جدة- البلاد
في سابقة فارقة في تاريخ الكرة السعودية، منح اتحاد كرة القدم، برعاية الهيئة العامة للرياضة، فرصة ذهبية لمواهبنا الكروية؛ ليكونوا نواة لجيل مختلف من اللاعبين، وذلك من خلال الاتفاقية التي وقعت مؤخراً بين اتحاد القدم، ورابطة الدوري الإسباني” لا ليجا”، والتي كان أول ثمارها انتقال 9 لاعبين دفعة واحدة؛ للعب في إسبانيا.
ورغم خروج أصوات تعترض على انتقال اللاعبين السعوديين لإسبانيا حاليا، خاصة النجوم، معتبرين أن أنديتهم في حاجة لمجهوداتهم؛ خاصة أن المسابقات المحلية دخلت مرحلة الحسم، ولكن يبدو أن هذه الأصوات غلبت عليها مصلحة أنديتهم بالدرجة الأولى، ولم يلتفتوا لمصلحة المنتخب الوطني والكرة السعودية عامة؛ لأن الجميع يدرك أن الباب الوحيد لإحداث نهضة كروية حقيقية،
يكمن في فتح باب الاحتراف الخارجي للاعبين السعوديين؛ للاحتكاك بالمدارس الكروية والتدريبية المختلفة ؛ ممارسة ولعبًا ومعايشة. ولنا في الأشقاء في مصر والمغرب وتونس والجزائر مثلٌ، فهذه الدول تقدمت كرويا بسبب زيادة عدد محترفيها بالخارج ؛ ما انعكس إيجابا على مستويات منتخباتهم.
وربما يظن البعض أن حدث احتراف 9 لاعبين سعوديين، هو أمر جديد، ويحدث للمرة الأولى، ولكن العكس هو الصحيح، فهناك قائمة طويلة من اللاعبين الذين قاموا بذلك، لكن غالبيتهم لعبوا في أندية مغمورة، ليكون ما حدث بالأمس القريب، هو الأول من ناحية الجانب الفني للاعبين، وكذلك اللعب في دولة بحجم إسبانيا.
رغم وجود المواهب الكثيرة في الكرة الخليجية عموماً، والسعودية خصوصاً، إلا أنه عندما يُذكر احتراف لاعبين عرب في أندية عالمية ، يتبادر إلى الذهن فوراً لاعبو شمال أفريقيا، والموجودون بكثرة في أندية أوروبا. في حين أن هناك قائمة تضم حوالى 30 لاعباً سعودياً احترفوا في أندية عربية، وأوروبية، وآسيوية.
ومن أوائل الأسماء التي طرقت باب الاحتراف دولياً: مهاجم الهلال، والنصر لاحقاً المهاجم الدولي، فهد الغشيان، الذي لعب في آي زد الكمار الهولندي، ويُعد أول لاعب سعودي يحترف في الأندية الأوروبية.
كذلك احترف فؤاد أنور لفترة في صفوف فريق شي شوان الصيني العام 1999. فيما توجه سامي الجابر إلى وولفرهامبتون الإنكليزي. ولعب ناجي مجرشي في أولسان الكوري الجنوبي العام 2011، وخالد الغامدي في إف سي ويل السويسري العام 2011. والنجم أسامة هوساوي في أندرلخت البلجيكي، والمهاجم صقر عطيف في نادي شارلروا البلجيكي،
و المهاجم عبدالله الشويعر في نادي أتلتيكو برادو الروماني، ولاعب الوسط مازن الحذيفي في نادي دوسلدورف بالدوري الألماني ( البوندسليجا )، واللاعب عدي الصيرفي في الفريق الثاني لنادي ليفربول الإنجليزي، و اللاعب إبراهيم الإبراهيم في نادي إنتركلوب الكرواتي،
فيما لعب أحمد عبدالله في وست هام الإنكليزي، وعبدالخالق برناوي في مافيرا البرتغالي 2011، وعبدالله الحافظ في ليريا البرتغالي، والذي قدم مستويات ممتازة ما أهّله لأن يكون المدافع الأول في الفريق.
إضافة إلى صالح الشهري في بيراما البرتغالي، وحسام الزبيدي أولمبي إنتر ميلان الإيطالي، وخالد الجهني في بترو أفسي النيوزلندي، ومروان الجهني في ناشئي إي سي ميلان الإيطالي، وسعد الجهني في فالدهوف مانهيم الألماني، وحسين عبدالغني في نيوشاتل السويسري، وفي الريان القطري 2007 لاحقاً، وفي صيف 2017 انتقل لنادي فيريا البلغاري.
وعربياً.. لعب أحمد الدوخي في نادي قطر، وماجد العمري الذي احترف فترة قصيرة في النادي ذاته، وتركي الثقفي في الريان، وطلال المشعل ومرزوق العتيبي اللذان لعبا في المريخية، ومالك معاذ في العربي، ونايف القاضي في الريان 2006، وتيسير الجاسم في الغرافة 2007، وقطر 2009.
واحترف عماد حنتول في الشباب العماني 2011، ورضا السالم في الشباب البحريني، وسعود مجرشي في الحسين إربد الأردني 2011، وياسر القحطاني في العين الإماراتي 2012.
وتمنى اللاعب فؤاد أنور في فترة احترافه بالصين، أن تتاح الفرصة لبعض اللاعبين السعوديين للاحتراف خارجيًا، وقال في هذا الصدد: اللاعب السعودي مشهود له بالكفاءة، لكنه يحتاج إلى الكثير من الجرأة؛ حتى يصبح الاحتراف الخارجي أمراً مُعتاداً لديه.
وقال فهد الغشيان أيضا عند احترافه في آي زد الكمار الهولندي: أتمنى من جمهورنا، ومن محبي كرة القدم، أن يكونوا أكثر تفهمًا، ونضوجًا، وأصحاب نظرة تفاؤلية تجاه اللاعب، وأن لا يكون هناك تعصب أعمى، لا أحب أن أراه في بلدي، وابتعادنا عن من مثل هذه الأشياء، سيعود علينا بالفائدة.
يُذكر أن لاعبي الأخضر السعودي حققوا إنجازات عدة، منها بلوغهم كأس العالم أربع مرات على التوالي: 1994، و1998، و2002، و2006،و2018، والفوز بكأس آسيا ثلاث مرات في أعوام: 1984،
و1988، و1996، والوصول إلى نهائي البطولة القارية ثلاث مرات أخرى في أعوام: 1992، و2000 أمام اليابان، و2007 أمام العراق، وثلاثة ألقاب في دورة كأس الخليج: 1994، و2002، و2003، إضافة إلى تربع الفرق السعودية على عرش الكرة الآسيوية حقبة طويلة، ومشاركة ناديي النصر والاتحاد في نسختين من بطولة كأس العالم للأندية، ووصول الهلال لنهائي الأبطال الآسيوي2017، إلى جانب قوة الدوري السعودي الذي يصنف في مقدمة الدوريات العربية، والآسيوية.