الدمام – حمود الزهراني
نظمت غرفة الشرقية بالتعاون مع كلية إنسياد لإدارة الأعمال ، مُلتقى الحوكمة في الشركات العائلية. وخلُص الملتقى إلى ضرورة الأخذ بالحوكمة كمنهج مُتَّبع في الشركات العائلية، وذلك بالتوازي مع الأخذ بها داخل العائلة ذاتها، وأن نمو واستمرارية الأعمال العائلية يأتي عبر تغيير الثقافة بين الأجيال الناشئة داخل العائلة نحو قبول و احترام آراء الآخرين.
وأكد المتحدثون أهمية وجود الأعضاء المستقلين داخل مجلس الإدارة ، وأن يكون العضو المستقل جالبًا معه قيمة علمية مضافة يمكن أن تُثري الشركة بالأفكار الإبداعية ، داعين إلى ضرورة تقليص ملكية العائلة في الشركة إلى 35% من الأسهم. ولفتوا إلى أن انهيار الشركات العائلية يأتي في جزء منه إلى إهمال الجوانب الاستراتيجية ،
مشيرين إلى إلى أهمية وجود خطط استراتيجية قابلة للتنفيذ بشكل صحيح وتحت إشراف مجلس الإدارة. ودعت الجلسة الأولى للملتقى التي حملت عنوان “الحوكمة وتفعيل دور مجلس الإدارة” إلى تفعيل دور مجلس الإدارة في الشركات العائلية، دون الاكتفاء بكونه مالكًا للشركة ، وذلك من خلال تفعيل العلاقة مع الجهاز التنفيذي، ووضع الرؤية والرسالة، ووضع المعايير الخاصة بالنجاح،
ومساعدة الجهاز التنفيذي على تحقيقها.
وتحدث خلال هذه الجلسة، رئيس مبادرة كلية إنسياد العالمية للحوكمة البروفيسور، لودو فان دير هايدن، الذي استعرض معنى الحوكمة ، مستشهداً ببعض الأمثلة على ذلك. وأكد هايدن، أهمية تحديد الهدف، وتحديد معايير النجاح ، والتعاون مع الجهاز التنفيذي لتحقيق تلك المعايير ، مشيراً إلى ضرورة تحديد الرؤية والرسالة، وأن الشركات العائلية يجب أن تكون قد صيغت حسب معطيات وتحديات السوق ،
والنظر إلى المستقبل. وأكد هايدن بأن الحوكمة تبدأ من مجلس الإدارة ، والغرض من ذلك هو الالتزام بالقوانين ، مشيرًا إلى أن الحوكمة هي لوضع الخطط والأفكار لتنفيذها على المدى الطويل.
من جانبه استعرض المدير المُقيم لدى مبادرة إنسياد للحوكمة ، فرانك دانجيرد، بعض قصص الشركات الناجحة، التي تمت بعضها بمبادرات وقرارات مجالس إداراتها، مؤكدًا أنه على أعضاء المجلس المحاولة للحفاظ على الشركة ، وإبعاد العناصر السيئة في المجالس التنفيذية، وإدارة الشركة بالتعددية والعمل بروح الفريق الواحد وأن يكون كل عنصرٍ جاهزاً لخدمة الشركة ، وأن تتحول القرارات إلى منتجات. وشدد على ضرورة أن تكون العلاقة بين مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية إيجابية وبها شيء من التقاطع ،
وإتاحة المجال للمحاسبة والتقييم، وعلى المجالس وضع استراتيجيات لشركاتهم، وذلك لحمايتها من التعثر، وأن تكون لديه القدرة على تقييم المخاطر. ورأى دانجيراد ضرورة تقليص ملكية العائلة في الشركة إلى 35% من الأسهم، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة أن يكون المدير مستقلاً عن العائلة.
من جانبه أوضح عصام المهيدب، أن الشركات العائلية بدأت بدون مجلس إدارة ، حيث بدأت من فكرة تجارية، ومع التوسع أصبح من المهم لديها وضع إطار، فأصبحت الحوكمة ضرورة، مشيرًا إلى أن بعض مجالس الإدارات في العالم تجتمع 12 مرة في السنة.