جدة – عبدالهادي المالكي
تصوير – احمد عبدالهادي
جذبت الفعاليات المتنوعة زوار التاريخية ما بين فلكلورات وعادات قديمة ومعارض وحرف لم يكن يعرف عنها كثير من زوار التاريخية وخاصة الاطفال فأثناء سيرك في الممرات تتصادف مع سيارات قديمة والتي كان يطلق عليها اللاري موديلاتها ما قبل الستينات والتي كان تستخدم في نقل البضائع داخل المدينة وكذلك نقل الركاب بامتعتهم بين جدة ومكة والمدينة ثم يصادفك عربات النقل التي كان تجر الخيول الحمير اما لنقل امتعة او ركاب وكذلك عربات السقا الذين كان ينقل الماء العذب للمنازل وفي طريقك تسمع صوت حداد السكاكيني واقف امام عجلته التي تعمل عن طريق الارجل ويتقاضى قرشين مقابل ان يقوم بسن السكين الواحدة ولم يكن بعيداً عن ساعي البريد بسيكله الذي يمتطيه ويجوب به ازقة الحارات لكي يوصل رسائل البريد الى كل بيت وكان له لبس يميزه عن غيره ويعرف به وهو الشماغ والعقال والجاكت الاسود.
وفي احد زوايا المهرجان جذب الزوار معرض العروس والذي ضم مجسمات للعريس والعروس باللبس القديم الذي كان يلبس في الزواج بالاضافة الى جهاز العروس والمكون من شنطة بها الكريم والمكحلة والكونيا وقارورة العطر.
بائع العصي التي تستخدم في المزمار كان له اقبال من قبل الزوار من الشباب وخاصة هواة فن المزمار والذي بدأ يشرح لهم طريقة عمل العصي فقال انها تستخدم من نوع خاص من الاشجار ثم نقوم بدهنها بالزيت وتدفن في الارض وتبقى لمدة تصل بعضها الى خمس سنوات وذكر ان كثيرا من الذين يشترون العصي يسألون كم سنة لها مدفونة فكلما زادت سنوات الدفن زادت قيمتها وهناك نوع خاص يتم دهنه بلون احمر وهي التي تكون اكثر شيء مرغوبة.
وفي احد المقاعد تربعت فنانة موهوبة في فن الخط الديواني والذي بدأ من خلال اللوحات التي تقوم بعملها للزوار اما بكتابة اسمائهم او عبارات يختارونها.
وبدأت بنات التحفيظ واللاتي كن يحفظن القرآن الكريم عن طريق الكتاتيب بالمسيرة داخل مسارات المهرجان وهن بكامل زينتهن بلباس تقليدي كان يلبس في جدة القديمة عندما يتخرجن وقد حفظن القرآن الكريم.
في احد المواقع وبالتحديد امام قهوة الرشيدي تم بناء منزل مصغر للبيت الحجازي القديم والذي احتشد بالزوار لانه كان يمثل البيت الحقيقي القديم لاهل جدة فقد شمل على المجلس الرئيس ومجلس للنساء برواشينها المطلة على الحارة وكذلك غرفة النوم بسريرها القديم الذي يحمل على اطرافه الناموسية ثم المطبخ والذي على مكونات المطبخ في ذلك الزمان فمما جعلك تعيش الواقع فلم يكن موجودا اي شيء يعمل بالكهرباء بل جميعها تعمل يدوياً حتى ان الثلاجة كانت تعمل بالجاز وفي الطريق لتكملة المسار تصادف الزوار مع متحف فريد من نوعه وهو متحف رضوى التراثي حيث قال صاحب المتحف سالم الجهني ان هذا المتحف مرخص من هيئة السياحة والاثار وهو من ثلاثة اجزاء وشاركنا في جدة بالجزء البحري ولاول مرة ويشتمل على انواع اسماك البحر المحنطة وبه اخطر انواع القروش بالاضافة الى عروسة البحر وكذلك ادوات الصيد ونحن حريصون ان نشارك المشاركة الفعالة في هذا الملتقى الكبير وقد شاركت في الجنادرية وفي عدة مدن بالمملكة كما جاءتني دعوات من خارج المملكة طبعاً لم يأت اي دعوة للمشاركة في سوق عكاظ ولكن نتمنى ان نشارك في الاعوام القادمة وكذلك في اي ملتقى في المملكة فنحن جاهزون لاي دعوة لان معرضنا يعتبر اول متحف بحري متنقل في المملكة وهنا كثير من الزوار يسمع بكثير من انواع الاسماك وخاصة المفترسة ولكن لا يراها فنحن وفرنا ذلك من خلال المجسمات وهي اسماك حقيقية تم تحنيطها بايدي سعودية ونحن باستمرار نحنط اي شيء جديد وغريب في البحر فمتحفنا متجدد باستمرار على طوال العام وقد حصلنا على شهادات تقدير باكثر من مائة شهادة من جهات حكومية وإن شاء الله نحاول نطور اكثر من كدا بالتعاون مع الاتحاد السعودي للالعاب البحرية. ونحن نشكر صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان على دعمه وتشجيعه لنا واهتمامه بمثل هذه الفعاليات وتحت شعار الكورة تجمعنا ما تفرقنا اقيم ملعب مصغر وعمل مباريات ما بين فريقي الاتحاد والاهلي بلاعبين يمثلون لاهبي الفريقين في بداياتهم وتم عمل لوحة للتوقيعه عليها وكان الهدف من ذلك هو نبذ التعصب الرياضي.
مسجد السافعي والذي يعتبر من اهم المعالم بمدينة جدة القديمة والذي تبنى خادم الحرمين الشريفين ترميمه ويعتبر من اقدم المساجد بمئذنته الشامخة التي بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي ويوجد على امتداد ذلك المسجد السوق المعروف باسم سوق الجامع وهن من اجمل الاسواق القديمة حيث لازالت تلك المنطقة يفوح منها عبق التاريخ وحضارته وقد شمل معروضات لملابس تراثية يديوية سواء كانت للعروس او ملابس تقليدية وكذلك فن الزخرفة والحرف اليديوية التي يقوم عليها بعض النسوة هناك ومنها معرض فريدة للتراث والذي يعود بك الى الزمن الجميل بالملابس التقليدية الزاهية.