وهو أيضا من أشهر المساجد بالطائف والواقع تحديدا في وسط بساتين المثناه الغربية إلى الشرق من مسجد الخبزة بحوالي نصف كيلو تقريبا، وقد سمي مسجد عداس بهذا الاسم نسبة إلى عداس النصراني وهو مولى عتبة ابني ربيعة، ويعتبر هذا المسجد من أروع المساجد سواء في الشكل أو التصميم أو الطراز والنقوش الإسلامية من الداخل والخارج، فهو تحفة معمارية خاصة وأنه تم تجديده حديثا.
يروى أنه عند خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف بعد ماتعرض له من أذى وسفاهة وصل إلى حائط لعتبة وشيبة إبني ربيعة على بعد ثلاثة أميال من الطائف فدخل فيه وجلس في الحائط تحت ظل حبلة من عنب معتمداً على جدار وقد أثر في نفسه مالاقاهـ من أذى ووسفاهة فدعا بالدعاء المشهور:
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟
إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري. إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي.
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك.
أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولاحول ولاقوة إلا بك)).
ورآهـ إبنا ربيعة في هذا الحال فأخذتهما رقة. وأرسلا إليه بقطف من عنب مع مولى لهما نصراني اسمه عداس
فلما مد النبي صلى الله عليه وسلم يدهـ ليتناوله قال: (( بسم الله))، ثم أكل. فقال عداس: هذا الكلام مايقوله أهل هذهـ البلاد
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ((من أي البلاد أنت؟ ومادينك؟))
فقال: نصراني من أهل نينوى.
فقال: ((من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟))
فقال: ومايدريك مايونس بن متى؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( ذاك أخي كان نبياً وأنا نبي)).
وقرأ عليه قصة يونس – عليه السلام – من القرآن ، فأسلم عداس على مايقال.
ثم خرج صلى الله عليه وسلم من الحائط وتقدم في طريقه إلى مكة.