جدة

معالم وذكريات (7).. نافورة جدة

د. زامل عبدالله شعـراوي

شامخة كهذه المدينة الحلم ” جدة ” بتاريخها وتسامحها واناقتها وعلاقتها الازلية بين البحر بدهشته وروعته والسماء التي تحضن هذا الفضاء الاجمل ، ان هذه النافورة تربط الاشياء الفاتنة بعناية فائقة وتمزج الامور الحياتية بعناية فائقة لهذه المدينة الاسرة بالبهاء والتسامح بين ساكنيها .
اليوم نتحدث عن اشهر معلم من معالم مدينة جدة وهي نافورة الملك ” فهد ” رحمه الله تعالى أو نافورة ” جدة ” او هي أعلى نافورة من نوعها في العالم حسب موسوعة ” غينيس ” للأرقام القياسية حيث تقع أمام شواطئ مدينة ” جدة ” وعلى الشاطئ الغربي للمملكة العربية السعودية وعلى بحرها ” البحر الأحمر “وقد اهداها الملك فهد بن عبد العزيز – رحمة الله – لمدينة جدة. ويبلغ ارتفاعها 312 متراً، ويزيد وزن الماء المدفوع في الهواء (في أي لحظة) على 18 طن. ويستطيع الناظر لها ان يراها من اي مكان من جدة كمعلم حضاري بارز .
كان الإنشاء الأول للنافورة بين عامي 1980 و1983 على طراز نافورة جنيف (طولها 140 متر، سرعة ضخ 124 ميل/ساعة)، لكن هذا لم يكن مرضياً للمخططين.
ثم تم تشغيل النافورة على صورتها الحالية في 1985، لتعمل على ضخ مياه البحر بسرعة 233 ميل/ساعة إلى ارتفاع 312 متراً (1024 قدم) مشاهدتها من جميع أنحاء مدينة جدة.
لقد صمّمت النافورة على شكل يُشابه إلى حدٍّ كبير المبخرة، وقد كان ذلك متعمّداً من قِبَل القائمين على تصميمها، لتكون دلالة بارزة على رمز الأصالة التي تتمتّع بها المنطقة العربيّة وخاصّةً مدينة جدّة. عندما أُنجزت هذه النافورة كانت لدى المصمّم مخاوف كثيرة، ولكنّ أكثر تلك المخاوف بالنسبة له كانت هو ما قد يصيبها من صدأ أو من تآكل نتيجة لضخّ مياه البحر منها، وما يتعرّض له المعدن من خلال استمرار التعرّض لماء مالح إضافةً إلى الهواء، لذلك عُمل في تصميمها على أن تمرّ مياه البحر بمرشحات وأجهزة لتنقية المياه من كلّ ما يمكن أن تحمله من رمال وتراب أو أيّ مواد عضويّة، وتتمّ هذه التنقية بشكل كامل، قبل أن تصل المياه إلى المضخة ويتمّ دفعها في النافورة.، كما تتميز إضاءة النافورة بوجود العديد من الكشافات الضوئيّة والتي تصل إلى ما يزيد عن 500 كشافٍ، ذات إنارة عالية جداً، وصمّمت على أن تتحمّل سقوط الماء الذي يزن آلاف الأطنان بشكل مستمر عليها من علو مئات الأمتار، وقد تمّ تثبيت هذه الكشافات بشكل تقنيّ عالي الجودة ؛ إذ وضعت فوق جزر صمّمت خاصّةً لهذه المهمّة.
وبحلول مايو 2018 م القادم تكمل نافورة الملك فهد بجدة، عامها الـ 33، والتي تربعت منذ انطلاق عملها في عام 1985 على مصاف الشهرة العالمية، كأحد أبرز المعالم السياحية التي تمتاز بها جدة على شاطئ البحر الأحمر حيث مثلت النافورة العريقة متعة بصرية أفقية تتم مشاهدتها من جميع أرجاء المدينة ، وهو ما جعلها معلماً سياحياً جاذباً للسكان المحليين والقادمين من خارج المملكة العربية السعودية ، لاسيما من المعتمرين والحجاج.
همسة :
جدة .. ” عروس البحر الأحمر ” الأسرة لقلوب أهلها ومحبيها بماضيها الجميل وحاضرها الأجمل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *