بدأت منذ عقود قصة زحف الرمال إلى الأحساء، التي كانت تتجه في تحرك بطيء بفعل الرياح نحو عشرين قرية في “الواحة الوادعة” شرق البلاد.
منذرة بتغير بيئي يسلبها اسمها ومن المزارع نظرتها وبهائها والقضاء على محاصيلها .
واحتاج إيقاف زحف الرمال إلى زراعة جيش من الأشجار لتتصدى الرمال وتكون حائلا بينها وبين الواحة.
ومن هنا بدأ “منتزه الأحساء الوطني” يتمدد شرق الأحساء لمواجهة كثبان الرمال، على مساحة تتجاوز 45 كيلو متراً.
حيث بدأ العمل في المنتزه عام 1962، حيث باتت الأرض المخصصة لهذه المواجهة متنزهاً ومتنفسا طبيعيا مبهجا وجاذبا لأهل الأحساء.
يشار إليه بالبنان، يميزه كثافة الأشجار التي تقدر بأكثر من 7 ملايين شجرة عشرة في المئة منها أشجار مستوردة.
حيث تضفي بأشكالها وأنواعها المتعددة البهجة والسرور على زوار المنتزه .
وتقف وزارة البيئة والمياه والزراعة على إدارة المتنزه والمحافظة عليه ليبقى مرتعا لطيفاً للاستجمام، ووجد الباحثون والدارسون فيه مكاناً لتطوير الحياة النباتية المحلية.
ويسهمون فيه بإعداد الدراسات الفنية الخاصة بالمتنزهات، واستثمار تجربته في موضوع زحف الرمال .
وبدأ العاملون في المنتزه كذلك بالمشاركة مع الجهات المعنية في برامج التدريب والتأهيل للقيام بأعمال المتنزهات الوطنية.
ومشاركة الجهود المحلية والوطنية للحفاظ على الحياة النباتية، ومع مرور الوقت تطورت خدمات المنتزه باستحداث برك سباحة.
وملاعب للأطفال، ومضامير للخيول والدراجات للعائلات والشباب، علاوة على الخدمات الأخرى .
كما أن عين الناظر تستمتع بمنظر المتطوعين وهم يجوبون المنتزه في مجموعات لرفع النفايات وترتيب المنتزه.
إذ بات المنتزه علامة فارقة في العمل التطوعي وحث المجتمع على الانخراط في مشروعات تنفع الصالح العام.
وينتظر منتزه الأحساء الوطني حقبة جديدة، ومزيداً من التطوير والتشجير.
وهو مع موعد بادرتين لتطويره وتطوير المنتزهات الأخرى تتضمن زراعة 4 ملايين شجرة في أنحاء المملكة تقودهما وزارة البيئة والمياه والزراعة .