية في حوار المتحدث باسمها، حاتم العريبي، حيث قال: “إن قطر تدعم الجماعات المتطرفة في ليبيا، وذلك بشهادة الدول العربية والمجتمع الدولي بأسره”.
وأيد عثور القوات الليبية على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر القطرية داخل منزل الإرهابي عطية الشاعري، زعيم تنظيم ما يسمي “مجلس شورى درنة” بمنطقة شيحا في ميدان المعارك التي يخوضها الجيش ضد الجماعات الإرهابية في مدينة درنة شمال شرقي البلاد، ما قاله المسماري.
هذه الأسلحة التي أكدت مصادر، أنها مختومة بشعار الجيش القطري، عُثر عليها في منزل القيادي الإرهابي مشابهة بتلك التي عثر عليها الجيش عند تحرير مدينة بنغازي.
كما أكد قائد غرفة عمليات “عمر المختار” اللواء سالم الرفادي في تصريحات سابقة، أن قطر تدعم الإرهابيين في ليبيا منذ وقت طويل، موضحا أن الجيش رصد عمليات إمداد بالأسلحة تأتي للإرهابيين من غرب البلاد.
واستمرارا للهزائم التي تسحق تنظيم الحمدين الإرهابي، أعلن العميد مفتاح المقريف، آمر حرس المنشآت النفطية، أن قوات الجيش الوطني الليبي حررت منطقة الهلال النفطي بالكامل من قبضة مليشيا الإرهابي إبراهيم الجضران، المسؤول الأول عن الهجمات التخريبية في منطقة الهلال النفطي الذي ينتج نحو ٦٠% من صادرات ليبيا النفطية، والجماعات الإرهابية الداعمة له، وذلك للتأثير بالسلب على اقتصاد البلاد.
وأضاف المقريف، أن سلاح الجو الليبي يقوم بملاحقة الإرهابيين الفارين من منطقة الهلال النفطي بالكامل، موضحا أن جميع الموانئ والحقول النفطية باتت الآن في قبضة قوات الجيش الليبي.
وهذه ليست هي المرة الأولى التي يتناول فيها مسؤولون ليبيون الدور التخريبي لقطر في بلادهم؛ فقد كشف الجيش الليبي في أكثر من مناسبة عن كيفية دعم الدوحة الجماعات الإرهابية بالسلاح، كاشفا عن كمية ونوعية ذلك السلاح، فضلا عن الدعم المالي والإعلامي.
ووصف أحمد جمعة، الباحث في الشأن الليبي، عملية الجيش الليبي في درنة والهلال النفطي ضد الجماعات الإرهابية بأنها “لطمة” علي وجه مشاريع الإرهاب الممول في ليبيا إقليميا ودوليا وفي مقدمتهم قطر
وأضاف جمعة: إن قطر تسعي ومنذ سنوات لإحباط أي فكرة لتشكيل جيش وطني قوي قادر على حماية ثروات الليبيين وقرارتهم ضد المليشيات المسلحة”.