متابعات

مشاهد عنف وسرقة وهدم للأخلاق البلاي ستيشن.. خيال يغتال براءة الأطفال

جدة – حماد العبدلي

عالم “البلاي ستيشن” يسيطر على اهتمام الكثير من الأطفال حتى الإدمان، حيث يقضون الساعات مع الألعاب بتشجيع من الأهل والجلوس لساعات طويلة مع هذا الجهاز. وكل ما ينصح به الوالدان هو “أحذر من عيونك” “لا تأخذ وقتك هذه اللعبة وتترك دروسك” هذا إذا كان الطفل بسن الدراسة أما إذا كان الطفل أقل من ذلك فأهم شيء أن لا يبكي ويتركونه بالساعات حيث يرون ذلك وسيلة للتخلص من إزعاجه ومطالبه ، غير مدركين لخطورة آثاره الضارة على الصحة ، ناهيك عن ما تحتويه غالبية الألعاب من عنف وصور خيالية تفوق الواقع قد يستوعبها الطفل على انها حقيقية وتؤثر على حياته وهو ماحذرت منه دراسات عديدة.

استطلعنا آراء اصحاب المحلات التي تبيع اجهزة البلايستيشن واشرطته ، فأكدوا انهم لايبيعون الأشرطة ذات المشاهد العنيفة والخيالية الابحضور ولي الامر والتقييم العمري الذي التزمت به المحلات الصادر من وزارة الاعلام مؤخرا ، مشيرين إلى ان صاحب المحل لايحصل على الترخيص الا بالالتزام التام بمايحتويه التقويم وهو من عمر +7 و+12 +16 +018.

في البداية يقول هارون “بائع” : لدينا مختلف الاجهزة الالكترونية نقوم بيعها وتتراوح من 400 ريال إلى 1700 ريال قيمة وكذلك الاشرطة من تبدأ من 80 ريال شريط مستخدم الى 200 ريال جديد وبين ان الاشرطة تحتوي على العاب معروفة للأطفال ومحببة لهم والاقبال على شريط حرامي السيارات وهذا معروف بمراحله المتعددة المثيرة للاطفال وان كان هناك فيه جوانب لا تصلح لمشاهدة الاطفال مثل القتال العنيف وسرقة السيارات بعد طرق.ومنها الاشرطة المشوقة التي تجعل الطفل 24 ساعة امام الجهاز طبعاً هذا خطأ المفروض من اولياء الامور تقنية ساعات اللعب على الجهاز حتى لايساهم في جلب المتاعب الصحية للطفل. وحول عدم اعطاء ضمان على بعض الاجهزة واشار اننا نشتري الاجهزة بدون ضمان ونبيعها كماهي ونشعر المشتري بذلك وله حرية الاختيار .

غش في الأسعار
من جانبه قال علي الشمراني- 22 سنة- إن سوق الاجهزة الالكترونية يشهد اقبالا من الأطفال، وبين انه يحرص على شراء اشرطة كرة القدم والمصارعة.

والمغامرات لكنه قال ان الاسعار خيالية للغاية الشريط قيمته 240 ريالا وفي حالة اعادته للبيع مرة أخرى يدفع فيه 30ريالا طبعاً هذا شيء يحتاج الى اعادة نظر من الجهات الرقابية على الاسواق وبالذات حماية المستهلك ، حيث لايلتزم اصحاب المحلات بتسعيرة معينة ، والبسطاء هم الضحية لجشع اصحاب المحلات كما ان الاجهزة تباع بدون ضمان وبسعر يصل الى 2000ريال وفي حالة العطل لايقبله صاحب المحل الا بنصف القيمة،

هكذا غش تجاري واضح وصريح لذا نطالب من حماية المستهلك الظهور على ارض الواقع ووضع نشرات توعوية نستفيد منها كمواطنين ونعرف الالية التي يمكن ان نتواصل معهم من خلالها في حالة التبليغ عن ممارسات الهدف منها الحصول على مبالغ بدون وجه حق. كما اعتبر بعض الاشرطة هي دمار لعقول الاطفال الذين يصدقون مايشاهدونه في الشريط من قوى خارقة في ايذاء الاخرين كالقفز العالي وتدمير طرقات. طبعا كل هذا من ضرب الخيال لكن الاطفال يصدقونه.

تدمير العقول والصحة
كما اشار عطية المالكي ان مخاطر هذه الالعاب الالكترونية على اطفالنا كثيرة ابرزها ضعف النظر وضعف في القدرة الذهنية على المدى الطويل وضياع الوقت وبالتالي قد يسهم في تدني المستوى العام في المجال الدراسي ناهيك عن تعلم هؤلاء الاطفال شتى انواع العنف وهم في بدايات حياتهم للاسف الشديد نحن كأولياء امور نساهم في ايذاء الاطفال بنظرة العطف وجلب لهم ما يرغبونه من اجهزة واشرطة تحتوي على ألعاب \”قذرة\” عنف قتال سرقة سيارات احراق مدن واشرطة اخرى تعلمهم على كيفية الخيوط الاولى للسرقة والجرائم .

واضاف ان التأثيرات الوخيمة لجهاز البلاي ستيشن لا حصر لها.وبين الشاب عبد المجيد الغامدي ان بعض الالعاب يصل حد التأثير الاخلاقي من جانب التصرفات فإن بعض الاشرطة تعلم فن الريمة بطريقة مباشرة . السرقة القتل القفز السطو والضرب والتعدي على ممتلكات الغير بوحشية متناهية.واضاف المالكي ان هناك اشرطة تباع فيها لعبة اشد عنفاً ثقافة القتل والجرائم إذن لماذا كل هذه الاشياء نقدمها لاطفالنا .. بقصد التسلية وهي دمار لهم ولمستقبلهم على المدى الطويل.

وفي ذات السياق قال عدنان الغامدي وهو من مرتادي سوق الاجهزة الالكترونية طبعا الاشرطة تعلم كل شيء لكننا بلا شك ندرك انها مجرد لعبة ، لكن الاطفال الصغار في سن العاشرة . طبعاً هم الضحية يتأثرون بما يعرض عليهم ويصل عندهم حد الصدق باللقطات التي تعرض ، باستعراض القوة او عراك عصابات وسرقة السيارات والتسلل والقفز على المنازل وتحطيم ممتلكات الآخرين بشكل وحشي.

ويصدقون مايعرض من فن في تحطيم الاشياء والطيران من اعلى البنايات طبعا هذا جانب تشويقي الهدف منه الاقبال على الشراء وتساءل الغامدي اين هي حماية المستهلك وفرع وزارة التجارة عن مايحدث في السوق من بيع شعاره يقول (نكسب ولايهمنا من يشتري) حقيقة الوضع لايستوجب الاهمال ولابد من الوقوف والمحاسبة على الاجهزة المباعة من المحلات التي جلها مقلدة عرضا للعطل ودون تعويض المشتري.

التعامل المثالي
يقول الاخصائي الاجتماع عبدالله الشمراني لا يوجد بدائل تغني الطفل عن التلفاز وغيره، فالطفل في مثل هذه المرحلة العمرية يحتاج إلى تنمية مداركه، ومن هذه المدارك تنمية خياله بالأشياء الموضوعية والواقعية، وما يجب علينا كموجهين للطفل هو التوفيق بين وسائل الإعلام المرئية، وبين وسائل الترفيه الأخرى، مثل: الألعاب التي تنمي الخيال والإدراك، كالمكعبات، وألعاب الرياضة الخفيفة مثل: تنس الطاولة، وكرة القدم، والسباحة، كل هذه الأشياء إذا تم استخدامها جيداً، يمكننا أن ننشئ طفلاً اجتماعيًا يتوافق مع نفسه وأسرته ومجتمعه، ويستطيع أن يعيش حياة مستقرة تنعكس على تكيفه مع الحياة.

التوتر وتعكر المزاج
ويؤكد الشريف حزام ابن ذاكر معلم تربوي أن الآثار السلبية لهذه الألعاب هي حقيقة واقعة، قائلة: حيث يسبب الابناء معاناة كبرى من خلال تعلقهم غير الطبيعي بلعبة «البلاي ستيشن» حيث بلغ معدل الساعات التي يقضونها يوميا في اللعب خلال أيام الأسبوع ما بين ساعتين إلى أربع ساعات، وفي عطلة نهاية الأسبوع قد يصل عدد الساعات إلى 6 ساعات يوميا، مضيفا أنهم يحرصون على أن يصحو مبكراً ليحصلوا على مزيد من الوقت في اللعب، من دون أن يزعجهم أي من أفراد الأسرة، وقد لاحظت أنه دائما ما يكون الابن متشنجاً ومتوتراً ومتعكر المزاج، حتى انعكس ذلك على علاقته بإخوته الصغار فيحدثهم كثيرا عن عالمه الافتراضي، ما جعله يقاوم الحياة الاجتماعية، فهو لا يرضى الخروج مع أصدقائه.

مشاركتهم ألعابهم
ويشير بركات العبدلي إلى أن تعلق الأبناء بألعاب البلاي ستيشن لم يترك قيمة لأي لعبة أخرى نحضرها لهم في المناسبات، وشراء الألعاب الأصلية للبلاي ستيشن يكلفنا كثيرا، ويؤدي إلى تذمر أبنائي باستمرار لأنهم سريعا ما يملونها، ومن فوائد الأجهزة الأصلية أنها تمنح الأسرة القدرة على التحكم في الساعات التي يقضيها الأبناء أثناء اللعب بسبب وجود عدد محدود من الألعاب،

وعلينا أن نتفاعل مع الأبناء في الالعاب، ونوسع مداركهم، ونطور علاقتهم مع ذويهم، حتى لو كان ذلك عن طريق مشاركتهم اللعب على البلاي ستيشن، فالطفل ذكي وقد يكون انصرافه للعب لوحده أمام الشاشة لعدم تفاعل والديه معه بشكل كاف؛ لأن ذلك يساعدهم على اختيار ألعاب بناءة ومتميزة، كما شددت على أنه يجب أن نربي أبناءنا بدلاً من أن نجعلهم يربوننا.

الصرع الدماغي
تؤكد إحدى الدراسات على أن الأطفال المشغوفين بهذه اللعبة يصابون بتشجنات عصبية تدل على توغل سمة العنف والتوتر الشديد في أوصالهم ودمائهم ؟ حتى ربما يصل الأمر إلى أمراض الصرع الدماغي ، إذ ماذا تتوقع من طفل (( قابع في إحدى زوايا الغرفة وعيناه مشدودتان نحو شاشة صغيرة ، تمضي ببريق متنوع من الألوان البراقة المتحركة ، ويداه تمسكان بإحكام على جهاز صغير ترتجف أصابعهما من كل رجفة من رجفاته ، وتتحرك بعصبية على أزرار بألوان وأحجام مختلفة كلما سكن ، وآذان صاغية لأصوات وصرخات وطرقات إلكترونية تخفت حينا وتعلو أحياناً أخرى لتستولي على من أمامها ، فلا يرى ولا يسمع ولا يعي مما حوله إلا هي ) الألعاب الالكترونية

لعبة العنف
يقول الاستاذ حسين اليافعي : إن ألعاب الفيديو مثل البلاي ستيشن يمكن أن تؤثر على الطفل فيصبح عنيفاً، فالكثير من ألعاب ( القاتل الأول ) فالطفل في تلك الألعاب يشارك في العنف بالقتل والضرب والتخريب والسحق والخطف ونحو ذلك ، وربما كان ذلك بمسدس في يده ، فتكون بمثابة تدريب شخصي فردي له من حيث لايدري الطفل ولا الأسرة.

من المشاهد كذلك أن هناك ألعاباً ذات صور عارية سواء في ( الكمبيوتر ) أو في ألعاب البلاي ستيشن ، وتقوم هذه الألعاب بفكرتها الخبيثة بتحطيم كثير من الأخلاقيات التي يتعلمها الطفل في المجتمع المسلم ، وتجعله مذبذباً بين ما يتلقاه من والديه ومعلميه ، وبين ما يدس له من خلال الأحداث الجارية ، والصور العارية ، والألفاظ والموسيقى بوسائل تشويقية كثيرة؛ فالذكاء يصور على أنه الخبث ، والطيبة على أنها السذاجة وقلة الحيلة ، مما ينعكس بصورة أو بأخرى في عقلية الطفل وتجعله يستخدم ذكاءه في أمور ضارة به وبمن حوله .

كما وصف سمير 23 عاما انه يهوى كثيرا اشرطة كرة القدم والالعاب ذات الطابع المثير كمراحل في اللعبة ، ونصح الاباء بعدم ترك ابنائهم الصغار لبعض الالعاب التي فيها جانب المغامرة الخيالية وتحتوي على العنف وهناك العاب جيدة تتناسب مع الفئات العمرية وهي كثر في سوق الالعاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *