بغداد ـ وكالات
شكل الزعيم العراقي مقتدى الصدر مفاجأة الانتخابات النيابية في العراق، بتصدر تحالفه نتائج الاقتراع الاول في البلاد منذ القضاء على “داعش”. فقبل نحو ثلاثة أشهر من الانتخابات النيابية العراقية، قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي “لن نسمح لليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق”، في إشارة إلى رجل الدين البارز مقتدى الصدر.
والصدر هو أحد أبرز القيادات الدينية الشيعية شعبية في العراق، ويتزعم تحالفا يضم بجانب أحزاب شيعية أخرى شيوعية في خطوة جريئة وغير مسبوقة في البلاد.
ونجح التحالف الذي أطلق عليه “سائرون نحو الإصلاح” في الفوز في الانتخابات النيابية التي جرت السبت الماضي في مفاجئة أخرى أربكت الحسابات السياسية على الساحة العراقية.
ويستمد الصدر قدرا كبيرا من سطوته من عائلته، فوالده محمد صادق الصدر قُتل عام 1999 لمعارضته نظام الرئيس الراحل صدام حسين الذي قتل ابن عم والده محمد باقر الصدر عام 1980.
ويقدم الصدر نفسه على أنه وطني عراقي ويحظى بشعبية كبيرة بين الشبان والفقراء والمعدمين لكنه تعرض للتهميش من قبل شخصيات نافذة مدعومة من إيران.
وعلى خلاف الزعماء السياسيين على الساحة العراقية، يعد الصدر خصما للنفوذ إيران، وقاد الصدر مظاهرات حاشدة ضد القوات الأمريكية في العراق، ونأى بنفسه عن طهران.
ولن يكون بوسع الصدر تولي منصب رئيس الوزراء لأنه لم يخض الانتخابات رغم أن فوز تحالفه يضعه في موقع يسمح له باختيار شخص لهذا المنصب.
وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، إن التكتل الانتخابي للتيار الصدري يتجه لتصدر سباق الانتخابات البرلمانية بعد فرز 91 في المئة من الأصوات في 16 من 18 محافظة عراقية.
ومثل فوز الصدر في الانتخابات عقبة في طريق أطماع إيران في السيطرة على الساحة العراقية في بغداد، فالرجل الذي دعا في وقت سابق إلى تفكيك مليشيا الحشد الشعبي، الموالية لطهران، ألحق هزيمة بتحالفها الانتخابي، كما تذكر له طهران دعوته رئيس النظام السوري، بشار الأسد إلى “اتخاذ قرار تاريخي بطولي” بالتنحي عن السلطة، ليجنب بلاده المزيد من سفك الدماء.
وظهر مقتدى الصدر مع الغزو الأمريكي للعراق في 2003 حيث كان ظهوره الأول كرجل يحظى بدعم قوي في الضواحي الفقيرة في بغداد
وكان الحضور السياسي الأول للصدر في عام 2005 حينما ترشح أنصاره كجزء من الائتلاف العراقي الموحد التي ضمت حينها عدة جماعات سياسية
وأجبر الصدر على حل جيش المهدي في 2008 بعد أن قاد نوري المالكي رئيس الوزراء حينها حملة عسكرية ضده في البصرة، انتهت بهزيمة الصدر وإصدار السلطات مذكرة توقيف بحقه.
وعقب اجتياح “داعش” مساحات واسعة في العراق أعاد الصدر تأسيس جناحه العسكري تحت اسم “سرايا الإسلام” لمحاربة التنظيم الإرهابي، وتعهد بدعم رئيس الوزراء حيدر العبادي، قبل أن يقرر خوض الانتخابات بتحالف مع الأحزاب الشيوعية لإسقاط أتباع إيران.
ومستبعدا قائمتي مليشيا الحشد الشعبي ونوري المالكي، وضع الصدر خطوط التحالفات المقبلة في العراق.
وأبدى الصدر انفتاحه على القوى السياسية العراقية كافة، مستبعدا الأذرع الإيرانية فقط، قائلا في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر تحمل إسقاطات على أسماء القوائم: “إننا (سائرون) بـ(حكمة) و(وطنية) لتكون (إرادة) شعبنا مطلبنا ونبني (جيلا جديدا) ولنشهد (تغييرا) نحو الإصلاح”.
كما أشار الصدر في تغريدته إلى تجمع إرادة الانتخابي بزعامة حنان الفتلاوي أحد الوجوه المقربة إلى المالكي سابقا، فيما عده مراقبون قطعا للطريق أمام المالكي من أجل إحياء تحالفات قديمة يستند إليها لتخفيف وطأة هزيمته في الانتخابات التي أجريت السبت الماضي.
كما حملت تغريدة الصدر إشارة إلى الحزب الكردي المعارض الناشئ جديدا المعروف بحراك الجيل الجديد بزعامة شاسوار عبد الواحد.