جدة – فاطمة آل عمرو
في سنينه المبكرة أحب البحر والمغامرة ، وكبر معه هذا الحب ليصبح عشقه المصحوب بالتحدي، حتى وصل إلى لقب مدرب دولي معتمد ومدرب كبير الغواصين. انه الكابتن ربحي سكيك الذي درس الهندسة المدنية، وهو باحث في عالم البحار وتم تسجيله العام الماضي في موسوعة جينيس العالمية، وذلك بإنزال أكبر علم في أعماق البحر.
التقته ( البلاد) ليتحدَّث عن بدايته ورحلته مع الغوص وعن دراسته ومشروعاته المستقبلية:
• سألته لماذا تجد نفسك في أعماق البحار.. فأجاب:
البحر من مخلوقات الله التي تتجلى فيه سحر من نوع خاص يعشقه الغواصين واكتشفوه وتعلقوا به وأنا واحد منهم.
* يقال إن أكثر الشخصيات التي تمارس مهنة معينة، كانت تمثل نقطة ضعف لهم، بصراحة كيف تعاملت مع الغوص في بداية الأمر، وهل كنت تخشى البحر؟
– لا . لم أكن أخشى البحر فللبحر مكانه خاصة في قلبي مثلي كمثل أي ساكن في مدينة جدة فالمتنفس لنا هو البحر .
**الوصول للاحترافيَّة
• من علمك مهنة الغوص.. وهل دخلتها من باب الهواية أم الدراسة؟
– الوالد رحمه الله كان من المولعين بالبحر وورثنا هذا الحب منه رحمه الله فهو مثلي الأعلى، دخلت البحر هواية ثم احتراف ، وبفضل الله تحول الاحتراف إلى العالمية وقبلها أكاديميا اتجهت للتدريب والآن بفضل الله من المدربين العالميين.
• نملك ثروة مائية كبيرة أهمها البحر الأحمر، كيف يحكي لنا الغواص ربحي أسرار وكنوز هذا البحر من وجهة نظره؟
– سمي بالبحر الأحمر لكثرة الشعاب المرجانية فللبحر الأحمر سحر مرجاني لا يوجد في سواه من البحور الأخرى ، وقد غطست في جميع أماكن الغوص في العالم تقريبا ولم أجد له مثيلا في غناه بالكائنات البحرية الغريبة والجميلة .
** الرقابة والغرق
• ما صحة ما يقال عن غياب الرقابة على رياضة الغوص، خصوصاً بعد تنامي حالات الغرق ومطالبة بعض الغواصين بفرض الأنظمة المتطورة؟
– غير صحيح فهناك رقابة صارمة على الغوص من هيئة الرياضات البحرية والغوص وحرس الحدود وبالنسبة لحالات الغرق لم تتنامى أبدا بالعكس أصبح الغواصين ذوي خبرة ودراية وحالات الغرق في مسابح الاستراحات أكثر بكثير من الغوص ،ومنظمة الغوص الدولية بادي لا تؤهل أي مدرب إلا بعد اجتياز عدد كبير من الاختبارات لذلك المؤهل .
** المتحف البحري
• رغم وجود متاحف تحت الماء في عدد من الدول، إلا أننا نعاني من ندرة هذه المتاحف في المملكة، هل وضعتم هذا الموضوع في عين الاعتبار؟
– نعم. هناك دراسة قائمة لوجود متحف مائي فريد من نوعه تستحقه المملكة.
* مبادرة وطنية
• قمتم في مبادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى المملكة، وهي تنظيف أعماق الواجهة البحرية الجديدة، كيف كانت ردود الأفعال؟
– ردود أفعال أكثر من رائعة ووجدنا دعما لا محدودا من الجهات الحكومية وحقيقة اعجز عن شكرهم ، وكذلك الغواصين القائمين على المبادرة المواطنين بشكل عام، ولكن نفتقر لدعم القطاع الخاص لنا , أي دعم في هذه المبادرة الوطنية العائد نفعها على الجميع .
• ماسبب اهتمامك بإنشاء متحف بحري؟
– هو من باب حبي ومعي الغواصين المشاركين لهذا البلد الذي تعلمنا منه نهج العطاء اللامحدود.
• كل مدرب وله أسلوبه ، وهناك غواصون يقدمون دورات تدريبية بأسعار مبالغ بها نوعاً ما، مارأيك؟
– المدرب عبارة عن كفاءة قائمة ويختلف التدريب من مدرب لأخر، وكل حسب كفاءته وحسن تدريبه وسمعته في مجال التدريب وقلة أخطائه . وبالنسبة للأسعار فلا أرى أنها مبالغ بها وأي شخص يرغب بالتدرب سأقدم له المشورة والنصيحة دون مقابل .
• لماذا يُفضل الهواة الذهاب إلى المدرب المستقل، وهل يُشترط على المدرب أن يعطي دوراته تحت إدارة منشأة؟
– يذهب الهواة إلى المدرب المعروف بإخلاص وكفاءة والمدرب الكفؤ من يدرب تحت مظلة منشاة تدريبية .
• وأنت تغوص في أعماق البحر، كيف تتعامل مع مختلف الكائنات البحرية خصوصاً الخطير منها.. صف لي شعورك لحظة الغوص؟
– الكائنات مخلوقات رائعة ولابد أن نحترمها وأما عن شعوري فهو مختلط مابين الدهشة والمتعة ولكل غطسه مذاق مختلف.
• يخشى بعض الأهالي تدريب أطفالهم على الغوص، ماهي نصيحتكم، وهل للغواص مواصفات معينة لها علاقة بالسن؟
– بالعكس وصية الرسول صلى الله عليه وسلم تعليم الأبناء السباحة, والغوص رياضة جدا رائعة وسامية لأن كل غواص مسئول عن سلامة زميله تماما مثل سلامته ، أما بالنسبة للسن فهناك اشتراطات تبدأ من 8 سنوات ومستعد للتوضيح لأي احد يرغب في خوض تجربة الغوص الرائعة.
• ماهي أفضل الأماكن لممارسة رياضة الغوص في السعودية، وكيف تجد نفسك مقارنة مع الغواصين العالميين؟
– بصراحة البحر الأحمر ممتاز ورائع للغوص من شماله إلى جنوبه وبالنسبة لي لا أقيّم نفسي أبدا ، لكن بفضل الله ، أنا مدرب معتمد ومدرب تخصصات وغواص تقني وحائز على رقم قياسي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
• هل تفكر بافتتاح اكاديمية للغوص خاصة بك؟
– بإذن الله الفكرة قائمة في حالة وجود المستثمر الجاد حيث انني عملت الدراسة وجاهزة للتنفيذ.