دولية

مغانم بلا حرب .. تمدد لوكلاء إيران في كركوك

جدة ــ البلاد

بعد سيطرة القوات العراقية على محافظة كركوك مدعومة بمليشيا الحشد الشعبي ، بدأت ملامح مستقبل المدينة تتضح ، سيما بعد أنباء عن افتتاح الحرس الثوري الإيراني مقرات بغطاء من الحشد.

وبعد يوم من انتهاء المعارك الخاطفة هرعت مليشيات الحشد الشعبي إلى داخل المدينة، وسط مخاوف لدى المواطنين ،الذين لم يألفوا وجود تلك رايات تلك القوات.

موطئ قدم للحرس الثوري :
وتشير وسائل إعلام كردية إلى أن الحرس الثوري الإيراني افتتح عددًا من المقرات داخل كركوك، تحت غطاء ميليشيات الحشد، حيث ارتدى أفراد الحرس زي الحشد ،واحتلوا عدة مقرات لأحزاب كردية أبرزها حزب بارزاني.

وذكرت وكالة باسنيوز الكردية نقلًا عن مصادر خاصة أن قياديًا في الحرس الثوري يدعى حاج إحسان هو ممثل الحرس الثوري في كركوك، وقد افتتح 5 مقرات في مناطق مختلفة من المدينة.

ورغم النفي الإيراني من قبل مستشار المرشد الأعلى في إيران علي أكبر ولايتي ،الذي قال: إن إيران لم تشارك القوات العراقية في السيطرة على مدينة كركوك”. لكن المحاولات الإيرانية لدخول المدينة ، وايجاد موطئ قدم فيها قديمة منذ سنوات.

وساهم المحافظ السابق لكركوك نجم الدين كريم بإنشاء مركز “الخميني الرياضي والثقافي” العام الماضي، حيث اعتبره مسؤولون كرد بأنه قاعدة لتجنيد شباب المحافظة في صفوف الفصائل التابعة لطهران، وهو تابع لفيلق القدس الإيراني ، الذي يشرف عليه الجنرال قاسم سليماني.

ووفقَا لمراقبين فإن العين الإيرانية على كركوك مفتوحة منذ سنوات للسيطرة عليها والتحرك منها باتجاه الموصل السنية فضلًا عن مساهمة المحافظة بالسيطرة على الحدود مع سوريا، لتسهيل نقل المسلحين والأسلحة من إيران مباشرة إلى نظام بشار الأسد.

ودخلت قوات بدر المدعومة من إيران، والتي يقودها هادي العامري ،إلى مناطق طوزخورماتو وعدد من الحقول النفطية في كركوك، أبرزها حقلي باي حسن وأفانا.

عصائب أهل الحق :
كما دخلت مليشيا عصائب أهل الحق ،التي يتزعمها قيس الخزعلي، إلى كركوك أثناء عملية الاقتحام، ولم تنسحب تلك القوات لغاية الآن.

ورغم أن النائب عن المحافظة ريبوار طه أعلن أن فصائل الحشد ستنسحب خلال الساعات المقبلة، لكن مراقبين يشككون في صحة ذلك، حيث أعلنت فصائل الحشد سابقًا انسحابها من عدة أماكن من الموصل والأنبار وصلاح الدين ، لكنها ما زالت تسيطر على المقرات والأبنية الحكومية، والمنشآت هناك.

أما كتائب حزب الله – العراق ،فقد دخلت مجموعات صغيرة منها بزعامة أبو مهدي المهندس ،الذي كان يتقدم على عبد الغني الأسدي في مراسم رفع العلم العراقي في كركوك، وهو ما أثار استياء الشارع العراقي، حيث يمثل عبد الغني أفضل قوة عسكرية عراقية مهنية، وهي “جهاز مكافحة الإرهاب” ،أما المهندس فيمثل فصيلًا إيرانيًا متطرفًا.

وبعد ساعات من سيطرة القوات العراقية الاتحادية على كامل محافظة كركوك، قامت فصائل تتبع لمليشيا الحشد الشعبي بعمليات نهب وسرقة لمنازل المواطنين ،في المناطق ذات الأغلبية الكردية ،كمنطقتي رحيم آوه ومنطقة الشورجة.

بدورها ذكرت وسائل إعلام مقربة من الحشد الشعبي أن قوة انتشرت في منطقة رحيم آوة امس الخميس ، بعد حدوث اضطرابات من قبل المواطنين الكرد الرافضين لتلك القوة، وهو ما ينذر بصراع قد يطول أمده ،ويتحول إلى حرب أوسع في ظل الأجواء المشحونة”.

الدعوة للحوار :
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا إلى التهدئة والحوار بين بغداد وأربيل بعدما استعاد الجيش العراقي خلال 48 ساعة كل المناطق التي كانت البشمركة الكردية قد ضمتها منذ 2003 ولا سيما في محافظة كركوك الغنية بالنفط.

وقال المجلس في بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15- إنه وإذ يبدي قلقه للوضع الراهن يطالب كل الأطراف بالامتناع عن أي تهديد وعن اللجوء إلى القوة والانخراط في حوار بناء على طريق تهدئة التوتر.

ومنذ الاجتياح الأمريكي عام 2003، سيطرت قوات البشمركة تدريجيا على 23 ألف كلم مربعة من أصل 37 ألفا هي مساحة المناطق التي يطالب بها الأكراد خارج الإقليم.. لكن هذه الأراضي خسرها الأكراد كلها في غضون 48 ساعة.

مظاهرات :
وتظاهر العشرات من سكان مدينة أربيل، بإقليم شمال العراق، على خلفية انتشار مزاعم حول تحرك القوات العراقية من كركوك(شمال) صوب المدينة.

وبحسب وسائل اعلام محلية ، احتشد العشرات من سكان أربيل، بشارع “إسكان” أكثر شوارع المدينة حيوية، ونظموا تظاهرة بعد سماعهم أنباء عن تحرك القوات العراقية من كركوك صوب مدينتهم.

وحمل المتظاهرون أعلام إقليم شمال العراق، وهم يرددون هتافات مناهضة لرئيس الحكومة المركزية في بغداد، حيدر العبادي، و لميليشيا الحشد الشعبي

كما شهدت مدينة دهوك بالإقليم، مسيرة لدعم المتظاهرين الأكراد في أربيل، كما انتشرت أنباء عن فرض حظر تجوال مؤقت في مدينة “خانقين” بمحافظة ديالا، بعد تزايد أعداد المتظاهرين المناهضين لمليشيا الحشد الشعبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *